أنهت لجنة الحريات التابعة للاتحاد العام للصحافيين العرب أعمال ورشة الحريات الصحافية التي أقامتها بالعاصمة السودانية بالاشتراك مع الاتحاد العام للصحافيين السودانيين واستضافة كريمة منه، غير أنني لست هنا للتعليق على هذه الورشة على أهميتها، وإنما للإشارة لحدث آخر أراه أهم له صلة بموضوع الورشة واستبق انعقادها بقليل، ذاكم هو التقرير السنوي الذي تصدره منظمة بيت الحرية – فريدوم هاوس (FreedomHouse ) عن مستوى الحريات في كل بلدان العالم، وقد تعمدت لفت نظر الزميل محمد عبد القادر دون غيره من عضوية اتحاد الصحافيين السودانيين، فقط لكونه أمين أمانة الحريات بالاتحاد المعنية مباشرة بالتقرير وبالورشة معا. أعلم سلفاً أن البعض - لا محالة - سيتشكك في نزاهة التقرير بل وسيدمغونه بالتحامل والكيل بمكيالين، ولكن ذلك لن يجدي فتيلاً؛ حيث أن المنظمة المذكورة تعتبر على نطاق واسع وعند الغالبية الكاسحة من الدول مصدراً موثوقاً وعالي المصداقية، ويستشهد بتقاريرها العديد من علماء السياسة والصحافيين وصناع السياسات في أركان الدنيا الأربعة، ويصنف التقرير الذي درجت على إصداره سنوياً بعد البحوث المعمقة التي تجريها حول الديمقراطية وحقوق الإنسان، يصنف الدول والمناطق بحسب درجاتها في الحريات السياسية والمدنية، والأفضل يعطى درجة واحدة والأسوأ سبع درجات، وبحسب تقرير هذا العام الذي صدر مؤخرا، جاءت دول سوريا، أفريقيا الوسطى، أوزبكستان، كوريا الشمالية، اريتريا، السودان، الصومال، إقليم التبت، الصحراء الغربية، تركمانستان، السعودية، وغينيا الاستوائية. ضمن قائمة الدول الأسوأ وأسوأها سوريا، وحاز السودان في التقرير على (7) درجات في تصنيف الحرية الإجمالي، ب(7) درجات في الحريات المدنية و(7) درجات في الحريات السياسية. ويختتم التقرير خلاصاته النهائية بكلمة فحواها أن الممارسات غير الديمقراطية تقود الى الحرب الأهلية والأزمات الإنسانية. وتساعد في نمو الحركات الإرهابية التي يتعدى تأثيرها الحدود الوطنية. ويؤدي الفساد وسوء الحكم الى زيادة عدم الاستقرار الاقتصادي، الذي بدوره يمكن أن تكون له آثار إقليمية ودولية. فهل تعترف الديمقراطيات الراسخة بأن إضعاف المؤسسات الديمقراطية يشكل تهديداً لمصالحها الوطنية؟... تبدو الديمقراطيات في الغالب مصممة على الانتظار لتتطور الممارسات الاستبدادية الى كارثة دولية قبل أن تتخذ إجراءات للمعالجة. هذا من سوء الحظ لأن أسوأ الأنظمة القمعية أظهرت أنها قابلة للضغوط من شعوبها ومن الخارج أيضاً... وتواجه الديمقراطيات مشاكلها الخاصة المتعددة، ولكن أعظم أخطائها قبول فكرة أنها عاجزة أمام الرجال الأقوياء الذين يشكل التخويف والكذب عملاتهم الأساسية في التبادل السياسي. هذا بوضوح ليس صحيحاً، حتى في هذه الأوقات الصعبة. [email protected]