*اقرأ معي بتمعن هذه الكلمات .. *اقرأها لتُفاجأ بشيء غريب عند فراغنا منها.. *تقول العبارة الأولى منها : *(من لا يقبل نتيجة التنافس الحر يعتبر من الذين ينزعون نحو فرض رأيهم وتقديس أنفسهم).. *كلام جميل ، والأجمل منه ما يلي : *(ينزعون نحو الطغيان على الآخرين، وتسفيه توجهاتهم، وعدم احترام قراراتهم).. *ثم يتواصل فيض الجمال : *(كما لو أن هذه الحياة قد أودعت أشرعتها ومقودها لديهم ، ليوجهوها حيث شاءوا).. *ونختم بعبارة (آخر حلاوة) : *(وهم بهذا الفهم قد وطنوا للظلم ، وخصصوا له مكاناً في قلوبهم).. *والآن قد تتساءل عن صاحب هذا الكلام الرائع.. *أهو قيادي بحزب أردوغان إثر محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا؟.. *أهو معارض سوداني يهاجم الإنقاذ؟.. *أهو مفكر ديمقراطي يكتب بألم عن مساوئ الشمولية؟.. *لا هذا ولا ذاك عزيزي القارئ (الحالم).. *إنه رمز من رموز النظام الحالي الذي انقلب على (الديمقراطية).. *بل هو واحد من أشدهم شراسة في الدفاع عنه.. *وأطولهم لساناً في الهجوم على معارضيه.. *إنه صديقي (الخبير الاستراتيجي) ربيع عبد العاطي.. *ولا أتحرج من قول (صديقي) لأنني أميز بين العام والشخصي.. *فهي ثورة (ربيع عبد العاطي) لا (الربيع العربي).. *ولنتذكر حديثنا البارحة عن الكليات والجزئيات.. *فالمنهج (الكلي) حين يكون صحيحاً تنصلح (الجزئيات).. *أما محاولة إصلاح الجزئيات تحت مظلة كلية باطلة فهي صرخة في فلاة.. *فلابد من الديمقراطية (أولاً) وقبل كل شيء.. *فهي العاصم (السياسي) من الذي يشتكي منه السيد ربيع.. *هي التي تعصمنا من القهر والطغيان والاستبداد.. *تعصمنا من منهج (وهم بهذا الفهم قد وطنوا للظلم !!).. *وعلى أية حال هو نهج (جديد) لربيع يستحق منا الإشادة.. *نهج ممارسة النقد الذاتي مهما يكن موجعاً.. *وربما يفسره البعض بأنه محض غضب لعدم مكافأته بمنصب يليق به.. *وأعني بعد طول دفاعه عن الإنقاذ (عمال على بطال).. *ولكم ما يهمنا هنا هو ظاهر ما يقوله ربيع لا الذي يضمره.. *والظاهر يقول إنه يريد الإصلاح.. *يريد تحولاً يُعلى فيه من شأن الحريات.. *يريد وضع حد لظاهرة العيش في وهم (الحكم على طول) مهما كانت السلبيات.. *هو مثل وهم المعارضة في (الثورة) الذي ننتقده.. *فالمعارضة (كلياتها) باطلة من قمتها ، من كبارها ، من رموزها.. *فهي لا تفهم الديمقراطية إلا على أنها ذريعة لإزاحة النظام.. *أما بداخلها فهي تحتاج لمثل (ثورة ربيع).. *واسألوا (وريثة الزعيم !!!). الصيحة