في أعقاب فرحة الجماهير بعيد الأضحى إزدحمت شوارع الخرطوم وأمدرمان بالرايات الزرقاء والحمراء مساء السبت الثالث من أكتوبر 2015 إبتهاجا ً بتأهل الهلال ثم تدافعت الرايات الحمراء مؤازرة ً بالرايات الزرقاء إبتاهاجا ً بانتصار المريخ وتأهله للنهائي في اليوم الذي يليه . كان ذلك حلم الجماهير الرياضية والسواد الأعظم من سكان المليون ميل مربع وأهل السياسة في ربوع الوطن والمنطقتين و مجموعة ( 7 + 7) وأهل السودان في شتى بقاع الكون . كان من شأن ذلك أن يدفع بالحوار الوطني خطوات كبرى ليتفرغ الناس للإحتفاء بالكأس ولأسرع الإمام الصادق بالعودة ليكون في صدر المسير ولطلب ياسر عرمان من الآلية الإفريقية لقاءاً عاجلا ً لتسوية أمر المنطقتين ولأسرع د.مشار وسلفاكير بوضع السلاح والكف عن الحدث غير المباح ولعاد كل أهل المعسكرات في دارفور لقراهم ومدنهم وشمروا ساعد الجد والإعمار وكانت الوحدة هي الشعار. ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن وخرج القطبان من السباق في المنعطف الأخير . لا بد أن يكون الخروج دافعا ً قويا ً لحضور أقوى في المنافسة فبطولة العام 2011 التي توج فيها الترجي التونسي باللقب كانت آخر عهد الهلال بدور الأربعة الذي خرج فيه على يد الترجي التونسي إثر الهزيمة 1 / صفر في أمدرمان بهدف يوسف المساكني ثم الهزيمة 2 / صفر في رادس بتونس وكان أنيمبا النيجيري رابع المشاركين في هذا الدور . في العام 2014 كانت البطولة من نصيب وفاق سطيفالجزائري على حساب فيتا كلوب الكنغولي في حين بلغ الدور قبل النهائي الصفاقسي التونسي ومازيمبي الكنغولي ( فريقان من الكنغو في دور الأربعة وطار الكأس من كليهما ) مازيمبي توج بالكأس لأخر مرة في العام 2010 على حساب الترجي التونسي إثر التعادل 1/1 في تونس والهزيمة المذلة 5 / صفر في لمبوباتشي وكان قد بلغ الدور نصف النهائي أيضا ً الأهلي القاهري و شبيبة القبائل الجزائري . وكان مازيمبي قد توج قبلها في العام 2009 على حساب هارتلاند النيجيري الذي حقق الفوز في أرضه 2 / 1 وعاد ليخسر في 1 / 0 بنيران صديقة في لمبوباتشي وهي المنافسة التي جرَّع فيها مازيمبي الهلال كأس الهزيمة المذلة والتاريخية 5 / 2 في أمدرمان قبل أن يحقق الهلال فوزا ً متأخرا ً وغير كافيا ً عليه في لمبوباتشي . في هذه البطولة أيضا ً بلغ الدور نصف النهائي ناديان من نيجيريا هما كانو بيلارز وهارتلاند وخرجا صفري اليدين . وهي كذلك المرة الأولى التي يصل فيها الهلال والمريخ معا ً لدوري المجموعات . أي أن الأمر تطلب ستة أعوام ليتكرر !! منافسا الهلال والمريخ في الدور قبل النهائي كانا من نوع ٍ خاص أحدهما عائد باندفاع بعد غياب إحدى عشر عاما ً والثاني خبير بكسب النهائيات على أرضه وخارجها . غاب إتحاد الجزائر عن البطولة إحدى عشر عاما ً وعاد ليكون أحد طرفي النهائي وقد يتأبط كأسها ليشارك في بطولة العالم لللأندية . دعونا نسأل ماذا فعل ليعد نفسه بهذه الكفاءة ومن أين أتى بيوسف بلايلي وحسين العرفي وزين الدين فرحات وآخرين . أما مازمبي فسجل حضورا ً دائما ً في دوري المجموعات منذ العام 2008 باستثناء العام 2011 لإيقافه من الكاف والعام 2013 ويتأهب الآن للفوز بالكأس للمرة الخامسة . من هنا نبدأ ، المريخ والهلال وأهلي شندي والخرطوم الوطني والصاعدين حديثا ً أهلي عطبرة والأمير البحراوي ولا وقت للإنتظار ولا مجال للوم والعتاب فلنسارع بالعمل الجاد الدؤوب المخلص من أجل أن تكون للوطن راية حاضرة بقوة في كل بطولات الكاف . مواساة للأصدقاء من الطرفين و السودانين والمنطقتين والحزبين : لا تُحبطن َّ وتهدر جهدك الغالي إنَّ الموارد فيها الغث ُّوالغالي تسعى لمجد ٍ عزيز ٍ أنتَ تطلبه ُ وما بذلت له المكنون والغالي فما بلغت َ مقاما ً أنت َ تقصده ُ وما ظفرت َ بطيب النفس ِوالبال ِ لا تياسن َّ ففي الأزمان ِ متَّسع ٌ لكل طالب مجد ٍ باسق ٍعالي شمِّر وأبذل للعلا جُهد اً لا يخدعنَّك حسن الظن ِّ والفال ِ تحية لمازدا ليس كل ما يلمع ذهبا ً وليس كل الخبراء أجانب وليس كل صناع المجد أصحاب التاريخ . لا بد من وقفة تقدير وإجلال للمدرب القومي محمد عبد الله مازدا الذي لو وجد فريقه نصف ما يلقاه فريقي الهلال والمريخ من متابعة وإعداد وحشد إعلامي لسار بنا خطوات تضاهي ما بلغه المدرب عبد المجيد الشتالي مع منتخب تونس وما بلغه حسن شحاتة مع منتخب مصر . عباس أبوريدة [email protected]