واشنطن - اذا كانت الدبلوماسية هي فن التحدث بلباقة ومجاملة فان البرقيات السرية الاميركية التي نشرها موقع ويكيليكس امس تكشف ان لدى موظفي وزارة الخارجية احيانا اراء قاسية في العديد من زعماء العالم فمن خلال الاف الوثائق التي نشرها الموقع ظهرت اوصاف غير مجاملة لقادة حلفاء او غير حلفاء للولايات المتحدة نشرتها صحيفتا نيويورك تايمز الاميركية والغارديان البريطانية ومجلة در شبيغل الالمانية. - الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. رجل "نزق ومستبد" وفقا لسفارة الولاياتالمتحدة التي تشير الى الاسلوب الفظ الذي يتعامل به الرئيس الفرنسي مع معاونيه. - رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلسكوني. يصفه دبلوماسي اميركي رفيع بانه "غير مسؤول ومغتر بنفسه وغير فاعل كزعيم اوروبي معتدل". ووصفته برقية اخرى بانه "ضعيف نفسيا وسياسيا" مؤكدة ان سهراته العامرة حتى اخر الليل لا تدع له وقتا للراحة. - المستشارة الالمانية انغيلا ميركل. تقول برقية انها "تخشى المجازفة ونادرا ما تبدي سعة افق" فيما تصف وزير خارجيتها غيدو فيسترفيلي، المثلي المعلن، بانه "شخص شديد الحيوية" لكنه يفتقر للخبرة في المجال الدبلوماسي. - الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف. هو "روبن صديق باتمان الذي يقوم بدوره بوتين" كما تصفه السفارة الاميركية في موسكو في اشارة الى الكومبارس الشاب لبطل الرسوم المتحركة لتقول ان رئيس الوزراء فلاديمير بوتين هو الحاكم الفعلي في روسيا - الزعيم الليبي معمر القذافي. تقول برقية انه "يعتمد بما يشبه الهوس على نواة صلبة صغيرة من اهل الثقة" ولا يستطيع السفر بدون ممرضة اوكرانية ممتلئة الصدر. كما يشعر الزعيم الليبي بالخوف من التحليق فوق البحار او صعود طوابق مبنى مرتفع. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز احدى البرقيات الدبلوماسية الاميركية التي نشرها موقع ويكيليكس، تفيد ان الزعيم الليبي معمر القذافي غضب من الاستقبال الذي خصص له خلال زيارته الى نيويورك عام 2009، فامتنع عن الوفاء بوعد قطعه بتسليم روسيا كمية من اليورانيوم موجودة في بلاده. وكتبت الصحيفة الاميركية على موقعها على الانترنت نص هذه البرقية التي تفيد ان الزعيم الليبي استاء جدا في ايلول/سبتمبر 2009 من منعه من نصب خيمته في نيويورك، ومنعه من زيارة موقع "غراوند زيرو" حيث وقعت اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر خلال مشاركته في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة. وتعبيرا عن استيائه هذا رفض القذافي الوفاء بوعد كان قطعه بارسال كمية من اليورانيوم تملكها ليبيا الى روسيا. وجاء في البرقية ايضا ان الزعيم الليبي الذي كان في السابعة والستين عام 2009 كان طوال تحركاته في نيويورك برفقة "ممرضة اوكرانية" وصفت في البرقية الاميركية بانها "شقراء مثيرة". وفي روما أفادت وسائل إعلام إيطالية اليوم أن رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني "ضحك ساخرا" من الوثائق الدبلوماسية الأمريكية السرية التي كشف عنها الموقع الإلكتروني "ويكيليكس" ووصفته من ضمن