بسم الله الرحمن الرحيم في مصلى لحي لكبار الموظفين من قضاة ومعلمين وأطباء معظمهم من الاختصاصين وضباط إداريين وغيرهم..أم الصلاة شيخ بتجويد حافظ للقرآن..قُدم بعد الصلاة ليلقي درساً دينياً قصيراً ..وقُدم بأنه قادم من العاصمة ضمن معسكر دعوي للحركة الإسلامية..جلست واستمعت على مضض..فالمصلى صغير ولا يليق ترك متحدث على بعد بضع أمتار ومغادرة المصلى من قبيل الذوق..قلت عند الخروج لمن أعرفهم من الحركة..لقد طمأنتمونا بإفلاسكم..إن كان هذا شكل كل دعاتكم..فماذا قال القادم فيما ظننت أنه ضمن برنامج ( الهجرة إلى الله)..وهو برنامج تنشيطي للحركة لاستعادة صورة الدور الدعوي الذي تلاشى لصالح السلفيين..؟ قال أن من الإعجاز العلمي في القرآن ما جعل عالماً فرنسياً يدخل الإسلام لأنه وجد كلاماً لم يسمع به في المسيحية واليهودية ولا فيما درسه من العلوم وهو متخصص..حيث عرف أن بيض الجراد يفقس مع بداية موسم المطر ..ثم ينتشر ..وأن ذلك ورد في القرآن بالجراد المنتشر..!! تملكنىي الغيظ لسذاجة الفكرة ..فعلاوة على أنني لم أجد رابطاً بين الآية وفقس بيض الجراد..فقد سمعت المرحوم نقد في الجمعية التأسيسية إبان الديمقراطية يحذر المرحوم عمر نور الدائم وكان وزيراً للزراعة ..أن موسم المطر قد صار على الأبواب وجراد العام الماضي سيفقس بيضه مع موسم المطر ..ولا أعلم أن المرحوم كان عالم حشرات غربي .ولم يستدل بالآية .. لكن الأنكى كان من رد طبيب عمومي من الحركة فيما ظننت..بأن ذلك وارد ..حيث لم يتمكن الأمريكان من نسبة مولود ذكر ومولودة لأماتهما لفشل ال DNA في ذلك حتى استنجدوا بعالم مسلم أفتى بأن أم الصبي لبنها ضعف كمية لبن أم المولودة لأن للذكر مثل حظ الأنثيين..وهكذا يكون رزق الفقير المدقع الذكر ..ضعف رزق الفتاة الأرستقراطية فتأمل !!! ومع ذلك ودون النظر إلى صحة ما سبق وعدمها..فإن المشكل الأساسي يتمثل في نقطتين أولاهما في ظن الحركة أنها ستعود إلى سابق عهد ما قبل أن يكذب بحر السلطة والمال ...غطاس كل من هتف بأن الإسلام هو الحل..بتكرار نفس الاسطوانة القديمة . وقد نسب إلي أينشتاين إن لم تخني الذاكرة ..تعريف للغبي بأنه الذي يفشل في الوصول إلى النتيجة المرجوة ..فيكرر المحاولة لمرات بنفس الطريقة التي فشل بها..فأين هي الحركة من إفادات أحد أعضاء ( السائحون) بأن من سرق ونهب اغتنى وقتل واغتصب ..لم يأتوا من غير رواد حلقات الذكر وعمار المساجد من أعضاء الحركة ؟..وهي حيرة لا تعني غيرهم إلا من باب وصولهم إليها ..والواقع الذي يعرفه القاصي والداني..أن الحركة في السودان كانت أولى الراسبات في الاختبار بعد اغتصابها السلطة..قبل أن تتلوها رفيقاتها في المسير في نفس الدرب عقابيل صعودهم بالربيع العربي..فقد نظّرت الحركة كثيراً في المنابر..لكنها فشلت في المستطيل الأخضر فسودته وضرجته.وربما لذلك كانت إفادة الجميعابي الأخيرة بأنه لا مستقبل للحركة في السودان. أما النقطة الأخرى ..ففي توهمها أن المسلمين ينتظرون مثل هذه الأحاديث ليتمسكوا بإيمانهم ..متناسين بأن العقيدة الدينية..لا تحتاج إلى مثل هذه الوسائل لترسخ..لكنها تحتاج أن تجيب على أسئلة العصر من أسئلة الموقف المعزز بالعمل مثل الحريات والعدالة الاجتماعية والاقتصاد والفكر المحاور للمكتشفات الحديثة ونظرياته العلمية والفلسفية..حتى لا يحتاج المعتنقون إلى الرحيل إلى الضفة الأخرى..ولأن الحركة قد رسبت في الاختبار ..فقد حان موعد إعلانها للإفلاس ..وإلا ستكون كالثمرة المتعفنة في شجرتها..تسقطها هبة ريح ليست ببعيدة . [email protected]