* تناقلت وسائل الاعلام المختلفة مؤخرا ' معلومات عن اكتمال الترتيبات في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا من قبل الالية الافريقية رفيعة المستوي برائسة ثامبو امبيكي لاستئناف مفاوضات المنطقتين النيل الازرق وجنوب كردفان بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية قطاع الشمال في الاسبوع الاول من شهر نوفمبر القادم ' وبالرغم من نفي الطرفين استلامهما لدعوات رسمية من الالية الافريقية , الا ان كل المؤشرات ترجح رغبتهما الملحة لهذه الجولة العاشرة ' وزيارة وزير الخارجية ابراهيم غندور لأثوبيا بتاريخ 25/10/2015م وجنوب افريقيا ومقابلة ثامبو امبيكي قبيل المواعيد المحددة محاولة من الحكومة لاستغلال المتغيرات الجديدة علي ما بيدو ولا سيما بعد التطورات الاخيرة الخاصة بالخلافات التي عصفت بمكونات الجبهة الثورية وانتقال الرئاسة من الفريق مالك عقار الي جبريل ابراهيم ' ويبدو ان هذه المستجدات بالاضافة الي الضغوط الدولية والاقليمية المتمثلة بخارطة الطريق لمخاطبة المسألة الانسانية في المنطقتين وتنفيذ الاتفاق الاطاري الموقع بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية شمال في 28/6/2014م , والتي استندت علي قرارات الاتحاد الافريقي المتتالية وقرار مجلس الامن رقم 2046م و التي نصت علي ضرورة جلوس طرفي النزاع لمخاطبة المسألة الانسانية والتوصل الي حل سياسي قائم علي اتفاق اديس ابابا الاطاري الموقع في 28/6/2011م بالاضافة الي الظروف الذاتية للطرفين ستجبرهما للتعاطي بمرونة نسبية في هذه الجولة بالتحديد بالرغم من محاولاتهما لتقوية موقفهما التفاوضي بالمزايدات السياسية ' وخاصة وان الجولة التاسعة قد انهارت في اواخر فبراير 2014م بسبب تعنت الطرفين وتمسكهما بمواقفهما حيث اصطدمت بإصرار وفد الحركة على حل شامل لكل قضايا السودان وتمسك الوفد الحكومي بالتفاوض حول المنطقتين فقط ' هذا بالاضافة الي تمسك الحكومة باولوية الملف الامني بينما اصرت الحركة الشعبية علي الملف الانساني .......الخ. *وبغض النظر عن كافة السيناريويهات المتوقعة نعيد التذكير والتأكيد علي ماظللنا نكرره في كل الجولات بان ابناء المنطقتين يرفضون الحرب ,ويتوقون للسلام والامن والاستقرار والتنمية المستدامة والعدالة والحرية والمساواة والعيش الحر الكريم . * ونؤكد مجددا بان الاستمرار في التفاوض الثنائي دون اشراك القوي السياسية الاخري واصحاب المصلحة الحقيقية من ابناء الولاية الحادبين علي السلام من كل الوان الطيف السياسي ومن كل الشرائح الاجتماعية والمكونات الاثنية جريمة يتحملها الطرفين ' والان لقد بدأوا يؤسسون لنواة { التيار الثالث } والذي بدي ملامحه يتشكل هنا وهناك , ويعكفون لبلورة افكارهم للاضطلاع بدورهم الريادي في هذا المنعطف التأريخي الخطير , للاصطفاف و التصدي بجسارة وشجاعة ,وطرح اراء وافكار وبرنامج متكامل لتنظيم الصفوف وتوحيد الجهود , والسعي الحثيث لانتزاع حقوقهم في المشاركة الفعالة لوضع الحلول الناجعة لقضايا الوطن ولانقاذ الولاية وتحريرها من الوصاية المركزية الدائمة و لاحداث التوازن المطلوب ولفك احتكار طرفي {نيفاشا}. *وعلي الذين