توقفت كثيرا أمام مقوله الإمام الصادق الصديق عبد الرحمن المهدي التي سارت بها الركبان و التي قال فيها ، الفش غبينتو خرب مدينتو ، و هي مقوله تحمل في ظاهرها الحكمة و في باطنها تحمل أشياء أخرى كثيرة ، حتى كاد أن ينطبق عليها قول في ظاهرها الرحمة و في باطنها العذاب. الإمام الصادق الذي ورث العز و الجاه و المال من والدة السيد عبد الرحمن المهدي ، ذلك الشيخ الذي قطع آلاف الكيلومترات من أجل تقديم الولاء للملك البريطاني جورج السادس ، و الذي وقف ضد ثورة 1924 السودانية ضد المستعمر ، و الذي وقف ضد رغبة الإنجليز في سن قانون إلغاء مؤسسة الرق لأسباب أقل ما يمكن ان يقال عنها أنها أسباب مضحكة ، كل ذلك و يتناسى الإمام الصادق ان تكوين ذلك الغبن الذي يحذر من فشه قد ساهم فيه كثيرون منهم من هو من أقرب الناس اليه. فالغبينه لا تأتي من فراغ ، بل من فعل أو قول و في الغالب يتكرر و يتكرر حتى يسبب غبينة للشخص أو الأشخاص الذين يستهدفهم ذلك الفعل أو القول. كنا نتمنى أن يكون للسيد الصادق من اسمه نصيب و يواجه بشجاعة إرثه التاريخى ، و كما استفاد من العز و الجاه و المال الذى تركه السيد عبدالرحمن عليه أن يعتذر عن إرث السيد عبد الرحمن التى سببت جزء من الغبن الذي بسببه يحترق السودان الآن. وبدلا عن مقولته التى تحمل في باطنها عذاب التهديد بالخراب كنا نتوقع منه وهو في هذا العمر أن يتحلى بالشجاعة و التجرد الكافي ليقول شيئا يسهم في تطييب النفوس المغبونه ولا يزيد عليها مزيد من الغبن بأقوال من شاكلة البشير جلدنا و ما ح نجر فية الشوك. الإعتذار و المصالحة يمكن أن يفش الغبينة بصورة انجع من العنف فهل يملك الإمام السبعيني شجاعة الاعتذار لهذا الشعب المسكين ؟ [email protected]