*درجت الحكومات على التبرؤ من تصريحات بعض منسوبيها وإلقاء اللوم على حائط الصحافة والإعلام بدلاً من السعي لتلافي الأخطاء السياسية والتفيذية ووضع الحلول لها بدلاً من ترك الأوضاع تتفاقم تحت مظلة التصريحات التطمينية. *يحدث هذا في كثير من المواقع التنفيذية والخدمية‘ لكن المؤسف أن يحدث في مناطق النزاعات كما في دارفور وسط محاولات التعتيم وإطلاق التصريحات التطمينية والمعالجات الجزئية والتسويات الثنائية والفردية والترضيات الفوقية . *لن نعود إلى الماضي العامر بالأدلة التي تثبت ما ذهبت إليه‘ فالحكومة أدرى بالتداعيات المؤسفة التي حدثت في دارفور نتيجة للمعالجات الجزئية التي إستهدفت إقتسام السلطة والثروة. *لكننا نتحدث عن الأحداث المؤسفة التي حدثت الأيام الماضية في ولاية شرق دارفور‘ بعد أن إنتشر الخبر .. خرج علينا والي الولاية العقيد أمن أنس عمر محمد ليطمئننا بعودة الهدوء إلى الضعين بعد الهجوم المسلح على منزله وإحراقه. * البيان الذي صدر من الوالي أكد هجوم قوات مسلحة - وصفهم بالمتفلتين - على منزله وإحراقه وسيارة وقتل وإصابة 4 من حراس المنزل‘ وقال إن السبب يرجع لاشتباك بين مجموعة من العقارية ومجموعة من الرزيقات نجم عنه مقتل 15 مواطناً من الطرفين. *أوضح البيان أنه بعد دفن الموتى في نيالا عاصمة جنوب دارفور ذهبوا لأداء واجب العزاء في الضعين .. بعد ذلك حدثت الأحداث المؤسفة‘ وأضاف الوالي قائلاً : المشكلة حصرت في أضيق نطاق وأنها ليست صراعاً بين المعاليا والرزيقات .. وهذا هو الأهم - كما قال -. *ليس من مصلحة أي طرف نأجيج الفتن القبلية ليس فقط في دارفور وإنما في كل أنحاء السودان‘ لكن هذا لايعفينا من طرح السؤال الأهم ‘ لماذا تترك هذه النزاعات تحدث وتتفاقم دون الإنتباه لها ومعالجة أسبابها بدلاً من تركها تتفاقم بهذه الطريقة المؤسفة . *في اليوم التالي من بيان والي ولاية شرق دارفور أعلن في بيان اخر تمديد حالة الطوارئ وحظر التجوال من الساعة السابعة مساءًا وحتى الساعة السادسة صباحاً مما يعني أن الأوضاع في ولاية شرق دارفور لم تهدأ بعد .. في نفس الوقت أكدت مفوضية الإستفناء الإداري في دارفور إكتمال الإستعداد لنتيجة الإستفتاء الأيام القادمة. *مرة أخرى نقول إن التصريحات التطمينية لن تفلح في معالجة أسباب النزاعات في ظل إستمرار النهج القديم ومحاولة فرض الأمر الواقع بالقوة والإعتماد على أسلوب الترضيات والمخاصصة بدلاً من تصويب الجهود نحو الحل الشامل ليس في دارفور وحدها وإنما في كل أنحاء السودان. [email protected]