بسم الله الرحمن الرحيم نعم انه اتقلاب ونعم انها مسرحية.... انقلاب لآنه حدث فعلا ومسرحية لآن ما حدث بعدها غريب!! الحالة التي كانت تعيش فيها تركيا كانت تنبئ بحدوث تحرك ما خاصة ان المعارضة تشكل 40 في المائة من الشعب بمعنى ان ما يقوم به الرئيس رجب طيب اردوغان كان محسوبا ممن لا يتفقون معه . ان اليد القاسية التي ضرب بها اردوغان اعدائه زادت من الاستياء الذي تزامن مع ضرب الصحفيين والقضاة والقوات النظامية اضافة الى تدخله في الدول المجاورة والضربات المؤلمة التي تلقتها تركيا من داعش صديق الامس وعدو اليوم. الانقلاب كان فطيرا ويبدو ان السلطات كانت تتوقع تحركا من مجموعة معينة وانها اعدت عدتها لذلك ومهدت لهم التحرك وجهزت من يواليها من الجيش ومن المليشيات الاسلامية .... ورغم ان ساعة الصفر لم تكن معروفة فان جهاز الاستخبارات كان جاهزا للتحرك.... وهكذا فشل الانقلاب . الشئ الغريب ان هذا الاستسلام السريع لمنفذي الانقلاب ورميهم لآسلحتهم والاستجابة لكل اهانات مليشيات الاسلاميين والجري بأقصى سرعة هربا الى الشوارع يشكل علامة استفهام فما من شخص يحمل السلاح ويعرف ان مصيره العقوبة الرادعة او الموت يستسلم بهذه السرعة .والسؤال هو هل سيقبل الجيش البالغ عدده نصف مليون ضابط وجندي, هل سيقبل بهذه الاهانات ام انه سيستسلم للامر الواقع ومن ثم سيتم القضاء على كل الجيش وادخال مليشيات الاخوان الى الجيش تماما كما حدث في السودان من قبل؟. الاغرب هو الكشوفات الجاهزة للقضاء على معارضي اردوغان من القضاة فبعد فشل الانقلاب بست ساعات يحال 2700 قاضي الى المعاش. وهكذا تم اسكات العدالة ومن قبلها الصحفيين واهل الاعلام . لقد ادانت المعارضة بجميع فصائلها الانقلاب العسكري ولكن اردوغان يصم اذنيه عن ذلك وها هو قد بدأ في قص جناح المعارضين. كسب اردوغان هذه الجولة بجدارة ولكن الشعب التركي شعب صعب وعنيف فهل ستسيل مزيدا من الدماء ام ان مصلحة العالم في هذه الايام تتطلب وتدعم وجود اردوغان ؟. ........ الايام حُبلى هاشم ابورنات [email protected]