ما تحدثت مع احد المسيحيين في السودان والا بادرك بالحديث عن أوضاع الكنائس مبدياً تزمره من الأوضاع والضغوطات التي يعيشونها في كنائسهم من إضطهاد ديني ممنهج وإستهداف واضح يقوم به الاسلاميون الذين تربعوا مرة اخرى على السلطة بإنتخابات مزورة، يبدو ان الاخوان المسلمين شلة عصابة المؤتمر الوطني لم يكتفوا فقط بتدمير ونهب ممتلكات الكنائس ومصادرتها في السودان بل يريدون ان يقضوا على كل المسيحين في السودان بطرق ممنهجة وملاحقة رجال الدين وبذلك يعتقدون انهم قد نجحوا في تكوين الدولة الإسلامية التي اعلنها الرئيس البشير عقب إنفصال الجنوب في ندوته الشهيرة في القضارف اثناء تدشين حملة حزبه، لكن هيهات ان ينتصر هؤلاء المتربصون في السلطة بأفكارهم هذه لان التعايش السلمي والإخاء بين المسلمين وغير المسلمين، الذي عُرف به السودان وينعم به، اقدم من شلة المؤتمرجية الذين يحاولون اقصاء الاخرين لكن من الواضح للعيان ان الشيئ الذي يزعج ارزقية المؤتمر الوطني هو وجود الكنائس التي تمتلاء بمن يعتنقون الدين المسيحي بعد انفصال الجنوب وهذا الاخير كان غير متوقعاً لديهم حيث كانت تعتقد شلة البشير ان بذهاب الجنوب يعني ذهاب المسيحية وفقاً لمنظورهم الذي يرونه معتقدين في ذلك ان الدين المسيحي يعتنقة الجنوبيون فقط وهذا مالم يحدث، الأمر الذي جعلهم ان يتخبطوا مرة اخرى ويعلنوا الجهاد والحرب مجدداً في مناطق جبال النوبة والنيل الأزرق جهاداً يعتبرونه انه في سبيل الله، سخروا له كافة امكانات البلاد، ووظفوا له الاعلام الذي امتلأ بالأكاذيب والتضليل وبدأوا يرسلون جماعة التكفير ولا عجب منهم فقد قاموا بدور المأمور فهم ذهبوا بفكرة ان الدين هو الإسلام فلا ديناً اخر في السودان غيره وبذلك يتم اقصاء كل ما من شانه أن يعتنق ديناً اخر... ان شلة البشير ادخلت البلاد في ماذق مما احتل السودان أسوأ الدول التي تنتهك الحريات الدينية في العالم، حسب تقرير اللجنة الامريكية للحرية الدينية- USCIRF ، الصادر في ابريل الماضي، اننا هنا ليس بصدد التعاطف او الانحياز لمعتقد بقدر ما نريد تسليط الضوء على هذه المجموعة المضطهدة التي يرتكب في حقها المؤتمر الوطني الجرم ونحن مع التنوع الديني والاثني في السودان ونقف مع كل المعتقدات الافريقية في السودان. [email protected]