قدر الكبير أن يبقى دائما كبيرا وأن يترفع عن صغائر الصغار، فالهلال العظيم كاد أن ينهى بطولة الدورى الممتاز دون هزيمه ومن داخل الملعب وبعدد من التعادلات وقبل وقت مبكر، كما حدث فى أكثر من مرة فى اقوى واصعب دورى (افريقى) ودون أن يشتكى أحد الأندية الصغيره أو التى تتدعى أنها كبيرة، وما كان صعب على الهلال أن يبحث وينقب وأن (يجند) وأن يستخدم أذرعه الطويلة للحصول على نقاط مباراة تعادل فيها هنا أو هناك – لأنه لم يهزم - حتى من داخل بيت (الوصيف)، لكن قدر الزعيم أن يكون زعيما وأن يكون كبيرا. ذكرتنى مواقف المريخ مع الأمل العطبرواى فى المباراة الأولى والثانية .. ومع هلال (الجبال) بأول مرة اشاهد فيها مباراة فى الملاكمة، حيث اقيمت منافسة فى عدة أوزان بنادى (الهلال) الذى لا يبعد عن مسقط راسى فى أم درمان بأكثر من 500 مترا، لقد كانت مباريات عنيفة للغاية، شاهدت فيها دماء اللاعبين تتدفق بغزارة و(المخاخيط) تسيل من أنوفهم وتختلط بالدماء، ومن يومها قررت إذا كانت لى سلطة أن أمنع تلك (الوحشية) التى تسمى رياضة وأن أعمل على عدم تصنيف (الملاكمة) كرياضة. فالرياضة كما عرفناها أخلاق أولا، لا وحشية وإنتقام، ثم ثانيا حماية للخصم وعدم التسبب فى إيذائه قبل تحقيق الإنتصار، وكثيرون ماتوا على ساحات الملاكمة، بل تسببت الضربات فى إحداث عاهات مستديمة بهم .. أو أدت الى وفاة بعد سنوات قلائل. ذلك جانب وجانب ثانى عرفت منه من خلال تلك المنافسة لأول مرة معنى (الضرب تحت الحزام). فقد كانت حساباتنا بناءا على مشاهدتنا أن أحد الملاكمين قد أنتصر على خصمه وقد كان تفوقه واضحا وسدد لكمات لمنازله لاتحصى ولا تعد، لكننا فؤجئنا بأن (الحكم) قد رفع يد الملاكم الثانى الذى سقط على الأرض ونهض فى صعوبة، معلنا فوزه، شرح لنا من كانوا يعرفون قوانين (اللعبة) بأن اللاعب الذى سقط قد أنتصر (بالضربة) الخطأ أى بضربة من خصمه ممنوعة وتحت الحزام. تلك الحالة تشبه (أنتصار) المريخ على (هلال كادوقلى) بتحويل نقاط المباراة لصالحه وبإعادة مبارياتى (الأمل) العطبراوى، فى الدورة الأولى والثانية. فالمريخ (الكبير) انهزم من (الصغار) فى الملعب وبذلة تشبه ذلة (مازيمبى)، لكنه أنتصر (بالضربة) الخطأ لا من الناديين وإنما بخطأ و(فساد) مشترك بين الإتحاد العام ولجنة الإستئافات. والمنطق يقول لو كانت لجنة الإستنافات نزيهة ومحائدة وعادلة على قدر(معقول) لمنحت المريخ نقاط المباراة الثانية والأمل نقاط المباراة الأولى، هذا إذا اذا لم تقض بأحقية نقاط المباريتين للأمل وسوف أشرح ذلك لاحقا. أما بخصوص فساد لجنة (الإستئنافات) الذى لا يحتاج الى دليل، اقول الأتى: بغض النظر عن القانون الذى انتهك بتهديد من رئيس نادى المريخ وإصراره على مشاركة لاعبه (بكرى المدينة) بعد أن شتم حكم مباراة (أهلى شندى) و(خنقه) وذلك تصرف يوقف (بكرى المدينة) لمدة عام على الأقل، ويعاقب رئيس نادى المريخ، المستقيل – غير مأ سوف عليه – لأنه استغل وضعه فى (الحزب الحاكم) الذى أفسد الحياة السودانية فى كآفة المجالات ولم يستثن من ذلك مجال كرة القدم. وبغض النظر عن أن حالة بكرى المدينة تشبه حالة لاعب (الأمل) الذى قيل أنه (بصق) فى وجه الحاكم قبل (عام) ولم يعاقبه إتحاد أو لجنة إدارية، مع الفارق لأن بكرى المدينة صدر فى حقه قرار صحيح قضى بتوقيفه عن المشاركة مع فريقه حتى مقابلة (اللجنة) وصحة القرار، تأتى من منطق يقول، هب أن (بكرى المدينة) كرر نفس الخطأ الذى إرتكبه فى مباراة (أهلى شندى) فكيف يعاقب؟ ثم بغض النظر عن قصة لاعب (هلال كادوقلى) وهل هو جنوبى أم شمالى، وهل يحق له حمل جنسيتين أم لا .. وهل من حق لجنة (الإستئنافات) أن تحدد هوية (السودانيين) أم ذلك شأن تختص به إدارة الجوازات والجنسية .. وبغض النظر عن الخطاب الذى قيل أنه صدر عن رئاسة الجمهورية ويؤكد أن اللاعب من مواطنى (ابيى)، ورفضت لجنة (الإستنافات) التعامل مع طلب (الفحص) المقدم من (الإتحاد العام) لهذا السبب .. وبغض النظرى عن رؤيتى الشخصية فى حق مواطنى الجنوب جميعهم أن يعاملوا كمواطنى شمال السودان تماما فى اى مجال لأنهن حصلوا على جنسيات سودانية (بالميلاد) لا بالتجنس .. ثم بغض النظر عن أن القانون الذى أنتهك وقد كتب كثيرون فى هذا الموضوع معظمهم أهل خبرة ومعرفة بالقانون أكثر من اعضاء لجنة الإستئنافات، حيث تقول المادة 105 أن النادى يجب الا يضار بعد مرور سنة من الحالة، لكن يمكن أن يعاقب (اللاعب)، ولقد لعب (هلال كادوقلى) الذى جندل (المريخ) فى الملعب، أمام (الهلال) قبل ايام قلائل وأنتهى اللقاء بالتعادل. ذلك كله لا يدل على فساد لجنة (الإستئنافات) بصورة واضحة وقد نجد لها العذر فيما قضىت به ودعنا نفترض ان الجهتين (الإتحاد العام) ولجنة( الإستئنافات)، قد طبقا القانون بطريقة خاطئة، لكن الفساد كان واضحا فى تأجيل إعادة المباراة الأولى، قبل بداية الدورة الثانية ونتيجتها تفرق كثيرا، بالنسبة لتلك الأندية وبالنسبة (للهلال) الذى ينافسه (المريخ) على بطولة الدورى العام. ثم تواصل الفساد فى (تلكوء) لجنة (الإستئنافات) فى اعلان قرارها بصورة قاطعة بخصوص المباراة اللأولى ومباريتى الدورة الثانية، مرة بسبب التأجيل ومرة لعدم إكتمال نصاب اللجنة، حتى اليوم الذى جرت فيها مباريتان هامتان تم تأجيل الإجتماع لأن نتيجة مبارياتى الأمل وهلال كادوقلى لم تحسم حتى الوقت المقرر فيه إنعقاد ذلك الإجتماع، مما يعنى أن النية كانت مبيتة، اذا تأكد عدم هبوط الناديين أن تخرج النتيجة لصالح (المريخ) أو ما يرغب فيه، أما إذا قضت نتيجة تلكم المباريتين، بهبوط (الأمل) و(هلال كادوقلى) فيتم البحث فى مخرج آخر! من سوء حظ لجنة (الإستئنافات) أنهم لم يحسبوا نقاط الفريقين مقارنة بنقاط الفرق المهددة الأخرى مثلهما (بالهبوط) وظنوا أن المسألة قد حسمت ولن يضار الأمل أو هلال كادوقلى، فأتضح خطأ ذلك