أخي وصديقي زين زين العابين حجاز أنعش ذاكرتي المنهكة بمقال وقصيدة في غاية الإمتاع ، أحببت أن تشاركون فيها كما تفضل وأشركني ، علما بأنه نشرها في صحيفة ألوان التي يكتب فيها يوميا ، زين العابدين " وأنا أسميه " زين إرشيف " وهو بالفعل إرشيف متحرك –أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية – " إرشيف من النوع التقيل " خاصة فيما يتعلق بالصور الفوتوغرافة ، وكثيرا ما فاجأني بذلك ، وهو مكسب كبير لصحيفة " ألوان " ، ومكسب كبير للسودان ، وأظن أن كانه السليم دار وثائق أبو سليم ، ن الزين من السودانيين الذين يحفظون عن صدق وتواضع وإخاص بعض المهم من ذاكرة الوطن ز زاملته بالأهلية الثانوية أم درمان ، مع نخبة من فطاحلة السودان اليوم ، منهم من قضى نحبه ومنهم من ما يزال بيننا يعطر سماءنا بأحلى وأمل الذكريات . في آحر خواطر له قال : كتب عبد الرحمن علي طه مع آخرين في بخت الرضا كتاباً عن الجغرافيا ليدرس في السنة الثالثة اولية سمي " سبل كسب العيش في السودان" وموضوعه زيارات حقيقية قام بها نفر من أساتذة بخت الرضا إلى مناطق شملت شمال وجنوب وشرق وغرب البلاد. وقد قام بهذه الرحلات مكي عباس والنور إبراهيم والشيخ مصطفى وعبد العزيز عمر الأمين وعبد الحكيم جميل وأحمد إبراهيم فزع وعبد الرحمن علي طه وعثمان محجوب ومستر ومسز جونسون سمث وسر الختم الخليفة. وقام بمهمة اختيار المادة وإخراج الكتاب في وضعه النهائي وترجمته وكتابته مرة ثانية إعداداً للطبع مستر قريفث وعبد الرحمن علي طه وأحمد إبراهيم فزع ومحمد مصطفى عبد الواحد. وقد قام المستر قريفث بوضع النظام العام للكتاب واختيار المادة وطريقة عرضها الأصدقاء و الأماكن التي تمت زيارتها : الصديق عبد الرحيم محمد الأمين/ القولد محمد القرشي الحسن/ ريرة سليمان محمد عثمان/ الجفيل محمد ود الفضل / كيلك / بابنوسة منقو زمبيري / يامبيو حاج طاهر علي / محمد قول أحمد محمد صالح / ود سلفاب إدريس إبراهيم / أم درمان عبد الحميد إبراهيم / عطبرة / بورتسودان قصيدة سبل كسب العيش في السودان المؤلف: عبد الرحمن علي طه فى القولد التقيت بالصديق أنعم به من فاضل ، صديقى خرجت أمشى معه للساقية ويا لها من ذكريات باقية فكم أكلت معه الكابيدا وكم سمعت آور أو ألودا *** ودعته والأهل والعشيرة ثم قصدت من هناك ريره نزلتها والقرشى مضيفى وكان ذاك فى أوان الصيف وجدته يسقى جموع الإبل من ماء بئر جره بالعجل *** ومن هناك قمت للجفيل ذات الهشاب النضر الجميل وكان سفري وقت الحصاد فسرت مع رفيقى للبلاد ومر بي فيها سليمان على مختلف المحصول بالحب إمتلا *** ومرةً بارحت دار أهلى لكي أزور صاحبى ابن الفضل ألفيته وأهله قد رحلوا من كيلك وفى الفضاء نزلوا فى بقعة تسمى بابنوسة حيث اتقوا ذبابة تعيسة *** ما زلت فى رحلاتي السعيدة حتى وصلت يا مبيو البعيدة منطقة غزيرة الاشجار لما بها من كثرة الأمطار قدم لى منقو طعام البفره وهو لذيذ كطعام الكسره *** وبعدها استمر بى رحيلى حتى نزلت فى محمد قول وجدت فيها صاحبي حاج طاهر وهو فتى بفن الصيد ماهر ذهبت معه مرةً للبحر وذقت ماء لا كماء النهر **** رحلت من قول لودْ سلفاب لألتقى بسابع الأصحاب وصلته والقطن فى الحقل نضر يروى من الخزان لا من المطر أعجبنى من أحمد التفكير فى كل ما يقوله الخبيرُ *** ولست أنسى بلدة أم درمان وما بها من كثرة السكان إذا مرّ بي إدريس فى المدينة ويا لها من فرصة ثمينة شاهدت أكداساً من البضائع وزمراً من مشتر وبائعْ *** وآخر الرحلات كانت أتبره حيث ركبت من هناك القاطره سرت بها فى سفر سعيد وكان سائقى عبد الحميد أُعجبت من تنفيذه الأوامر بدقة ليسلم المسافر *** كل له فى عيشه طريقة ما كنت عنها أعرف الحقيقة ولا أشك أن فى بلادى ما يستحق الدرس باجتهاد فإبشر إذن يا وطني المفدي بالسعي مني كي تنال المجدا [email protected]