في الليلة الأخيرة لخدمة أحد حكام المناطق الإنجليز .. اقام له أحد خلصائة من أعيان المنطقة حفل عشاء في داره ..فقال الرجل المغادر لصاحب الدار وهو يهم بالخروج .. ماذا تريدني أن أهديك نظير صداقتنا قبل أن أرحل عن بلادكم غداً؟ قال الرجل للحاكم .. لا شيء .. فقط وعندما تعتلي ظهر الوابور وأنت تلوح لمودعيك من أعلى نقطة ..نادني وأهمس في أذني.بأي كلام ..قول أحبك قول .. أحبك اه ..على راي اسماعيل حسن ومحمد وردي ! ومنذ ذلك اليوم والرجل أصبح الآمر والناهي بين قومه ..فإذا إجتمع مجلس للعقد والحل فهو على رأسه .. كيف؟ ..لا أحد يعلم ..! وإن راقت له قطعة أرض زراعية أو سكنية أو سمها ما شئت فإن صك ملكيتها .. هي تلك الهمسة التي حيرت الناس فيما جناه الرجل من جاه وسلطان بعد رحيل صاحبه الخواجة .. وقد تمنى له سفرا سعيدا ً ولو كان يعلم بأن مستعمرا جديدا ينتظر السودان بعد ذلك وبصورة أسوأ من استعمار الأجنبي لقال له .. وعودا حميدا كما يفعل الكثيرون من الذين عاودهم الحنين لهمسة الخواجة ! أخونا اليسع عثمان لم يكن في حاجة لذلك الذكاء ليملك المحلات والأراضي و كل نواصي التمكين .. فقط دخل على الخواجة الكبير رافعا سبابته مكبراً و من ثم شد شاربه النابت لتوه راهنا إياه ومقسما بكذبة وهزال المشروع الحضاري .. أن من ياتيه برأس ( أوكامبو ) حيا أو ميتا .. له مائة الف من إبل دولاراته التي لم يكن حتى ذلك الحين قد ملك حبالها في مناخ جاكسون ! الآن الرهان بات بين شارب الشاب اليسع و صاحب الإسم و ( الشنب العسكريالأصيل) السيد المعتمد الذي برمه محدجا في وجه رئيس إتحاد الشباب السابق .. وقد تواترت عليه النعمة الزائلة جراء ذلك الهتاف الذي لم يكن همسة في أذن الخواجة عكس عمنا الذي كسب ما أقتني من أملاك وأغتنى بالمال باعتصار ذكائه الوقاد ! ويبقى السؤال الذي نرسله في شكل همسة قريباً من شنب المعتمد .. أي الشاربين سيكسب الرهان ..شارب اليسع التنظيمي .. أم شنب المعتمد الضابط النظامي ... ؟ قولوا إنتو بقى .. مش إنتو الحكومة .. ونحن حانعرف أكثر من الحكومة على راي عادل إمام الشاهد الذي ماشافش حاجة .. ونحن في زمان راى ميتوه كل حاجة بينما الأحياء ينكرون كل حاجة مش حاجة غريبة ! [email protected]