الحساب، وإمكانية هبوط أحد الناديين فى حالة فوز المريخ بنتيجة مبارتيه أمام (الأمل) كما هو متوقع. كذلك لم تعمل لجنة (الإستئنافات) حسابها ومعها (الإتحاد العام) بتوقع حدوث (كارثة) مثل كارثة ملعب (بورسعيد) فى مصر، إذا جاء (المريخ) لأداء مباراته الأولى فى (عطبرة) وكان المريخ متقدما كما هو متوقع حتى إقتراب موعد المباراة، وأحذر منذ اليوم من تلك (الكارثة) المحتملة مثلما حذرت وتوقعت خروج المريخ مهزوما أمام (مازيمبى) لأنه حقق إنتصارا هزيلا، أقرب للهزيمة فى ملعبه بالسودان، لكن (الهلالاب) توقعوا خروج الهلال، أما (المريخاب) فكابروا وأعتبروا ما قلناه نوع من الكراهية للمريخ، لا حسابات مبنية على وقائع. بالطبع لم تضع لجنة (الإستنافات) أى إعتبار (للهلال) فى هذه القضية كناد (زعيم) لأندية السودان وترى انه لا دخل له فيها، على غير الحقيقة والمنطق. حيث لم يضعوا فى حساباتهم، بأن (الهلال) من حقه أن يقابل المريخ، بعد أن يكون قد حسم (البطولة) تماما، لا خوفا أو تهيبا من لقاء (المريخ) وحسم بطولة الدورى العام من داخل (الملعب) قد تحقق ذلك (للهلال) فى أكثر من مرة، على الرغم من أن مباريات (الديربى) غير مضمونة مهما كان الفريق قويا وواثقا من قدرات لاعبيه. لكن ما هو أهم من ذلك كله أن (الهلال) وهو يبنى فريق مستقبل و(أحلام) وقد أعلنت إدارته أن (الهلال) لن يحتاج الى لاعبين أجانب فى عام 2017، لذلك فمن حق (الهلال) أن يضمن (البطولة) وأن يلعب مرتاحا (بالرديف)، ناس صهيب (الثعلب) ورفاقه، وسوف يكون المكسب كبيرا فى كل الظروف للهلال ولكرة القدم السودانية، أذا انتصر الرديف كسب الهلال والمنتخب السودانى لاعبين (شباب) جاهزين، أنتصروا على (النسور) من قبل وأنتصروا على (ثانى) أندية السودان (المريخ) .. وإذا خسروا نتيجة المباراة، كسبوا منها (الخبرة) والتجربة الرائعة التى تكون قد حدثت ثانى مرة فى تاريخ كرة القدم السودانية، حيث سبق أن لعب (الهلال) بصفه الثانى أمام (المريخ) ايام (المعز) ورفاقه وخسروا أمام فريقه الأول بصعوبة 1/ صفر. لكن كيف يمكن أن يحدث ذلك والإتحاد العام لم يصدر أى بيان أو تعليق على ما سوف يقع على لاعبى المريخ من عقوبة وهم (تهربوا) من المشاركة فى مباراة (يوغندا) عن قصد وتعمد، وربما كان للإدارة دور تحريضى فى ذلك التهرب، حيث لا يعقل أن يغيب كآفة لاعبى المريخ عن التمرين ومعهم (كابتن) المنتخب وهو حارس المرمى (المعز محجوب)! واضح هناك مبرر لم يعلن عنه صراحة، هو أنهم مرهقين بدنيا من مباريات بطولة الأندية الأفريقية والوصول لتلك المرحلة المتقدمة لأول مرة ، ومرهقين نفسيا بسبب الهزيمه المذله أمام (مازيبمى) الكنغولى، بعد أن خدرهم (الإعلام السالب) وأوهمهم بأن الإنتصارعلى ذلك الفريق الذى أنتصر عليه (الهلال)، مسألة وقت! ويبقى الهلال صنو الجمال .. وتبقى المتعة هلالابية تتوشح اللون الأزرق. تاج السر حسين – [email protected]