1- ***- يبدو ان مارس هو فعلآ شهر المحن والكوارث علي الوزيرة سعاد عبدالرازق وزيرة التربية والتعليم، فقد قصدها هذا الشهر الشؤم هي بالذات دون باقي الوزراء ال 79 في الوزارة المركزية الجديدة فاصبحت هي الان في صدارة الاحداث علي المستوي المحلي والاردني، وكيف ان كبريات الصحف العربية "خاصة الاردنية" قد تناولت اخبار فساد وزارة التربية التعليم في الخرطوم بما اوجع كل سوداني، والمه قسوة ما جاء فيها من مقالات لاذعة، وتعليقات ساخرة صدرت من المحطات الفضائية العربية. 2- ***- في يوم 20 مارس العام الماضي 2015، أعلنت وزيرة التربية والتعليم العام سعاد عبد الرازق تقديم استقالتها عقب الانتهاء من امتحانات الشهادة السودانية، بعد حادثة الاحتيال على الطلاب الذين جلسوا لامتحان مزيف للشهادة السودانية بإحدى المدارس بمنطقة "الدخينات" بالخرطوم. وصفت وزيرة التربية والتعليم وقتها في تصريحات صحفية عقب تنويرها لمجلس الوزراء أمس الحادثة بأنها خطيرة جداً. 3- ***- اعترفت الوزيرة سعاد عبد الرازق حادثة مدرسة (الريان) الوهمية بمنطقة الدخينات جنوبي الخرطوم، وان السلطات الامنية القت القبض على مدير المدرسة الخاصة وثلاثة من المعلمين، على خلفية الامتحان الوهمي الذي قاموا بتصميمه وتقديمه للطلاب على اساس انه الامتحان المعد من قبل الوزارة. وهي الحادثة التي اهتز لها الشارع السوداني. 4- ***- ونوهت الوزيرة الى أن مجلس الوزراء شدد على ضرورة محاسبة كل الذين شاركوا وقاموا بتلك الحادثة، وأشارت الى وقوف المجلس على الإجراءات. 5- ***- فوجئنا بان الوزيرة سعاد قد تراجعت عن الاستقالة ولم تتمسك بها بعد ان رفضها الرئيس البشير!!..للمرة الثانية دخلت الوزيرة سعاد ضمن تشكيلة الحكومة المركزية الجديدة التي تشكلت في يونيو الماضي 2015، وادت القسم في القصر امام رئيس الجمهورية، وضعت اصابعها علي المصحف الشريف ان تؤدي واجبها علي اكمل بما يرضي الله، ان تكون امينة علي مصالح الطالبات والطلاب. 6- ***- ما ان انتهت حادثة مدرسة (الريان) الوهمية في مارس الماضي 2015، الا وجاءت في مارس الحالي حادثة اخري هي الاقوي والاشد من حادثة المدرسة الوهمية حيث تم اعتقال طلاب اردنيين في الخرطوم بتهمة حصولهم علي اسئلة امتحانات الشهادة الثانوية عبر (سماسرة) باتفاق مسبق ومقابل مبالغ مالية كبيرة!! 7- ***- قمة الغرابة تكمن في ان حادثة مدرسية (الريان) الوهمية وجدت الاهتمام الرسمي من قبل مجلس الوزراء الذي ناقش تفاصيل الحادثة وشدد علي ضرورة معاقبة الجناة، ***- عكس حادثة ترسيب اسئلة امتحانات الشهادة الثانوية من قلب وزارة التربية والتعليم!! 8- ***- بسبب حادثة مدرسة (الريان) الوهمية صدرت وقتها تصريحات رسمية كثيرة، وعملت وزارة التربية علي معالجة الخلل الذي ضرب سمعة الوزارة، ***- اما عن حادثة الطلاب الاردنيين فلا احد من المسؤولين الكبار سواء في الامانة العامة لمجلس الوزراء، او في وزارة التربية والتعليم، او من جهاز الامن الذي قام بكشف لتسريب اسئلة الامتحانات وقام ايضآ باعتقال الطلاب والسماسرة!! 9- ***- رغم ان حادثة مدرسة (الريان) ليست بالقوة مثل حادثة الطلاب الاردنيين، الا ان الوزيرة سعاد اعلنت عن تقديم استقالتها من الوزارة بحكم ان الحادثة قد اثارت غضب الشارع السوداني وحملت الجماهير الوزارة فوضي ما جري، ***- ان مايثير الدهشة والاستغراب الشديد، ان الوزيرة سعاد لم تقدم حتي الان استقالتها من الوظيفة كما حدث من قبل، مع العلم ان الحادثة الاخيرة هي اشد ضرر، وصلت اثارها السلبية الشعب الاردني وبرلمانه!! 10- ***- الوزيرة سعاد ادت القسم ان تكون في منتهي الامانة اثناء تادية واجبها وعلي اكمل وجه، لكن بما انها قد فشلت فشل ذريع في حماية وزارتها من (السماسرة) ومن هم عملاء لهم داخل الوزارة، واجتثاث الفساد بتعيينات جديدة من هم اكفاء لادارة الوزارة، فمن الواجب ان تتنحي من تلقاء نفسها بعد ان اثبتت الاحداث انها غير كفؤة للوظيفة، وبسببها تعرض التعليم في السودان الي الكثير من السخرية. 11- ***- بما انها لزمت الصمت التام طوال سبعة ايام منذ بدء الحادثة ولم تقم بالدفاع عن وزارتها ولا عن نفسها، ***- ولا علقت سلبآ او ايجابآ علي ما قيل حول سياسات الوزارة، ***- ولا عقدت مؤتمر صحفي لتوضيح الحقائق، ***- ولا قابلت السفير الاردني في الخرطوم بغرض تنويره بما حدث، ***- ولا كلفت نفسها عناء الرد علي ما كتب في الصحف الاردنية، ***- وتجاهلت ردود الفعل المحلية والاردنية، ***- وبما انها ليست المرة الاولي وتخطئ خطأ فادح، ***- ولا عالجت خطأ تسريب اسئلة الامتحانات، ***- ولا قررت الغاء امتحانات الشهادة الثانوية، ***- ولا سمعنا باقالات واطاحة في وزارة التربية والتعليم، ***- ولا من هم الكبار في الوزارة ساعدوا (السماسرة)، ***- اخيرآ: ولا سعت الي تصحيح المائل في الوزارة، ***- نتمني ان نسمع اليوم قبل الغد انها قد غادرت الوزارة الي غير رجعة... حتي لو رفض البشير مغادرتها. بكري الصائغ [email protected]