كل من شاهد رئيس وزراء الهند السيد/نارندا مودي و هو يخاطب في ذكاء شديد وتواضع الجلسة المشتركة لمجلسي الشيوخ و النواب و قد وقف من خلفه زعيم الحزب الحمهوري الشاب بول رايان و السيد/ رئيس مجلس الشيوخ و نائب الرئيس الأميركي ....-شرفٌ لا يتوفر إلا لقلة – قيادات متميزة تستحق الاحترام مثل السيد/مودي أو أشخاص لديهم التأثير علي صنع القرار في ولايات أميركا المتحدات مثل السيد/بنجامين نتنياهو، فقد وقف ذات الجمع منذ وقت ليس بالبعيد و هم يصفقون لبنجامين نتنياهو ! أشاد السيد/مودي بالديمقراطية الأمريكية العريقة و التي تمتد لأكثر من قرنين من الزمان و تتميز بنظام جيد يضمن وصول الأذكياء و المتميزون للقيادة و التي تضبط آدائها و تعيد للصف كل نعجة ضالة – مثلما يفعل الحزب الجمهوري الآن مع السيد/دونالد ترمب ! كان تأثير الضغط كبيراً و رأيناه يغير خطابه قليلاً و مظهره كثيراً ! لم ينسي السيد/مودي الاشارة لأكبر ديمقراطية علي الأرض ! و سكان الهند الذين زادوا علي المليار نسمة بربع المليار ! كما نوه إلي تضحيات الجنود الأمريكان من أجل العالم – خاصة في حربها ضد النازية و مشاركة الهنود في تلك المعارك و في كافة الجبهات. أبدي السيد/مودي إمتنانه للجامعات الأمريكية العريقة و المتميزة مثل جامعة كولومبيا و الذي كان لأحد خريجيها الفضل في صياغة الدستور الهندي و نقلاً من الدستور الأميركي الرائع .و أشار كذلك إلي دور تلك الجامعات في نهضة الهند العلمية و التكنولوجية ، خاصة برنامج الفضاء الهندي و الذي وجد سخرية من بعض الجهات ! مالِ الهند الفقيرة وتكلفة الفضاء الباهظة ؟ لقد نجح ذلك البرنامج و أفلح في مساعدة الهند في توفير الطعام لسكانها و في الملاحة و دراسات الموارد الطبيعية و في إدارة الكوارث . كان رئيس جمهورية الهند عالم صواريخ و كان مسلماً !السيد/ ابو الكلام .وهنا ذكر السيد /مودي وجود حوالي 30 مليون أميركي يمارسون اليوغا الهندية و جالية هندية بلغت 3 مليوناً من الأنفس . لقد مارست الهند حكمة الشرق بتسليم تسويق برنامج الفضاء لأميركا و قد ضمنت خيرها و تفادت شرها !لقد قرأتُ في مجلة فضاء أمريكية إشادة بأقمار الهند الصناعية المتميزة و ذات التقنية الأصيلة و الجيدة ! لقد أضحت أميركا أكبر سوق و أكبر معلنو مروج للتكنولوجيا الهندية.وقد إعترفت أميركا بورثة الهند لعرش الفضاء الأميركي ، خاصة في مجال مرئيات الأقمار الصناعية . وقف رئيس وزراء الهند بلباسه المتميز الفخور- وهو مما يلبس عامة الهنود و ليس كما يلبس بعض قرود إفريقيا من الحرير و الديباج المكلف و العوار!كانت للصادق المهدي رؤية في تطوير أزياء أهل السودان و لكنها رؤية ناقصة – تحتاج للقدوة و المثل و كما يقول الجيش " البيان بالعمل" لتكون ذات أثر و خطر ! وقف من خلف مودي زعيما مجلس النواب و الشيوخ- الشاب الفصيح بول رايان و نائب الرئيس الباهت و لا ندري لماذا لجأ أوباما لذات معايير حكام إفريقيا في إختيار نائبه ؟ لا ملامح و لا تأثير له ! يتابع العالم الآن زعيم الحزب الجمهوري السيد/رايان و هو يتحفظ في تأييد ترمب بالرغم من فوزه الكاسح علي عدد كبير من خصومه ! بدأ السيد /ترمب في إبداء تغيير طفيف في خطابه و كبير في مظهره ! من ميزات النظام الأميركي بأنه يُصحح مساره و يعيد الخراف أو النعاج الضالة غلي القطيع . أشار رئيس وزراء الهند إلي تناغم مجلسي الشيوخ و النواب كما في الهند ! وهنا جاءت الضحكات الذكية ! إذ السيد /مودي يقصد العكس تماماً ، فالحزبان متعارضان و متشاكسان. إن الديمقراطية كفيلة بانتخاب و فرز القيادات الذكية و الواعية – علينا أن نتعلم من تجربة الهند في الشرق و و لايات أميركا المتحدات في أقصي الغرب. علينا أن نبني أحزاباً قوية وجادة ، ذات أهداف محددة و واضحة و مصادر تمويل جيدة و علي الحكومة أن تساعد في ذلك- أنت قوي إذا ما صرعت خصماً قوياً ! نحتاج في هذا الوقت الحرج إلي قيادة ذكية و واعية – عندما ذكر السادات بأنه لا يستطيع أن يحارب أميركا ! كان يعني ما يقول و لكن صغار العقول في عالمنا سخروا منه و وصفوه بالجبن ! إننا نموتُ في اليوم 40 مرةً عندما نشاهد ما يحدث بالداخل و نقارن خارج الحدود- إننا مقدمون علي مرحلة خطيرة و لا أقول كارثة حقيقية .إن الأوضاع الحالية تشبه تماماً الحال خلال المهدية ! حكاية عرس يونس الدكيم لملكة إنجلترا – حلم أبي الدردوق لعرس القمر ! نحتاج لقيادات ملهمة تنبع من الشعب الذكي ،ىتُشير و تُستشار. [email protected]