كتاب : شاعران من وادى النيل ( الطيب السراج وعباس محمود العقاد ) تأليف بروف/ حدديد الطيب السراج إستعراض د.فائز إبراهيم سوميت عضو منتدى السراج الأدبى , ابى روف – أمدرمان الحلقة ( 8 ) : فى الحلقة السابقة : كتب الأستاذ خضر حمد فى مذكراته التى إستعرضناها فى الحلقة السابقة عن الأستاذ السراج : ( ومجالس – الشيخ الطيب كانت مجالس علم بحق , فهو لايترك شاردة ولاواردة .. وإذا تحدث تدفق وانحدر كالسيل , فهو لايعرف أين يقف .. ويقول : ( ما دام هناك علم , وما دام هناك طريق إلى هذا العلم , ورغبة فى الحصول عليه , فلماذا لانسترسل فيه , والحديث ذو شجون ) .. فى هذه الحلقة نتناول ما خطه يراع الأستاذ بابكر أحمد موسى عن أستاذ السراج بعد إستشهاده : حيث أن الأستاذ الراحل بابكر أحمد موسى كان الأكثر قربا والأكثر تأثرا بشيخه وصديقه الطيب السراج , من بين تلاميذه واصدقائه , وبفضل هذه العلاقة المميزة أصبح بابكر أحمد موسى من أكثر الناس علما باللغة العربية وعلومها وآدابها بعد أستاذه . بعد إستشهاد الشيخ العالم اللغوى الشاعر فى الحادى عشر من مارس 1963 , كتب الأستاذ بابكر أحمد موسى فى صحيفة " الثورة " مقالا بعنوان " الطيب السراج " يقول فيه : ( عالم وحده أحاط باللغة إحاطة شاملة نادرة , وبلغ عشقه لها أنه عاش بها , كما يعيش العرب وهو ينظر إلى العالم من خلال هذه اللغة , ويقيس الأشياء بمنظارها ويقدر الناس بما تعكسه عدسته من قيم فى الناس . فلا صبر لديه إلا على الدراسة .. ولا أبالغ لو قلت أنه لاشبيه للسراج فى العالم العربى " اليوم " . إن اللغة عند السراج شئ مقدس , فهو يحرسها من الهجنة ويذود عن حرمها المصون , شعراء المحدثين .. من عهد بشار إلى اليوم وقد تسحره الكلمة المجهولة يملاء بها فمه وسمعه .. وقد سمعته ينشد الشعر , فسحرنى إنشاده , وإن لم أفهم كل ما قال . وكنت أحب من ملك هذه اللغة حتى أصبحت له حياة .. أن لو طبعها بطابع العصر , وتقدم بها إلى درجة أرقى , ولكن السراج أختار لنفسه طريقا , ونحن لانلومه بحكم تمرسه بها ومعرفته بها . وإنه امن الغريب أن يجئ شعره سهلا لا غموض فى تراكيبه وإن كانت تعترضك الكلمة المبهمة هنا وهناك .. وأنا أجزم أنه لايتعمد استعمال المهجور , فليس فى اللغة شئ مهجور , ما دام يؤدى معنى خاصا له فى نفسه وقع وصدى . ونظم السراج قوى , تقوم فيه الفصاحة مقام الإنفعال , أما التجربة فهى شئ مرده إلى العرب القدماء , وليس لنا أن نأخذ عليه ما ملاء به حياته , وكان صادقا فيما فعل , وحسب هذا العلامة العظيم انه صاحب مذهب أنفق فيه الوقت والجهد والمال والعمر فمات مأسوفا عليه .. ألا رحم الله أستاذنا الطيب السراج . وننشر هنا قصيدة من قصائده ليقف الأدباء على طريقته فى نظم الشعر ومدى تأثره بالعرب وباللغة فهى تترجم عنه أصدق ترجمة : ظعنت ولكن الهوى لك باق بالقلب قلب المدنف المشتاق تجرى متى ما يجر ذكرك عينه عبثا كمثل العيلم الغيداق ألف السهاد فإن يرم إطباقها للنوم إستعصت على الإطباق لبس الهموم شعارها ودثارها فمتى تجئه تجده فى إشفاق إلى أن يقول : والنفس بالمسك المدوف بعنبر فى الطرس أو حور من الأحداق وكأننى فى حين أتلو مهرقى اسقى رحيقا سلسلا من ساق رشأ كأن وشاحه فى صعدة والدعص معقود له بنطاق لايستوى عودان هذا ملتو عطب وهذا مستقيم باق يودى شقيق العلم جسما إنما ذكراه باقية ليوم تلاق فى الحلقة القادمة : نواصل معا فى إنطباعات الأستاذ الكبير بابكر أحمد موسى عن الشاعر السراج - - - - - - - - - - - - - - - - - تم إضافة المرفق التالي : Dr. faez.jpg