ألقت السلطات القبض على مدير مدرسة الريان الخاصة، وثلاثة من المعلمين، على خلفية الامتحان الوهمي الذي قاموا بتصميمه وتقديمه للطلاب على اساس انه الامتحان المعد من قبل الوزارة. وعلمت (الراكوبة) التي انفردت بنشر خبر المدرسة الوهمية بمنطقة الدخينات جنوبيالخرطوم، أن السلطات تبعت مدير المدرسة وبعض المعلمين وتمكنت من القبض عليهم، وذلك بعدما انكشف امر الفضيحة الكبيرة، التي اهتز لها الشارع السوداني. في وقت طالب مدونون في مواقع التواصل الاجتماعي وزيرة التربية والتعليم الاتحادية سعاد عبد الرازق، ووزير التربية ولاية الخرطوم عبد المحمود النور بالاستقالة، وذلك بعد ساعات من البيان الفضيحة الذي اخرجته الوزارة، دون ان تعلن مسؤليتها عن الحادثة، بل اكتفت بإلقاء اللائمة على ادارة المدرسة. وفي الاثناء اعترفت الوزيرة سعاد عبد الرازق بالحادثة، وقالت ان وزارتها قامت بتحويل الطلاب الضحايا الى مدرسة اخرى بالكلاكلة القبة "شارع الشيخ النذير"، مشيرة الى انها ستقوم بوضع امتحان خاص للطلاب المتضررين عن مادة التربية الاسلامية والتربية المسيحية. لكن والد احد الطلاب اشتكى من ان ابنه لم يحصل على رقم جلوس جديد في المدرسة الجديدة، الامر الذي جعله يذهب الى المحلية التي وعدته بحل مشكلة ابنه. وقال بعض أولياء امور الطلاب الضحايا ل (الراكوبة) إن ادارة مدرسة الريان احتالت على ابنائهم، وقامت بفبركة امتحان التربية الاسلامية، مشيرين الى ان احد المراقبين الذين تولى عملية مراقبة الطلاب في الجلسة الاولى كان يعمل بائعاً للأواني. وقال مدير مدرسة الريان في التحريات الاولية إنه لم يقدم الامتحان الوهمي للطلاب الضحايا على اساس انه امتحان الوزارة، وانما قدمه لهم على اساس انه امتحان تجريبي. وفي صبيحة يوم الثلاثاء، وبعدما تأكد الخبر وثبتت عملية الاحتيال، اقتحم اهالي الطلاب مدرسة الريان العشوائية، وبعثروا الاوراق واحالوها الى خراب، انتقاما من ادارة المدرسة التي عبثت بمصير ابناءهم. ووقفت (الراكوبة) على بيئة المدرسة التي تعاني من اهمال كبير في الاثاث والبني التحتية، ومطلوبات العملية الاكاديمية، اذ ان المدرسة تفتقر الى كثير من مطلوبات البيئة المدرسية، لا سيما انها مدرسة خاصة وليست حكومية، اذ ان بعض الفصول لا يوجد بها نوافذ وان ابوابها مشرعة، بجانب مساحة المدرسة صغيرة جدا، وانها مكتظة بالطلاب، وهو ما يشير الى انها فعلا مدرسة عشوائية. وفي الاثناء، أعلنت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم أن السلطات ألقت القبض على الضالعين في عملية تزوير امتحانات الشهادة السودانية، بمركز (الريان)، بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة ب(تحريز) المستندات من أوراق الامتحانات وأرقام الجلوس (الوهمية). واستنكرت الوزارة، السلوك المشين الذي لا يشبه التعليم، الذي انتهجه مركز امتحان عشوائي بمحلية جبل أولياء يسمى مركز (الريان). وأكدت في بيان أنها "لا صلة لها بهذا العمل المخل بشرف مهنة التعليم، وأنها لا تسمح مطلقاً بوجود مثل هذه الأساليب، وأنها تقف بالمرصاد لأية ممارسة خارج القيم التربوية وأحكام القانون. وقال البيان: "في حادثة تعد الأولى من نوعها، أجلس المركز طلاباً لامتحان شهادة (وهمي) بعد أن قام بتحصيل أموال منهم واستُخرجت لهم أرقام جلوس وهمية، ورقم مركز وهمي، ومراقبين وهميين، ولجنة كنترول وهمية. وقام المركز بإجلاس الطلاب لامتحان الشهادة 2012 بتعديل الرقم 2 إلى 5 "ليصبح 2015م"، وعند خروج الطلاب من الامتحان وأثناء مراجعتهم لأسئلة الامتحان مع زملاء لهم من مراكز أخرى، تبين لهم أن الامتحان الذي جلسوا له لا علاقة له بامتحان الشهادة. وأكد البيان حضور بعض الطلاب إلى مكتب تعليم المرحلة الثانوية بالمحلية، للاستفسار عن الحقيقة، فأكدت لهم اللجنة الفرعية للامتحانات أنه لا وجود لمركز بهذا المسمى الذي ذكروه، ولا يوجد مركز بالرقم ذاته. وقالت اللجنة حسب البيان، إن المدرسة أكملت إجراءات تجليس 50 طالبة للامتحان، باسم اتحاد معلمي مدرسة بابكر عثمان الثانوية بنات بالدخينات، وفقاً للضوابط والشروط المعمول بها في امتحانات السودان. وأضاف البيان: "إدارة مدرسة (الريان) قامت بتسجيل طلاب من البنين والبنات معظمهم أجانب من دولة جنوب السودان، للجلوس لامتحانات الشهادة الثانوية للعام 2015، متجاوزة لوائح امتحانات السودان، فلم تقم برفع الأسماء إلى الوزارة ليتم تسجيل معلوماتهم". وأعلنت الوزارة عن تحركات قامت بها اللجنة العليا للامتحانات بالولاية، بالتنسيق مع امتحانات السودان لحصر الطلاب ومراجعة مستنداتهم، وإنشاء مركز طوارئ امتحانات بديل "كبير المراقبين ومساعده ومراقبين" لتجليسهم. وأكدت وزارة التربية والتعليم، أنه سيتم اتخاذ أقصى الإجراءات القانونية والإدارية لحسم هذه التجاوزات مستقبلاً، والمضي قدماً لمعالجة الأوضاع الخاصة في بنية التعليم الخاص. وطالب حسن طه، رئيس اتحاد المدارس الخاصة بولاية الخرطوم بمحاكمة المتورطين أدبياً وجنائيا، نافياً أن تكون مدرسة "الريان" مُدرجة ضمن المدارس الخاصة باتحاده أو في سجلات وزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم. ولا يزال الغموض يكتنف الموقف، اذ انه لم تتضح الرؤية الكاملة عن المدرسة، وما اذا كانت مسلجة رسميا ام لا، وايضا ماذا بخصوص طلاب الاساس الذي امتحنوا من ذات المدرسة، وهل هي المرة التي تتم فيها حالة الاحتيال ام ان هناك حالات سابقة تورطت فيها ادارة المدرسة، بينما يظل السؤال قائماً لماذا لم يتم فشلت السلطات الرسمية في كشف المدرسة التي كانت تعمل في العلن؟؟ (الراكوبة) تعد القراء بمزيد من المعلومات في مقبل الايام.