لقد خيم الحزن على سكان الشرق عامة وأهل ولاية البحر الأحمر خاصة بنبأ وفاة المغفور له بإذن الله همد عبد الله (هوي) فقد كان صديقاً للجميع ويواصل القريب والبعيد وكان دائماً يسعى ويعمل لقضاء حوائج الناس وكان كريماً لا يرد محتاجاً وكان رجل مجتمع بامتياز لا يفرق بين الناس والقبائل وكان رجل جودية وإصلاح ولا يحب الفتن وأسبابها وكان حريصاً على سلامة النسيج الاجتماعي وحسن العلاقات بين القبائل وكل قطاعات المجتمع ودائما تجده في كل المناسبات في الأفراح والأتراح وتجده مبتسما ولا تجده متجهماً اوعابس الوجه وكان كثير التواضع والبساطة ولا يحب التكبر مما حببه للفقراء والمساكين والبسطاء . لقد كان يمتاز بالفهم السديد والخبرة في شؤون الناس والمجتمعات وتاريخهم وعاداتهم وقوانينهم العرفية وكان من أنجب أبناء قبيلة البني عامر وخصوصاً قبيلة (المعلوت) التي تضم الفرسان البيت معلا والحماسين وهم أهل الخيول والسيف وقد خاضوا معارك التيب الثلاثة تحت قياده أمير الساحل علي حامد . لقد ولد المرحوم همد عبد الله بمنطقة عقيق وعمل معلماً بأرياف البحر الأحمر ثم تفرق للعمل الوطني والسياسي والاجتماعي ونجح في هذا المجال نجاحاً باهراً . لقد خاض غمار انتخابات الجمعية التأسيسية تحت لواء الحزب الاتحادي وفاز علي رمز كبير من رموز الجبهة الإسلامية القومية وهو المرحوم الشيخ موسي حسين ضرار وبعدها واصل همد عبد الله نجاحاته فأصبح عضو باللجنة الشعبية بولاية البحر الأحمر في بواكير حكومة الإنقاذ ثم أصبح نائباً لرئيس مجلس ولاية البحر الأحمر التشريعي لدورتين ثم تم تعيينه معتمداً بمعتمدية عقيق ثم مستشاراً للوالي . لم يكن لهمد عبد الله أن يحقق كل هذه النجاحات في المجال السياسي والاجتماعي لولا ما تميز به من صفات نادرة شخصية وعلمية وثقل قبلي وعمل دءوب امتد لأكثر من خمس عقود من السنين في خدمة الناس ، جزاه الله كل خير. لقد كان فقده فقداً عظيماً لمجتمع الشرق وولاية البحر الأحمر فهو شخصية قلما يجود الزمان بمثلها . رحم الله الصديق الزعيم همد عبد الله ( هوي ) وجعل الجنة مثواه فقد كان باراً ومخلصاً لوطنه الكبير السودان ووطنه الصغير ولاية البحر الأحمر . لقد كان فقده مؤلماً لنا جميعاً ولكن هذه مشيئة الله ولكل اجل كتاب ، جعل الله البركة في أهله وذريته وأنجاله وليد ويزيد ومعاوية وهاشم وكريمته رحاب وجميع أحبابه وألهمهم الصبر والسلوان . (إنا لله وإنا إليه راجعون) [email protected]