جمعتنا جلسة ضمت عدداً من الأصدقاء وكان محور الحديث أوضاع بعض السودانيين الذين تقرر الاستغناء عن خدماتهم أسوةً ببقية الجنسيات الأخرى، التي تم الاستغناء عنها في إطار سياسة ترشيد المصروفات والاستغناء عن العمالة الزائدة في مختلف المؤسسات والهيئات الخدمية. وعبر صوت وقور بدأ أكبرنا سناً يتحدث عن أن الظروف متفهمة نتيجة للانخفاض الكبير في أسعار النفط وتشبع الأسواق الدولية حتى أصبح العرض أكبر من الطلب فحدث انخفاض في الأسعار انعكس بصورة سالبة على موازنات الدول الخليجية التي تحتضن أعداداً كبيرة من الأسر السودانية. العودة إلى السودان في ظل الظروف الاقتصادية الداخلية في المدن السودانية مجازفة كبيرة.. فالأوضاع صعبة والكثير من الأسر تعيش على ما يبعث به المغتربون في العواصم الخليجية، وانقطاع هذا المدد المتصاعد مع اهتزاز أسعار العملات الأجنبية صعوداً وهبوطاً. تساءل البعض في نقطة فاصلة عن الدور الذي يمكن أن تلعبه الدولة السودانية في استثمار مكافآت نهاية خدمة هؤلاء العائدين بأن تعود عليهم برواتب شهرية مجزية. ضحك البعض بصورة ساخرة وقال عندما تهتم الدولة بمن في الداخل يمكن أن تلتفت للعائدين، وقالوا هذا مطلب يغلب عليه الخيال. الآن هؤلاء العائدون وحتى لا تتبدد مكافآت نهاية خدمتهم سدى أو في استكمال بعض المباني. عليه أعتقد أنه من المناسب إثارة هذه القضية في الصحف ووسائل الإعلام السودانية لعل وعسى تخرج بعض الأفكار المبدعة التي يمكن أن تطمئن هؤلاء العائدين على مستقبلهم وأن يكون هناك نقاش عام يشارك فيه الجميع حتى يصلوا إلى قواسم مشتركة. عدد من الاقتصاديين يكتبون في «الراكوبة» ليتهم يدلون بدلوهم في هذه القضية لعل وعسى... العودة كما نعلم جميعاً نتيجة حتمية وليتها تكون منظمة بصورة لا يضار منها أحد. اللجان الاقتصادية في سفارات السودان بدول مجلس التعاون يمكن أن تبدأ هذه المسيرة بالدعوة لندوة عامة وطرح تصورات ورؤى لجميع الناس العائدين أو الذين يفكرون في العودة بصورة جادة. مجموع قصص العائدين يمكن أن يشكل لوحة متداخلة الألوان والخطوط وقصة تُحكى في أكثر من كتاب ومجلد وإن أحب أهل السينما استثمارها فستشكل دراما إنسانية مؤثرة وناجحة. هذه فكرة عابرة تحتاج إلى مزيد من البحث والاستقصاء وأن يتم استثمارها بمختلف الصور، وكل قصة يجب أن يكون لها نهاية سعيدة. [email protected]