المدخل: من المأثورات أعقلها وتَوكل، في أحكم التنزيل "وأعدوا لهم من رباط الخيل...الخ الآية" من ثوابت الدين الحنيف، ولا خَيرَ فينا إن لم نقلها من شعارات المواطنة، ومن هكذا المُنطَلَقَات قد تستوجب الإنتباهة لاعتماد العنوان أعلاه. المقدمة: تتصَاعَدُ هذه الأيام وتيرة التصريحات الدبلوماسية المبثوثة والمنشورة المُتعَاكِسَة بين شمال وجنوب الوادي حول أحقية أيٍ منهما بمثلث حلايب وشَلاتين وكلاهما موبوء بالتجاهل المُتَعَمد والمُمُرض لمسألة نتوء حلفا. ومن المتوقع على سُنَة التاريخ أن تودع المسألة برمتها على مِنضدةِ التَقَاضي الدولي إذا تجاوز مرحلة التفاوض الثنائي. وعند أيٍ من محطة الاحتمالين يَستَوجِبُ روح الوفاء الوطني الإسهام في تحضير البيانات والشواهد الداعمة. الموضوع: على خلفية الخبرة بمُقتنيات مُستودعات أرشيف السودان وعلى ضوء تقييم إمكانات الكادر الحالي المُتَسَلط بالتَمكين وإدمان الفشل والانحراف في إدارات الأرشيف الوطني السوداني، وسقوطهم المُعَاش في محك استزادة الموروث من الوسائل المُسَاعِدة لاسترجاع وتطوير محتويات مكانز الأرشيف، ناهيك عن أرقمنتها، لأنهم في الواقع كالذي يحملُ أسفاره وكالأطرش في زَفَاتِ المولد. وبما أن الطرف الآخر في شمال الوادي مُجَرَبٌ في فهلويات من أين تُؤكَل الكَتف، يصبحُ من مُستَحَقَات المرحلة تنادي الأرشيفيون والأكاديميون والتَكَاتف لضرورة اتخاذ كافة تدابير الحماية من ممارسات الجهلاء ومن اختراقات الفهلويين المُعتَادة، إلى جانب التحضير القائم على تجميع البيانات الدامغة من استقراءات الأرشيف، لاسيما وأنتم سيداتي وسادتي من مدرسة الرعيل والجيل الصالح العارف المُغَيب أهلُ لهكذا الواجب ببرهان سجل النجاحات الموثقة طوال المسيرة المهنية السابقة لآفة التمكين في عهدكم الجميل. المنهج: قد يكون من المفيد الإشارة إلى الحقيقتين أدناه، لرسم خارطة تلبية جوهر الدعوة: 1. تذخر مجموعات الأرشيف السوداني المحلي والمهاجر بكم هائل من مكاتبات الإدارات الرسمية الحاويات للأدلة والبرهان الواضحة نصاً والمُستَقرأة من بين السطور، إلا أنها بالطبع تستلزم واجب مُراجعاتها ورصدها تحت مسئولية آلية مؤهلة من الباحثين الأكفاء من مُختلف التخصصات، وما أكثرهم في سجلات رصد المستفيدين من دار الوثائق بين أساتذة جامعة الخرطوم وكليات الدراسات العليا منذ ما يقرب نصف القرن من الزمان، ألا يحق اليوم استدعاء الأحياء منهم في سبيل هكذا المهام الوطنية؟؟ وهل يجوز تغييب الثراء الهائل الراسخ في العارفين لبواطن الأرشيف تحت الدعاوي الزائفة والشخصنة الجهوية الباطلة؟؟ ألا يستدعي الوضع تصويب الاعوجاج الفاضح القائم على خريطة دار الوثائق القومية، والتي منها على سبيل الاستشهاد وليس الحصر، إلغاء مسئوليات المجلس الوطني للوثائق الوارد في تشريعات القانون الحاكم 1981 واللائحة التنفيذية السائدة 1982، واعتماد وسيلة التعاقد لموقع الأمين العام والكادر الأول المساعد بدلاً من الانتخاب المؤهل والتدرج الوظيفي والتي قد استقصدها المؤتمر الوطني ضمن منهج الاسترضاء والتمكين. 2. تتلخص إمكانيات الطرف الآخر في امتلاكها لمراكز البحوث ذات التوجهات المخابراتية الراسخة ووضع الإستراتيجيات الخادعة لخدمة الأغراض المنظورة تحت دعاوي الحقوق التاريخية والعروبة والجيرة الحسنة والصوت العالي والهرجلة، إلى جانب شراء الذمم وتجنيد الغواصات في أجسام الطرف المناوئ، ودونكم الأدبيات المختبئة بين حلقات التاريخ المُعَاصِر ومؤلفات المذكرات الشخصية عبر وادي النيل، ناهيكم من معالم التفوق الإستخباراتي، هل كان، يا أهل الخير والعقل، سبب احتلال المثلث (التوقيع على اتفاقية مياه النيل 1959 وتهجير أهالي الأرض والتآمر على اغتيال مبارك1995 ومرتباتها من مظاهر تمصير الأهالي). صاحب العقل يميز. أليس من الأولويات النظر في الأسباب؟؟ إذن يستوجب الإنتباهة اليوم قبل الغد إلي تصويب العيب الكامن بمُحَاسَبة الغواصات وإلى درء هوج الثيران على عنقريب العدة القائم بين ظهرانينا، وبالله التوفيق. [email protected]