ما يدور في هذه الايام في الخرطوم من حوار ما هي الا تكرار لمسلسل ثقيل الظل انفض السامرون من حوله فالسلام و ما ادراك ما السلام في السودان لن يتحقق عبر الجلوس في القاعات و إلقاء الخطب الانشائية التي لا تثمن ولا تغني من جوع و التي تنتهي مفعولها بختام هذه الجلسات و رفع التقارير المكررة ان السلام الحقيقي الذي ينتظره الشعب السوداني في دار فور وبقية السودان هو سلام مرتبط بواقع الناس في الارض كأفعال حقيقية يجب ان تمارسها حكومة الدكتاتور البشير و حواريها لان الشعب السوداني فقد الثقة و المصداقية في هذه السلطة منذ 30 يونيو 1989 و ما تحقق بعد هذا التاريخ حتى اليوم من دمار و ما وصل اليه حال السودان وشعبه تثبت تماما صدق ما تنبا به شعبنا الكريم من امر هذه الجماعة و مغبة استيلاءهم على السلطة فالثقة معدومة تماما في كل ما تقوم به السلطة الحاكمة و ما تدعو له من حوارات و سلام ( ده كلوا كلام ورق) فالواقع في الارض لم يتغير لحظة واحدة منذ 26 عاما من عمر السلطة الفاسدة الحروب لم تتوقف و تبعاتها من قتل وابادة جماعية وانتهاكات لحقوق الانسان في دار فور وكردفان والبقية الباقية من اجزاء السودان فالحكومة هي الجهة الوحيدة التي ترصد ميزانيات و تصرف اكثر من ثلاث ارباع الدخل القومي في تمويل و صناعة المليشيات التي تغذي به الحروب و ترتكب الانتهاكات الناس الضحايا في دار فور واقليم كردفان ومناطق النيل الازرق وبقية السودان في غنى عن هذه الحوارات و اللقاءات الداخلية و الخارجية او حتى الجلوس مع هذ السلطة الدكتاتورية لانهم فقط يؤمنون بالتغيير و ذهاب حكم الطغاة الي مزبلة التاريخ و محاكمة اعضاءها حكما يليق بما ارتكبوه من جرائم في حق الشعب السوداني فالحكومة ان كانت صادقة ولن تكن على الاطلاق كذلك فهي التي صنعت و سلحت هذه المليشيات التي تعبث في الارض فسادا و تقتل الابرياء المواطنين و تستجلب الغرباء لاستيطانهم في اراضيهم فهي بذات الطريقة تكون قادرة على احتواءهم و نزع السلاح و توقيف التمويل لزرع السلام في الارض حتى يحس الناس بالأمن و السلام حينئذ سيكون لكل حادث حديث. عيسى الطاهر/ باريس 10 اكتوبر2015 ناشط في مجال حقوق الانسان [email protected]