بعد مباراة طويلة مع الشلل الرعاش الذي أصيب به منذ العام 1984، غادر الملاكم العالمي محمد علي كلاي حلبة (الحياة) عن عمر ناهز الرابعة والسبعين، وهو ابن مدينة لويفيل بولاية كنتاكي الأمريكية، وقد ولد باسم كاسيوس مارسيلوس كلاي قبل اعتناقه الإسلام .. ويقال أن كلاي كان اسم العبودية المطلق عليه ويعني الطين باللغة الإنجليزية، وذاع صيت كلاي في الملاكمة، وقد حقق أرقاماً ظلت حديث العالم لسنوات طويلة، رغم اعتزالة اللعبة عام 1981 وقد كان عمره 39 عامًا. اعتناقه الإسلام كان إعتناق كلاي للإسلام، مثار حديث ففي عام 1964 وكان عمره لا يتجاوز 22 عاماً آنذاك استطاع إقصاء الملاكم سوني ليستون عن عرش الملاكمة، وبعد انتصاره أعلن اعتناق الإسلام وتغيير اسمه، وكان وراء تلك الحركة المفكر الإمريكي مالكوم إكس، وهو كان صديق مقرب وحميم لمحمد علي، لقد اعتنق الإسلام ولم تتأثر شعبيته وحب الناس إذ زادت، ويقال إنه أسلم على يدى شخص يدعى إليجاه محمد ولد في جورجيا، وأنه كان يحضر دروسه الدينية في مطلع الستينات. حياته الخاصة تزوج محمد علي أربع مرات ولديه سبع بنات وولدين، وكان زواجة الأول من صونجي روي في أغسطس 1964، وكانت اعتراضات روي على آداب الإسلام في ملابس المرأة ساهمت في طلاقهما في يناير 1966، ثم تزوج من بيلندا بويد في أغسطس 1967، التي أسلمت بعد الزواج، وأصبح اسمها خليلة ، وقد أنجبا مريم. 1968) ،جميلة وليبان (1970) ومحمد على الصغير (1972) وفي صيف عام 1977, انتهى الزواج الثاني لمحمد على وتزوج من فيرونيكا، وأنجبوا طفلة اسمها هناء، كما أنجبوا طفلة أخرى اسمها ليلى في ديسمبر 1977، لكن تم الطلاق بينهما في عام 1986. في نوفمبر 1986، تزوج محمد على يولندا علي، والدتاهما كانتا صديقتين مقربتين. كما أنها أنكرت ما أذيع أنه كان جليسها عندما كانت طفلة، وتبنوا طفلاً واحداً اسمه أسعد. رياضي بارع فاز كلاي ببطولة العالم للوزن الثقيل ثلاث مرات على مدى عشرين عاماً في 1964 و1974 و1978، وفي عام 1999 توج بلقب "رياضي القرن" كما حصل على نفس اللقب بعدما تفوق على العديد من الرياضين بما فيهم النجم الارجنتيني مارادونا، كان يصف نفسه بأنه "يطير كالفراشة ويلسع كالنحلة"،وهو صاحب أسرع وأقوى لكمة في العالم . جاءت بداية كلاي في عالم الملاكمة بمحض الصدفة حين كان في الثانية عشرة من عمره، وحقق عدة ألقاب على المستويين المحلي والوطني وهو دون ال18، ونال الميدالية الذهبية لأولمبياد روما الصيفية عام 1960 عن فئة وزن الخفيف الثقيل، وفي أكتوبر عام 1960 اتجه اللاعب إلى عالم الاحتراف، حيث خاض خلال السنوات الثلاث التالية 19 نزالاً فاز فيها جميعاً، من بينها 15 بالضربة القاضية، كما حقق المفاجأة في فبراير عام 1964 بهزيمته لبطل العالم في الملاكمة -آنذاك- سوني ليستون، وفاز بلقب بطولة العالم لملاكمة المحترفين للوزن الثقيل للمرة الأولى، مسجلا حينها رقماً قياسياً كأصغر ملاكم (22 عاما) يحقق لقب البطولة في هذا المضمار. كلاي في السودان روي السباح الشهير السلطان كيجاب في حوار صحفي قصة زيارة محمد علي للسودان مرتين علي التوالي في عهد الرئيس الراحل جعفر نميري، واحدة عند قيام المؤتمر الإسلامي بالخرطوم، وأقيمت مباراة خاصة به.. وهي المباراة التي جمعته بالملاكم العالمي ( فورمن ) ومنحه نميري سيارات الرئاسة، وأقام خمسة عشر يوماً زار من خلالها قبة الإمام المهدي، والتقى بالإمام أحمد عبدالرحمن المهدي في موكب كبير أهدى له أحمد المهدي سيفاً من السيوف الموجودة بقبة المهدي.. وزار أيضاً الشيخ يوسف ود بدر بمنطقة أم ضواً بان والشيخ عبدالباقي موقفه من حرب فيتنام في عام 1964 م رسب محمد علي في الاختبارات المؤهلة للالتحاق بالجيش لضعف مهاراته الكتابية واللغوية، وبعد عامين تمت مراجعة الاختبارات وصنف بأنه مؤهل، ولكنه أعلن أنه يرفض أن يخدم في جيش الولاياتالمتحدة، واعتبر نفسه معارضاً للحرب لأن بلاده كانت في حالة حرب مع فيتنام، وقال مقولة شهيرة : "هذه الحرب ضد تعاليم القرآن ، وإننا - كمسلمين - ليس من المفترض أن نخوض حروبًا إلا إذا كانت في سبيل الله ورسوله". وبسبب ذلك تم سحب اللقب منه في عام 1967 وكان في قمة انتصاراته في عالم الملاكمة، وعاد مرة أخرى عام 1970 في مباراة وصفت بأنها (مباراة القرن) ضد جو فريزر، حيث لم تسجل هزيمة لأي منهما في أي مباراة من قبل، وكانت مباراة من 3 جولات متفرقة فاز محمد علي باثنتين منها، وفي عام 1974 هزم محمد علي الملاكم القوي فورمان ليستعيد بذلك عرش الملاكمة في أمريكا والعالم بأسره. المواجهة في الغابة يبلغ رصيده 61 مباراة منها 56 إنتصاراً 37 بالضربة القاضية) و5 خسارات وتوج باللقب العالمي ثلاث مرات مختلفة