صحيح (الوطنية) تستدعى أن تجرى الحوارات بين القوى السياسية المختلفه فى اى بلد، حكومة ومعارضة فى داخل الوطن، هذا إذا كان الوطن ملك لجميع أهله، ولم يكن (مختطفا) والوضع السياسى فيه مختلف والنظام لا يلتزم بتعهداته ومواثيقه وتلك خصلة معروفة فى (الإسلامويين) – نقض العهود والمواثيق – فهم يستخدمون (التقية) لتمرير إجندتهم وتسويقها بإعتبارها مبررة ومنطقيه وطالما (الكذب) الخداع، يجدون له مبرر من (الدين) بحسب فهمهم (القاصر) .. إضافة الى ذلك فمن كان يؤمن بفكر (الإخوان المسلين) أو يعمل بمرجعيتهم، فعنده (الغاية تبرر الوسيلة)، فإنقلاب 30 يونيو 1989 المشوؤم (مبرر) عندهم لأنه وكما يدعون كانت هنالك عدد من الإنقلابات فى الطريق، لذلك كان من واجبهم أن يتستبقوا تلك القوى العلمانية واليسارية التى كانت سوف تعمل على (مسخ) وتغيير (هوية) السودان با لطبع يقصدون بهوية السودان – المتفق عليها – بحسب ظنهم هوية (إسلامية) ، لا هوية تعترف بالتعدد الدينى والتنوع الثقافى. ومن إمثلة (ميكافيليتهم) - الغاية تبرر الوسيلة - فإن إنقلاب (الأخوان المسلمين) فى السودان بقيادة (الترابى/ البشير) مبرر لا يلامون عليه مهما فعل بالوطن، لأنه أتى بنظام إسلامى، مع أنه كان (عسكريا) صرفا، لكن ثورة شعب مصر فى 30 يونيو ، يعتبرونها (إنقلابا) لأنها أطاحت بنظام (الإخوان المسلمين)، وكان تأييد الأحزاب المعارضة الليبرالية واليساريه السودانية لتلك (الثورة)، كانت هى القشة التى قصمت ظهر البعير، بل كانت مبررا (لدرق سيدو) كمال عمر، لكى ينسحب (حزبه) من تجمع (المعارضة) بل ليمارس ضدها موقفا فجا ووقحا يتسم بالخصومة الفاجرة، وهى إحدى مظاهر (النفاق) فى الشخص، الذى كان مع الآخرين فى مودة وتوالف وحينما يختلف معهم، يصبح خصما فاحرا. على كل حال، مخطئ أى حزب أو أى قيادى فى المعارضة السودانية مسلحة أو سلمية، إذا قبل بإنتقال (الحوار) للداخل، حيث لا زال البلد تعمل فيه خمسة مليشيات كما ذكرت فى أكثر من مرة وما كنت اصدق أن يتحدث أحد المنتمين لأحزاب (الفكة) أو المعارضة (المدجنة) الذى هرعوا للحوار مع النظام قبل الجميع، لعلهم كانوا يتوقعون تقسيم (كيكه) ولذلك فمن الأفضل لهم أن يكونوا فى الصفوف الأولى، الشاهد فى الأمر ما توقعت أن يثير أحدهم قضية تلك (المليشيات)، التى كانت سببا فى إعتقال السيد/ الصادق المهدى، داخل (البرلمان) وأضح ذلك طعم يريد النظام من خلاله أن يقول للعالم أن (الحوار) يتم فى حرية كاملة حتى ان عضو (برلمانى) تحدث عن ضرورة تفكيك (المليشيات) وسمح له رئيس (البرلمان) بتكملة حديثه ثم ذهب الى بيته سالما! كل ذلك نوع من الخداع، وإذا كان (النظام) جاد فى تفكيك مؤسساته وأن يصبح النظام نظام دولة لا حزب، فعليه أن يجلس مع الآخرين خارج السودان فى مساواة تامة ومن خلال إدارة للحوار (مستقلة) ومحائدة للتوصل لطريقة يتحقق بها تغيير دون عنف وإراقة المزيد من الدماء. فالمعلومات الواردة أدناه إذا كانت على هذا الموقع أو غيره من مواقع، معلومات صادمة ولا تبشر بخير ولا تجعل أى إنسان عاقل يثق فى النظام أو فى تغييره للطريق الذى سار فيه منذ 26 سنة. وكما هو واضح أن (النظام) يريد إرباك المشهد بأدعاء