* ولما لم يكن للحديث عن الفساد نهاية فبالتأكيد سيكون لنا في كل يوم حكاية ورواية لن تتوقف إلي أن يتوقف نهب هذه الحكومة لممتلكات الشعب التي باتت مستباحة، تختلف مسمياتها وطرقها بينما هدفها واحد. * وأمس قيل أن خطيب المسجد الكبير في خطبة الجمعة تحدث عن الفساد بشكل معمم، وإختص بعض الوزارات بهذا الحديث متهما إياها بإهدار المال العام فيما يتعلق بإيجار الوزارات لمباني بمليارات الجنيهات. * الخطيب تساءل وبدورنا نتساءل: هل عدمت الحكومة المباني والمقار لتستأجر مباني بأموال طائلة في ظل التدهور الإقتصادي الذي تشهده جميع مناطق السودان بلا إستثناء؟؟!!. * مليارات تنهب يوميا من قبل موظفوا دولة وأقارب وأصهار والمواطن أولي بها. * وحتي أكون أكثر دقة ، هاكم مثالا واحدا فقط واحكموا بعدها. * تسمرت مكاني وأنا أدلف إلي المقر الجديد لوزارة الشباب والرياضة الإتحادية بأحد أرقي أحياء الخرطوم، وهو حي الخرطوم 2 بعد أن تم تحويل مقرها بسبب قرار الإزالة الصادر من حكومة ولاية الخرطوم توطئة لإعادة تأهيل (شارع النيل) بعد أن أجاز مجلس الوزراء قرار ترحيل جميع المؤسسات الحكومية والوزارات من مقرها الذي قبعت فيه لعشرات السنين ولم يكن يكلف حكومة السودان ولا الخرطوم مليما واحدا، وكلنا يعلم عدد الوزارات والمؤسسات بشارع النيل، فهل تم ترحيلها جميعا أم أن الأمر إقتصر علي الشباب والرياضة والأوقاف والإرشاد فقط؟!! * وحتي لا أنسي فللإرشاد والأوقاف أيضا مبني مكون من أربع طوابق بأرقي شوارع العاصمة وهو شارع الستين والذي يصل فيه سعر المتر المربع الي أكثر من 25 مليون جنيها، فما بالك بسعر الإيجار؟! * المهم دلفت إلي مبني الشباب والرياضة وتفاجأت بأكبر مبني حكومي بعد القصر الجمهوري (القديم والجديد) ن الستة أو السبع طوابق جميعها تتبع لوزارة الشباب والرياضة وليس العكس بعد أن وصلتني معلومة أن حكومة ولاية الخرطوم قامت بترحيل الوزارة المعنية من شارع النيل الي هذا المبني الفاره بإيجار يصل الي 100 مليون جنيه بالقديم شهريا. * وليت حكومة الولاية تكذب هذا الرقم وبالمستندات حتي لا نكون جنينا عليها إفكا وعلي المواطن بالصدمة القاضية بعد أن كثرت عليه الصدمات سيصاب من هول الأرقام الخرافية التي تبتلعها الحكومة يوميا في جوفها تحت مسميات وهمية. * والسؤال المطروح، لمصلحة من تم الترحيل، ومن هو عراب هذه الصفقة المليونية، ولماذا هذا العقار الضخم تحديدا والوزارة كانت من قبل في مبني بسيط جدا مكون من طابق واحد؟! * ونؤكد للخطيب المفوَه أن الفساد لا يكمن في الإيجارات فقط، ولكنه يكمن أيضا في تعيينات سياسية وأسرية المواطن والصرف عليها من المال العام والمواطن غير معني بها. * فماذا يعني أن تعين الحكومة عشرات الآلاف من الموظفين بوزارات ومؤسسات مختلفة وتصرف لهم البدلات والمرتبات والنثريات والحوافز بالمليارات وفي النهاية المحصلة صفركبير؟؟!! * وأبلغ دليل تعييين أكثر من 350 موظفا وعاملا في وزارة خدمية بمرتبات ثابتة ومخصصات تصل لأكثر من مليار جنيه شهريا بغرض تنفيذ خطط الوزارة في تسيير نشاط أهم قطاعين في المجتمع بينما نجد أن المال المخصص للقطاعين المعنيين صفر.!! * هذا هو السودان الموبوء بحكومة فاقدة لأهم مقومات إستمراريتها ، ورغم ذلك فهي (قابضة علي المناصب وعاضة)بالنواجز ولا سبيل للفكاك منها إلا بقوة الإرادة والعزيمة للشعب السوداني إ، أراد فعلا تغيير واقعه الطافح، وغير ذلك فهو حكي مجالس وونسات مقاهي. [email protected]