كل الأحداث السابقة والحالية واللاحقة تؤكد أن نصيب أهل السودان من موائد العرب هو الفتات , وسيظل هذا نصيبنا وإن ابيضت ملامحنا أو طال بنا العمر حتى ابيضت شواربنا ورؤوسنا . ما يؤكد حديثي هو الأحداث الجارية في الساحة العربية من زيارات ودية شديدة ومحبة فائقة الحد بين الجانب السعودي والجانب المصري , وقد توجت بزيارة تاريخية من الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مصر العربية والتي تم خلالها التوقيع على إحدى وعشرين اتفاقية من أهمها : إنشاء جسر بين السعودية ومصر على البحر الأحمر وزراعة واحد ونصف مليون فدان وإنشاء مدينة لسكن طلاب البعوث التابعة لجامعة الأزهر وإنشاء مدن سكنية في سيناء و..و ..ومشاريع بمليارات الدولارات . ورغم كل المياه التي جرت تحت العلاقة السعودية المصرية اثر تسريبات لحديث دار بين السيسي واحد وزرائه عن أموال دول الخليج ( دول الخليج عندهم فلوس زي الرز ) . ورغم خذلان السيسي للسعودية في عاصفة الحزم في اليمن ضد الحوثيين بعدم إرساله جنودا مصريين للقتال في اليمن مخالفا بذلك وعده الذي قطعه للسعوديين في خطابه الشهير عندما قال :(الجيش المصري مسافة السكة بس ..هتلاقوه معاكم ) إلا أن ذلك لم يحدث . فبعد أن استلم الأموال الخليجية استعمل الخبث المصري المعهود بأن البرلمان المصري لم يوافق على إرسال الجنود لليمن . إلا أن تعكر مياه العلاقة سرعان ما عاد له صفاه وحلاوته بزيارة تاريخية . السؤال الملح بشدة أين السودان من هذا الذي يجري ؟ أيظل السودان يجود بمواقفه السياسية الداعمة وبجنوده لإخوته العرب ( خوة التلصق التي يتبعها البشير ) , وكما يقول المثل السوداني الدارفوري ( لصيق طين في كرعين .. ولا ببقى نعلين ) . هل يخرج البشير بعد كل الذي فعله من المولد بدون حمص . السعودية في اشد أزماتها المالية هذا العام بسبب حرب اليمن وحرب سورية وانخفاض أسعار البترول , لم تبخل على مصر بالدعم السخي جدا , في حين أنها لا تدعم السودان إلا فتاتا إغاثيا كوارثيا وقد كانت في أشد حالات القوة الاقتصادية , والسودان سلة غذاء العالم الموعود وفي اضعف حالاته الاقتصادية. ختاما قالوا : ( البباري الجداد بوديهوا الكوشة ) ونحن قد تبعنا العرب ولن يقودونا إلا إلى مزبلة التاريخ . [email protected]