بسم الله الرحمن الرحيم في الخرطوم، ومن داخل مدرسة الموهبة والتميز، اخترع التلميذ (محمد صلاح) جهاز شاحن يدوي للموبايل ، وأحرز التلميذ (عمرو محمد علي) المرتبة الثالثة على مستوى الوطن العربي في مسابقة نُظِّمت في جمهورية مصر بالتعاون مع جامعة الدول العربية ، ومثلت التلميذة رفيدة صلاح السودان في بطولة بالمغرب، ورسمت التلميذة سؤدد الهادي 200 لوحة منها 60 لوحة مكتملة، لوحات ورسومات تصلح كمعرض ضخم يؤمه كبار الفنانين من كل أنحاء العالم. أما معمل الروبوت بذات المدرسة القابعة بقرب تقاطع شارع 41 العمارات فهو يحكي قصص النبوغ والتميز ؛ وقد احتشد باختراعات التلاميذ من (أجهزة تسجيل، وإشارات ضوئية، وراديو، وأجهزة إنذار). المدرسة والتي يطلق عليها اسم (عبدون حماد للموهبة والتميز) وهي مدرسة حكومية ؛ تضم بين فصولها أطفال بمرتبة نبوغ علمي وفكري غير محدود ، تعتمد على دعم أولياء الأمور وميزانية تسيير ضعيفة من قبل الهيئة القومية لرعاية الموهوبين. هذه المدرسة واحدة من ضمن (ستّ) مدارس حكومية تنطبق عليها ذات المواصفات ثلاث منها في الأساس وثلاث في الثانوي. زيارة واحدة للمدرسة كفيلة بأن يكتشف المرء أنه أمام جيل يفكر بصوت مسموع ، وعقل مفتوح ، وبصيرة نافذة ، سمنارات و ورش عمل ومناظرات يعقدها الأطفال أنفسهم تكشف عن جلسات طويلة من العصف الذهني وتنمية المهارات وتطوير الذات. دُهشت أيما دهشة وأنا أشاهد مناظرة في خصخصة التعليم والصحة، ومناظرة في الاستنساخ، ومناظرة عن مخاطر ال(social media) ، وسمنار عن كيفية جمع النفايات والتخلص منها وتحويل الخرطوم إلى عاصمة نظيفة. في سمنار (النفايات ) ذلك تمنيت لو شاهد معتمد الخرطوم ذلك النقاش حتى يستفيد من آراء هؤلاء الزغب الصغار في معالجة ما استعصى على شوارب الرجال. هذه دعوة للمواطنيين ،والباحثين ، والمفكرين ، والفنانين ، والتشكيليين لزيارة هذه المدرسة المتواضعة مادياً الغنية معرفياً، ولمقابلة أولئك الطلاب وتحسس إبداعاتهم عن قرب. خارج السور : الطفل أحمد الصوفي مخترع الساعة ، نال حظه من الأضواء والمجد والاهتمام فقط لأنه يعيش في أمريكا . أما أطفالنا العباقرة المترعون ثقافةً وعلماً وذكاءً فلهم الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم. *نقلا عن السوداني