بسييب ...بيييبيب .ييييييييب انطلقت الصافرة منغمة وطويلة ومزعجة في ان واحد ..... طل وطيب كانتا اول من هرع باتجاهها .... طيب من شدة استعجالها ارتدت فردة حذاء فرب الباب ...وحملت الاخري في يدها وانطلقت ... ايس كريم فان.... عربة المثلجات (باللغة العربية الفصحي).... توقفت في قلب المساحة الخضراء في مكان سكننا الذي يحوي بيوت تلاصقن كاحجار الشطرنج...... تراءت لي صورا احفظها في خزانة ذاكرتي ...اخرجها كل حين لاخذ منها نفس املا به صدري الذي كواه البعد واضناه ليل غربة لايطل في افقه صباح ... رايتني واخواتي ومعنا اطفال كثر تحلقنا حول حافظة الداندرمة التي زهت بالوان ثلوجها المختلفات كركدي وعرديب وقنقليز...وماادراك مالقونقليز حين يصير داندرمة.. وماادراك مالايام التي هي بطعم القونقليز..بياضا وحلاوة ونعومة ...اتعشقها واحن اليها حنين مرضان السنين لشيء من هبوب العافية .... انتزعني ضجيج الصبية والفتيات واهلهم الذين صاحبوهم الي حيث يقف( الفان) وصاحبه الذي يبدو انه في نهايات العقد السابع بوجهه الضاحك .. بنطاله كاكي حائل اللون ابو حمالات معقودات علي قمة التي شيرت المرهوب بفعل الزمن ...اشيب ملتح مفتر الثغر كتير الكلام ...تضاحك مع العيال من بعيد لبعيد ورغم ان احدهم قد عرض عليه (حضنا) بعد ان سال والدته ... اباهو الشيخ واستعاض عنه بتربيته علي ظهر الصبي الذي وقفت امه بقربه لترقبه في حواره مع الرجل .... دعوت بنتي للدخول ....رجعتا وهما محملتان بالايس كريم ...وجلست معهما انتظر قدوم الزائرة الصحية health visitor .... اتت السيدة وكانت حريصة علي تواجدي اثناء الزيارة ...كانت في قمة اللطف والاهتمام مع فليل من التواصل(الجسدي) مع اطفالي الا ماتدعيه الضرورة وتحكمه المهنية.. وبعد ان قضت مهمتها انصرفت لحال سبيلها ...واغلقت من خلفها بابي لتصافح ناظري بعض الصور الفوتوغرافية التي التقطت خلال الاشهر القليلة الماضية التي اخرجتها بيبا من صندوق صورها الذي تحتفظ به في سحارة صغيرة في غرفة نومها لتري الزائرة الصحية كيف امضت الستة اشهر الماضيات ...كان من بينهم صورة لها مع بابا نويل اثناء احتفالات المدرسة باعياد الميلاد المجيد ...من تنكر في هذا الزي ومعه سيدة اخري في رداء احمر لاحظت انهما لم يجلسا اي طفل علي ركبتيهما ولم يقوما باحتضان الاطفال ولا تقبيلهم كان الطفل يقف في المنتصف وهما معه فقط في الصورة ..... جلست لافكر قليلا في الذي يحدث من حولي هنا ...الشيخ الذي يبيع الايس كريم ...الزائرة الصحية ....بابا نويل الذي ياتي مع احتفال ديني... كلهم فعلوا نفس التصرف ...كانوا لطفاء ومهزارين ورقيقين جدا مع الاطفال من غير اي تواصل حسي يذكر بالرغم من تواجد اهاليهم معهم ...واستطاعوا ان يقوموا بدورهم كما ينبغي ... نظرت الي هاتفي المحمول الذي ضجت وسائل التواصل الاجتماعي فيه من فيس بوك وواتساب بصور لمغتصب وقاتل الطفلة البريئة صاحبة الاربعة اعوام ....وتبعتها صور لطفلة اخري وجدت داخل بئر سايفون وهي لم تكمل عامها الثالث وتم اغتصابها ايضا بواسطة ابن عم والدتها ...رسائل تردني في الخاص تستغيث وتطلب المساعدة وتسال ماهي عقبات هذا وكيف يمكن التقليل من مالات هذا الامر وان صغارهم قد تعرضوا لمشاكل شبيهة بذلك . ليتني الوك كبدهم ... دمع قلبي وخاصة انتي ام بنات ايضا ...ولاني من نفس بيئة هؤلاء الوحوش وخلفيتهم الاجتماعية واعرف التكوين النفسي والمجتمعي لاهل هذة البلاد الطيبات التي تتعامل بشيء من حسن النية وتفترض اعتدال السلوك وسلامة الطوية من الاهل والاصدقاء والمعارف ...تتعامل بقدسية لا مكان لها مع بعض الاشخاص بافتراض سنهم المتقدم او وظائفهم او مكانتهم الاجتماعية...الكبار في السن .. رجال الدين والمعلمين والاطباء وغيرهم ممن يكون لهم كلمة علي من يكون في حوجة لخدماتهم ....القنوات تكون مفتوحة والصلاحيات تمنح لهم من غير مراقبة ...ومن غير مراجعة بافتراض انهم منزهين عن الخطا ولا يمكن ان يبدر منهم سلوك متفسخ ... وهذا خطا .... وخطا بين وكبير ..كل يوم الناس تصحو علي كارثة يكون مرتكبوها من ذوي قربتك .... شيخ خلوة اودعته وااتمنته صغيرك .... فكي طلب منه معالجة امراة مسحورة ولا معمول ليها عمل ... استاذ مدرسة استطاع ان يستغل منصبه لتحقيق رغباته المريضة .... طبيب استغل خلوته مع مريض /ة لاغراض تتنافي تماما مع قسم اقسمه ذات يوم .... الاخوة المصريون يقولون (حرص وماتخونش).... شيء من الحرص علي هؤلاء الصغار لايضير ولا يجعلنا نعض اصبع الندم علي تفريطنا وسذاجتنا وثقتنا التي تمنح من طرف لمن يستحق ولمن لايستحق ومااصعب التعرف علي من يستحق ...فالمتحرشون بالاطفال Paedophiles هم اشخاص معروفين للاطفال وموضع ثقتهم في الغالب الاعم ... البيدوفيليا مرض والامراض لا موطن لها ...لا علاقة لها باخلاق ولا عادات ولا اديان هذة المجتمعات .... هؤلاء الصغار امانة عندنا نسال عنها عندما نرد الي عالم الغيب والشهادة ...هم اضعف واقل قدرة علي حماية انفسهم ... ليس من المهم ان تبتاع لهم الغالي والنفيس ولا ان تاخذهم في رحلات الي بلاد زاهيات ولا ان تخلق لهم عوالم ملونة ....الاهم ان تضمن لهم سلامتهم النفسية ومعالم مستقبل قطعا سيتاثر عند حدوث طامة كبري كهذي فمن تقع عليه (كارثة) مثل هذة سيظل يحمل ندوبها مابقي من عمره في داخله الطري وتشكل وجدانه بكل صديدها وقيحها الذي لن يجدي معه شيء ... و لن تفلح معه اساليب التداوي تماما وان كثرت ... لا خير فينا ان لم نقلها كل سنة وانتو طيبين تماضر الحسن طبيبة بريطانيا [email protected]