لانشغالات كثيرة لم تسنح لنا الفرصة للكتابة ولكن كثرة المصائب التي أحاطت باهلنا فى جنوب كردفان احاطة السوار بالمعصم هذه (الابتلاءات) تجبرك على التعبير عن استيائك و سخطك لما يجري هنا وهناك من تزايد مضطرد لبعض الظواهر الغريبة و التي بدات تضاعف الضغوط على أهلنا في جنوب كردفان المضغوطين أصلاً بالحرب وآثارها والنزوح الأمر الذي صعب عليهم الحصول علي لقمة العيش الكريمة في الوقت الذي ضاقط فيه مساحات الرقعة الزراعية والرعوية وانعدم الأمن هذا من جهةً ومن جهة أخرى الارتفاع الجنوني لاسعاركل السلع لتصل حد تضاعف قيمة تذاكر السفر من العاصمة الخرطوم إلى عاصمة الولاية أو لأياً من مدن الولاية المختلفة أما أن ترسل ابنك أو ابنتك إلى الدراسة الجامعية حتى وإن كان ذلك الي جامعة الدلنج القريبة فهذا هو الغرق إلى حد الأنف في وحل المعاناة وشظف العيش وحذاري أن تحاول البحث عن العلاج خارج مظلة التأمين الصحي أو خارج مدينتك التي تعيش فيها بالولاية و إلا ستجد نفسك سابحاً في بحر من الديون هذا ان وجدت من تستدين منه احتياجك المالي.. صدق أو لا تصدق أنه و في مثل هذه الظروف القاسية التي يعيشها أهلنا في الولاية تجد من أبنائهم من يسعون لإقامة التجمعات والمهرجانات والورش في الخرطوم باسم الولاية بادعاء السعي لحلحلة مشاكلها او لوقف الحرب الدائرة فيها وهي اسطوانة مكررة كربونياً لسابقين وتراجيديا عرضت كثيراً وهي تحمل نفس التبريرات و السيناريوهات والإخراج مع اختلاف الممثلين وتبديل في الأدوار.... إن جنوب كردفان شبعت من كثرة مثل هذه الاحتفائيات التي ترصد لها الميزانيات المليونية ذات الارقام الخرافية والتي كان من الاصوب و الأجدى ان تصرف مثل هذه الأموال على التنمية حتى لو اقتصرت على قطاع الخدمات من (صحة وتعليم ومياه وكهرباء وطرق) أو في مجالات التنمية البشرية والاجتماعية والتدريب ورفع القدرات للشباب او الجوانب الاقتصادية . إن عقل مواطن جنوب كردفان يختزن الكثير من المؤتمرات والمهرجانات و الورش التي صاحبت أكثر من عشرة وإلى كنا وباستمرار نسمع فيها صخباً شديداً لطحناً ولا نرى دقيقاً اللهم الا شيئاً قليلاً من الاستثناء لبعض الإنجازات رغما عن عدم اكتمال العديد من تلك المنشئات وخير شاهد على ذلك بعض البني التحتية في داخل عاصمة الولاية كادوقلي . أن ما يجري الأعداد له الآن بالخرطوم من مهرجانات خطابية لما يسمي بشباب جنوب كردفان من أجل السلام يأتي على حساب أهلنا في الولاية والا فكم تبلغ الميزانية المقترحة لجميع اللجان وما هي الفوائد التي يمكن ان يجنيها مواطن الولاية من مثل هذه التظاهرات التي يتكسب من ورائها من اجادوا و ادمنوا لعب هذه الأدوار هنا في الخرطوم والبحث عنهم لن يجهدك كثيراً للوصول إليهم إن قضية جنوب كردفان تتعلق بدرجة كبيرة بالحرب وضرورة وقفها ومن ثم معالجة الأسباب التي أدت لاندلاعها ثم الالتفات لمعاش وامن وصحة وتعليم الناس وتحقيق حلمهم في حياة حرة كريمة وهاهو الآن رئيس الحكومة يعلن وقف إطلاق النار ولمدة أربعة أشهر وهي فترة يمكن ان يستفاد منها لحل كل مشكلات الولاية وغيرها. إذن لا فائدة من إقامة مثل هذا الكرنفالات التي لاتقدم بل تؤخر و الافضل تحويل ميزانيتها إلى التنمبة كصيانة شارع الزلط الرابط بين الأبيض كادوقلي أو الشارع الرابط بين العباسية و أبوجبيهه أو الرهد ابوكرشولا بدلاً عن دفعها نثريات و حوافز وايجار قاعات و سيارات..الخ ولكن ستظل المهرجانات الحقيقية هي التي تأتي عقب وقف الحرب و إصلاح ماخربته لتأتي المهرجانات كثمرة للسلام والإخاء والتعايش و وقتها فقط يمكن ان يسعد الجميع وإلا ستظل أموال الولاية ستصرف على من لا يستحقونها.