بعد عشر سنوات الرئيس يضيق بإزدواجيه القرار فيخرج غاضبا ليقول (ريسين غرقوا المركب) ويطيح براس الترابى ..والبشير الذى ضاق بالازدواجيه يدخل العشريه الثانيه وفى ذمته زوجه ثانيه ورئاسة جمهوريه ومجلس وزراء ومؤتمر وطنى ...والبشير الذى يضيق بالازدواجيه يدخل العشريه الثانيه والجيش الواحد اصبح دفاع شعبى ومجاهدين ودبابين وسائحين وامم متحدة ويوناميد وجنجويد كمان ..والشرطة الموحدة صارت شعبية وعامة وابو طيرة ...والامن العام صار وطنى وشعبى ودعم سريع .. والرئيس الذى تاتيه تقارير التمرد فى الجنوب ويوقع على اوامر الحرب يخطى فى تصوره للحرب هناك ودوافع من يقاتلون هناك ..والرئيس الذى يقاتل الجنوب بجيوش متعددة وقاده مختلفين ينسي توحد الجنوب خلف حركة واحدة وقائد واحد يقاتل ويفاوض فى نيفاشا وحركات جنوبيه تدخل فى سلام مع الخرطوم لينالوا مناصب الدرجة التالته كنائب رئيس ووزراء للثروة الحيوانيه والسكة حديد واللعب ..والجنوبين يقاتلون ويفاوضون ويسالمون على قلب رجل واحد حتى يدخل البشير عشريته الثالثة فيجد ان السودان اصبح قطرين وان الجنوب اصبح دولة لها علم ونشيد ورئاسة جمهوريه ومجلس وزراء ووزارات سياديه وحزب وخمسمائة الف ميل مربع وان راية العمل الناعم والخشن اخذتها ليس حركة واحدة ولا قائد واحد بل حركات مسلحة وسلطة اقليمية ونائب رئيس ووزارات سياديه ومستشارين وحركات سلام ودعم دولى واقليمى وشعبى ....والبشير الذى اخطأ فى تصوره لحرب الجنوب يخطئ فى تصوره للحرب فى جبال النوبه وجبل مرة وجبال الانقسنا والنيل الازرق..فالجيش -بكل مسمياته وادواته-و الذى كان يقاتل الجنوبين بعقيدة دينيه يعجز الان فى القضاء على حركات الجبال ليس ذلك بسبب ضعفه او بسبب قوة الحركات بل لافتقاده للعقيدة القتاليه التى يشحن بها افراده...فعلى اى عقيدة يقاتل الجيش الان !! هل على عقيدة دينيه كما توهم فى حربه مع الجنوب ام حفاظا على التراب الوطنى كما اقسم عند تعينه؟ ثم اين هذا التراب الوطنى هل هو فى حلايب والقلابات والفشقه ام فى جبال النوبه والانقسنا وجبل مرة ؟ ام ان تراب الجبال مدنس ورجس وتراب حلايب والقشبة مقدس رغم قاذورات المصرين الاحباش ؟ ام ترى ان الجبال وحجارتها وناسها هم وقود النار التى عنتهم الايه الكريمة وظن سادة الخرطوم انهم النوبه والفونج والانقسنا والفور والزغاوة فقرروا ارسالهم الى جهنم وبئس المصير؟ والرئيس الذى تاتيه التقارير عن الحرب فى الجبال يخطى ايضا فى تقديراته وتصوراته وقراراته ..فدار فور ليست دارفور التى عمل فيها وهو ضابط صغير السن والرتبه وجبال النوبه ليست هى جبال النوبه التى اتى منها ليكون رئيسا للسودان..فدارفور الان هى الجيش وهى الامن وهى الشرطة وهى المستشفيات والجامعات والخدمه المدنيه والسوق والتجارة المشروعه والممنوعة ..ودارفور التى انضمت للسودان طواعية ليست فى حاجة ان تكون جزءا وذيلا فى السودان ان لم يكن لها الصدر والرياسه فى حكمه وادارته...والحكومة ليست فى حاجة لارسال جيشها لضرب اهل دارفور وجبال النوبه وتفعل ما فعلته فى الجنوب لمجرد انها تريد ان تحافظ على سلطانها فى الخرطوم ...فالذين يرسلون للقتال فى الانقسنا وجبل مرة وجبال النوبه ليسوا سوى ابناء الفور والنوبه فكل المكون القتالى للجيش (جنود وضباط صف وقلة من الضباط) هم من ابناء مناطق الدماء تلك ..وشيئا ما يقول ان البشير لن يجد يوما ما من يرسله لضرب اهل دارفور وجبال النوبه والانقسنا لان شيئا ما يقول ان من يصدرون القرار بعد الطوفان لن يكونوا سوى ابناء دارفور والنوبه والانقسنا وثلة من البجة ... [email protected]