تظللنا هذه الأيام، فعاليات معرض الزهور السنوي، الذي تنظمه جمعية فلاحة البساتين، ولقد درجت على تنظيم المعرض منذ سنين عديدة خلت. ويمثل معرض الزهور أحد ضروب التنافس الشريف في مجال الجمال والأناقة (لاحظ ليس تنافساً على مال أو منصب). حيث يتفاني العارضون في إظهار كل جميل من خلال الكثير من الزهور والورود مختلفة الشكل والحجم واللون، وتتراص الورود في تناسق بديع يعطي بعداً جمالياً أخاذاً،وبين بشاشة أصحاب المشاتل والحضور كباراً وصغاراً تنزوي الهموم جانباً ويقول الزمان هي لحظات للود والجمال فلنستغلها، وقد أفلح القائمون على أمر المعرض في إختيار المكان، حيث دأبوا على تنظيم المعرض بالحديقة النباتية، التي تقع بالمقرن، حيث تتطاول أشجارها العالية معانقةً الأفق، وتنحني زهورها حياءً من الحضور. وبالرغم من المساحة الواسعة التي تحتلها الحديقة النباتية، إلا أنها تضيق بالناس وبالحضور.والناس مبتسمة وأنيقة، وعال العال والجو فارض نفسو. وفي المساء تنظم فواصل غنائية وإسكتشات تنصب في مضمون الترفيه والتغيير،نحتاج في بلادي لسكب مثل هذا الجمال على الناس، إيقاع الحياة الضاغط وزحمة الخلوق على طرقات البلد، هي ما يجعل الناس في حالة سخط وغضب طول اليوم، لذلك هم يحتاجون لمثل هذه المتنفسات اللطيفة لتغيير المد والجو. إرتبطت الخضرة منذ القديم بالحياة والجمال (ماء وخضرة ووجه حسن)، وبادر الشعراء على نظم الكثير من الأبيات التي تمجد النبات والزهر والورد، ولو كان المجال يكفي لذكر نماذج من شعرهم لدلقتُ لكم وعاءً من الحسن والجمال. إنما هي دعوة للخروج من الرتابة والملل وإرتياد مثل هذه السوح التي بها تزدان الحياة، أي مكان تلفه الخضرة بلا شك هو جميل. [email protected]