تخوفوا وحاولوا تشويه هذا المولود قبل ان يري النور ان يعلموا ان هذا الصوت هو صوت الاغلبية الصامتة الذي لايمكن حجبه ومنع وصول صداه الي الابرياء وضحايا تضليل الانتهازين والادعاءات الجوفاء والاكاذيب . *والورشة التي نظمت الاحد 25/10/2015م في جنوب كردفان لرجال الادارة الاهلية ومنظمات المجتمع المدني حول طرق واساليب المفاوضات والتعايش السلمي هو تأكيد للدور المحوري للصوت الثالث اصحاب المصلحة الحقيقة . والسؤال اين النيل الازرق من مثل هذه الفعاليات ؟؟ * ان المأزق الحقيقي في المشهد العام يتجلي في استمرار ادعاء احتكار الحقيقية من الطرفين , وفي نفس الوقت عدم الاعتراف بأراء الاخرين ولا بقدراتهم علي ادارة شؤونهم بالاليات الديمقراطية ومحاولة تعمد الاقصاء والاستهانة والاستخفاف بمقتراحاتهم ومقدراتهم ' وفي هذا الصدد يجدر الاشارة الي عشرات المبادرات التي اطلقها ابناء الولاية في الفترات السابقة ولم تحظي بأدني اهتمام بأستثناء واحدوة منها علي سبيل المثال لا الحصر مبادرة تجمع المثقفين والحادبين علي السلام في النيل الازرق الاداري المخضرم موسي طه الشايب واخرين اغسطس 2012م / ومبادرة دكتور فرح ابراهيم العقار للسلام بالنيل الازرق اغسطس 2012 مبادرة صحيفة { الان } محمد عبد القادر سبيل واخرين بتأريخ 3/2/ 2012م مبادرة مجموعة { تجمع الرأي والاسناد والدعم الشعبي } عصام عمر ابراهيم واخرين مايو 2010م مبادرة أهل النيل الازرق بالخرطوم {محمد جيلاني/ الباشمهندس عبد الجليل محجوب واخرين ** لقد ان الاوان لايصال صوت اهل النيل الازرق من خلال ابنائها الشرفاء ' الحادبين اصحاب المصلحة الحقيقية , الممسكين بجمر القضية ,الذين لايطمعون في مغنم ولا يسعون لمنصب , ولا تحركهم اجندات خاصة. وبما أن قرار مجلس الأمن رقم2046 يؤكد على مبدأ التفاوض في شأن ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان على أساس الاتفاق الاطاري المبرم بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية قطاع الشمال بشأن الشراكة السياسية بينهما كما اشرنا انفا. الا أنه يجب التأكيد على مرجعيات اساسية وهي إتفاقية السلام الشامل – الدستور الانتقالي لسنة 2005م – دستور ولاية النيل الازرق وبرنامج اللجنة الثلاثية في الشان الانساني بالاضافة الي اصطحاب أراء أهل المصلحة (مجتمع النيل الازرق) ونرى أن ا آفاق الحل النهائي للنزاع السياسي بالولاية تكمن في مشاركة مكوناتها وهم (الأحزاب السياسية – الإدارات الأهلية – منظمات المجتمع المدني – المكونات الاثنية – شرائح الشباب والطلاب والمرأة والاكاديمين والتكنوقراط والمهتمين من ابناء و الولاية , *حتي الان لم يتم الاعلان رسميا عن ممثلي الطرفين في الجولة المرتقبة ' وهل سيستمر الطرفان في الابقاء علي ممثليهم السابقين ؟؟ مطلوب احداث تغيرات جوهرية لان تسليم هذا الملف للمؤهلين الاقوياء والعالمين ببواطن الامور من مختلف القوي الحية امر جوهري وحاسم ' ويبدو ان مأزق طرفي النزاع يكمن في ادمانهما التعنت والغطرسة وتجاهلهما اقصائهما المتعمد للاخرين , وفي ظل هذه المتغيرات الجديدة هل ستكون هذه الجولة هي الحاسمة و الاخيرة ؟ [email protected]