الفيس الذي نعنيه هو الفيسبوك، أحد أبرز مواقع التواصل الاجتماعي، الذي اعتاد مستخدموه اختصاره إلى (الفيس) مثلما اختصروا الواتس اب إلى (الواتس)، فقد كانت الغراء (المجهر السياسي) أوردت مطلع الأسبوع الجاري خبراً يُقرأ (أنه بات في إمكان مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر وفيسبوك" التواصل إلكترونياً مع رئيس الجمهورية "عمر البشير"، وذلك في إطار خطة إعلامية للمكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية لتعزيز شعبية "البشير". وكشفت معلومات تحصلت عليها "المجهر"، عن أن الرئيس "عمر البشير" سيطلق أول تغريدة عبر حسابه الخاص بخلاف الحساب الرسمي لمؤسسة رئاسة الجمهورية في شهر سبتمبر المقبل. وأشارت المصادر إلى أن الحسابات الرئاسية في المواقع الإلكترونية صُممت بالفعل وسيعلن عنها لاحقاً، لكن لم تكشف عن عبارات التغريدة الأولى التي سيكتبها الرئيس "عمر البشير).. ذاك كان خبر المجهر الذي انهالت عليه تعليقات كثيفة ومتباينة، منهم المرحب والمشيد بالخطوة، ومنهم الذي اعتبر وجود الرئيس على الفيس وتويتر يوفر فرصة لإفراغ ما يعتمل في صدورهم من غبائن، ومنهم من عدها سانحة لابد من اغتنامها لوضع ظلامته مباشرة أمام الرئيس، دون أن يعترضها حرس أو تحول دونها سكرتارية أو مراسم، ومن التعليقات ما ذهب إلى وصف الخطوة بأنها لا تستحق مجرد التنويه بها، باعتبار أن الكثير من الرؤساء والقادة لديهم صفحات على العديد من المواقع منذ سنوات، ومنهم من تساءل عن لماذا الآن وليس قبله، ومنهم من قال لماذا سبتمبر وليس هذا الشهر أو الذي يليه.. على كل حال، ليس سبتمبر الموعد المضروب لإطلاق أول تغريدة للرئيس ببعيد، وما على كل (الفسباكة) و(التويتريين) سوى الانتظار لمعرفة كيف ستدار صفحة الرئيس وتغريداته، هل ستكون حرة طليقة أم أن حراس البوابات سيكتمون عليها ويعملون فيها مقصات الرقابة القبلية، والخوف هنا من الملكيين أكثر من الملك، فالرئيس على الأقل كان قد قال عن مواقع التواصل (لولا نكات ال(واتس آب) لكان الواحد انفجر). وبهذا القول كأنما أراد الرئيس أن يشير إلى واحدة من أكثر ميزات هذه المواقع التي تعد أكثر وسائل التواصل الاجتماعي انتشارًا بين السودانيين، وخاصة فئة الشباب، وما يتبادلونه فيما بينهم في فضائها من نكات وقصص يروحون بها عن أنفسهم في ظل الضغوط الحياتية الكثيرة المتراكمة عليهم. ويبدو أن الرئيس وفقاً لمقولته هذه يتفهم ضرورة ترك الناس ينفثون عن غضبهم وضيقهم ويخرجون من صدورهم الهواء الساخن المحتبس داخلها، طالما أن نشاط المفسبكين والموتسبين لم يخرج عن نطاق الفضاء الافتراضي الذي يدور فيه، وينتقل إلى الشوارع عبر تظاهرات غاضبة... [email protected]