غريب صدر عن أحدهم ومثلما صنع 80 جزبا، كذلك صنع من خلال (الوثبة) المضروبة والمحروقة بيت يوم وليلة 31 حركة مسلحة: (1): كشف بروفيسور هاشم علي سالم الأمين العام لأمانة الحوار الوطني عن إرتفاع عدد الحركات المسلحة المشاركة في الحوار الوطني الي 31 حركة مسلحة . (2): هيومن رايتس ووتش : وضع الجنود قطع قماش فى أفواه المغتصبات بحيث لا يسمع أحد صراخهن!! ((دعت منظمة هيومن رايتس ووتش مجلس الأمن الدولى للانتصاف لضحايا الاغتصاب الجماعى فى دارفور ، وذلك لدى مناقشته تقرير البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقى (يوناميد) اليوم 28 أكتوبر . وكشفت "اكشايا كومار" – نائب مدير قسم الأممالمتحدة بهيومن رايتس ووتش – أمس 27 أكتوبر – ان تقرير يوناميد يتجاهل جرائم مليشيا قوات الدعم السريع فى دارفور . واوردت أكشايا كومار ان أحد باحثى هيومن رايتس ووتش التقى امرأة شابة من بلدة قولو بجبل مرة ، بعد بضعة أشهر على حادثة اغتصاب القوات الحكومية لأكثر من (221) امرأة وفتاة فى بلدة تابت نهاية أكتوبر 2014 )). (3) : هدد "مصطفى عثمان إسماعيل"- رئيس القطاع السياسي - بالمؤتمر الوطني بحسم كل من يتجاوز القانون، وشدد على أن تهيئة المناخ لا تعني المخطابات الجماهرية في مواقف المواصلات، مشيراً إلى أن القانون سيظل موجوداً من أجل الحفاظ على أمن وسلامة المواطن. (4): بعد خروجهم من الحبس بالضمانة العادية.. الشرطة تسلم كوادر "حركة التغير" لجهاز امن البشير. ((إعتقلت السلطات الامنية عدد من اعضاء الحركة السودانية للتغير، اثناء مخاطبة جماهيريه اقامتها الحركة بالسوق العربي بالخرطوم تحت عنوان الحوار الجماهيري لمناقشة قضايا الحوار الوطني. وقامت السلطات بفتح بلاغ في مواجهتهم تحت المادة (77) من القانون الجنائي المتعلقه بالازعاج العام)) . (5): ((أغلقت الآلية التنسيقية العليا للحوار الوطني (7+7) الباب أمام مشاركة الأحزاب السياسية في اللقاء التشاوري الذي يجمعها مع الحركات المسلحة في العاصمة الإثيوبية "أديس أبابا" في الوقت الذي استثنت فيه الآلية رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي وسمحت بمشاركته في اللقاء)). (6): قال الرئيس الأمريكى "أوباما" في رسالة موجهة إلى الكونغرس، ((أن الوضع في دارفور يشكل «تهديداً غير عادي» للأمن القومي والسياسة الخارجية الأميركية، مشدداً على أن تمديد العمل بهذا القانون يأتي على خلفية تصرفات وسياسات الحكومة السودانية .. ورأى أوباما أن سياسات وممارسات الحكومة السودانية ما زالت تشكل تهديداً للأمن القومي في بلاده. وتابع: «لذا، قررت أنه من الضروري مواصلة حالة الطوارئ الوطنية المعلنة والحفاظ على القوة لفرض عقوبات ضد السودان للرد على هذا التهديد)). لذلك كله وغيره من تجاوزات نؤكد بصورة قاطعة وقولا واحدا بالا جدوى من أى حوار مع (النظام) ، خاصة أذا كان فى الداخل، إذا لم تحل (المليشيات) ويجرد سلاحها وإ ذا لم (يلجم) جنوح جهاز (الأمن والمخابرات) الذى يحمى (النظام) لا الوطن .. وإذا لم يقبل النظام بتحديد مسارات آمنة لتوصيل المؤن والإغاثات للمناطق التى تعانى منذ فترة طويلة. تاج السر حسين – [email protected]