كلما ازور الخرطوم احس بان النسمات التى تصافحني في المطار هي من نوع خاص جدا تحمل في جيناتها ذكريات المكان رغم ما يقوله علماء الفيزياء بان الهواء مجرد مجموعة غازات اهمها الاكسجين وينسون هذه الجينات التى تفتك بذاكرتنا وتغمرنا بتوهجات الحنين .. اما اذا ما اقتربت من شارع النيل فلا اجد فيه الا جينات جامعة الخرطوم بل اكاد اسمع فيها صوت حفيف اشجارها وجلبة طلابها الاذكياء الذين يحملون في دواخلهم المحبة والامل والتطلعات النبيهة وفي كلية القانون عندما كان اكولدا مانتير يخيرنا باكرا مابين البكور او الجلوس في (ضهر التور ) و(المين روود) وهو محمولا بوجدانيات ناعمة وسعي حثيث لتلمس شغف الحياة في دروبات الامل واحلام الشباب لم تكن جامعة الخرطوم بالنسبة لنا مكانا لتلقي العلوم فقط بل هي بوابة الحياة الواسعة عندها ولدنا من جديد وعندها اشتعلت فينا الاحلام ولم يكن هذا الوطن الغالى مجرد قطعة ارض بل كان هو ارض الاحلام ولسوف يبقى .. [email protected]