أشياء أخرى بأنه "عاجز" و"غير فعال". ووفقا للمادة التي نشرها الموقع ، وصفت برقية دبلوماسية أمريكية رئيس الوزراء الإيطالي المحافظ لثلاث مرات بأنه "ضعيف بدنيا وسياسيا".. ولم يصدر أي تعليق عام فوري على وثائق ويكيليكس من جانب برلسكوني الذي يحضر اجتماع الإتحاد الأوروبي والإتحاد الأفريقي في طرابلس بليبيا. إلا أن وزير الدفاع الإيطالي إجنازيو لا روسا في مقابلة صحيفة كوريير ديلا سيرا أستبعد هذه التسريبات ووصفها بأنها "معظمها من قبيل النميمة ". وقال لا روسا على وجه الخصوص إنه لا يعتقد أن هذه الوثائق ستضر علاقات روما مع واشنطنوموسكو. وتوضح وثائق ويكيليكس أن الولاياتالمتحدة قلقة من العلاقات الوثيقة لبرلسكوني مع روسيا ، حيث تذكر برقية دبلوماسية أن رئيس الوزراء الإيطالي أصبح على نحو متزايد متحدثا باسم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في أوروبا. كما أن علاقة بوتين بنظيره الإيطالي كانت محل انتقاد أيضا بالحديث عن "هدايا فخمة" ووجود سمسار إيطالي غامض يتحدث الروسية. إلا أن لا روسا نفى أي تعاملات غامضة بين روماوموسكو فيما أكد أن برلسكوني هو "مهندس" تحسين العلاقات الأمريكية مع روسيا. وأضاف "إن برلسكوني دافع في معظم المنظمات الدولية الهامة عن حق روسيا في أن يسمع صوتها ، بينما في الوقت ذاته لم يقصر في إلتزاماته مع الولاياتالمتحدة وهو شئ لا نحتاج إلى ويكيليكس لشرحه". وتشير الوثائق الى رئيس جنوب افريقيا السابق ايضا فقد ذكرت تقارير إخبارية أن وثائق سرية من المقرر أن ينشرها موقع "ويكيليكس" الالكتروني تشير إلى وجود توترات شابت العلاقة بين الولاياتالمتحدةوجنوب أفريقيا وتبرز هذه الخلافات من خلال معارضة الزعيم نيلسون مانديلا لحرب العراق حيث وصف الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بأنه "لا يستطيع التفكير بشكل صائب". ورأى مانديلا أن بوش لم يأخذ معارضة الأممالمتحدة لحرب العراق مأخذ الجد لأن أمينها العام آنذاك كوفي عنان كان "أسود البشرة". ووفقا للوثائق، سخر مانديلا من رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير حيث وصفه بأنه "وزير خارجية بوش". وأوضحت تقارير إخبارية أن المتحدثة باسم السفارة الأمريكية في بريتوريا إليزابيث ترودو أخطرت جنوب أفريقيا بان الوثائق السرية تحمل أيضا بعض الآراء المنتقدة لمانديلا. وأضافت التقارير أن الوثائق تتضمن في الوقت نفسه تصريحات محرجة، تصف فيها وزيرة خارجية جنوب أفريقيا مايتي نكونا ماشاباني، رئيس زيمبابوي روبرت موجابي ب"المسن المجنون". كما تكشف البرقيات الجديدة عن شكوك من قبل واشنطن في قيادة رئيس وزراء زيمبابوي مورجان تسفانجيراي. تنقل البرقيات عن السفير الأمريكي السابق كريستوفر ديل قوله عام 2007 إن "موجابي وأصابعه الطويلة مثل كل الطغاة عندما يتمكنون من الترهيب فإنهم يفعلون ذلك". غير أن ديل أوضح أن الجهة المنافسة، ويقصد بها تسفانجيراي ،لا تتمتع هي الأخرى بثقة كبيرة من قبل واشنطن حيث قال السفير عن تسفانجيراي إنه شخص "شجاع وملتزم" ولكنه "متردد ولا يتقبل النصيحة".وتشي أ ف ب الصورة :القذافي مع المذيعة الممتلئة حليمة بولند