حُزنٌ عالميٌّ رَانَ على قلوب كل الشعوب بنبأ رحيل الأسطورة الملاكمة الأمريكي محمد علي كلاي "أعظم ملاكم" في التاريخ، هزم سوني ليستون عام 1964 ليفوز بأول لقب عالمي له.. رحل كلاي إلى دار الخلود عن عمر يناهز 74 عاماً.. تاركاً خلفه سيرة عطرة وذكريات جميلة وعطاءً تفتخر به الإنسانية بصفة عامة والمسلمون والزنوج بصفة خاصة، كيف لا وهو الذي انتمى إلى حركة "أمة الإسلام" وهي ترمي إلى تحسين ظروف الأمريكيين من أصول أفريقية في جوانبها الروحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية. رَحَلَ كلاي الإنسان الذي عُرف بشغفه بالأدب وكتابة الشعر، وبلطافته وبردوده الطريفة. هكذا استطاع أن يفوز بحُب الناس، بل تجد نفسك مُجبراً على حُبه واحترامه.. نعم نَالَ مَحبّة الشعوب بإنسانيته وشخصيته المُكتنزة بالمعاني والقيم التي أكسبته لقب شَخصية عالمية في الدفاع عن حُقوق الإنسان. هو يسير على خُطى مارتن لوثر كينغ، في الدفاع عن الحُقوق، بل هو عَاشقٌ للسلم والسلام ودفع فاتورة ذلك عندما اتخذ قرراً تاريخياً بالاعتراض على حرب الولاياتالمتحدة على فيتنام، ورفض الالتحاق بالجيش الأمريكي، وسُحب منه بسبب ذلك لقبه العالمي، ورخصة الملاكمة، وتم إيقافه عن المُنازلات أربعة أعوام. تكفي لسرمدية محبته في القلوب كلمات رقيقة قالها حينما سُئل عن الخصال التي يتمنى أن يتذكّره الناس بها، قال أتمنى يتذكّرني الناس بأنني "الرجل الذي لم يبع شعبه أبداً، وإذا كان ذلك كثيراً علي، فاذكروا أنني كنت ملاكماً متميزاً، ولن أغضب إذا نسيتم كم كنت وسيماً". "ليس بعزيز أو غالٍ أن يُذكِّرك الناس بما تحب"، مثلك يا كلاي لا ينسى لأنّك تربّعت في سويداء القلوب، وكم أدخلت البهجة في النفوس بإنسانيتك، بمهاراتك الفنية وبُطُولاتك على حلبة الملاكمة وكم تَوشّح عُشّاقك ثوب الفخر والزهو بانتصاراتك، ويكفي عزاً كم أبهرت العالم عندما فزت باللقب العالمي للوزن الثقيل في الثاني والعشرين من عُمرك.. يكفي شرفاً هزيمتك في عام 1974 للملاكم القوي جورج فورمان لتتولى عرش الملاكمة في الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم بأسره. العُظماء في تاريخ الإنسانية لا يموتون، يرتحلون فتصعد أرواحهم إلى ربها، ويحتضن الثرى أجسادهم وتبقى تفاصيل حياتهم المُمتلئة بالعطاء والوفاء خالدةً في الناس.. وداعاً محمد على كلاي الأسطورة إلى جنات الخلود. التيار [email protected]