أغلب الدول في العالم وجدت الحل المثالي للتخلص من النفايات وصنعت لنفسها بيئة صحية نظيفة وجميلة إلا السودان؛ ما زالت تشكل له هاجساً كبيراً، أكثر من ربع قرن وحكومة المؤتمر الوطني تدور في فلك النفايات، تعقد المؤتمرات وتستقطب الشركات وتهدر أموالاً طائلة جداً دون أن تحقق شيئاً ملموساً؛ بل تزداد الخرطوم غرقاً في الأوساخ حتى صنفت من أوسخ العواصم في العالم. ما صرف على معالجة هذه المشكلة يمكنه أن يجعل السودان واحداً من أميز الدول في هذا المجال، إذا ليس هناك سبب يجعل الخرطوم أوسخ العواصم في الدنيا غير فشل هؤلاء المسؤولين في إدارة المشكلة، فقضية النفايات والبيئة عموماً تدار بمنتهى الفوضى وعدم المسؤولية؛ وإليكم بعض من حقائق الصرف على نظافة الخرطوم من عهد المتعافي وحتى عبد الرحيم. د. عبد الرحمن الخضر عندما عين والياً على الخرطوم أعلن في العديد من المحافل عدم رضاه عن مشروع النظافة وقال إن الوالي السابق د. عبد الحليم المتعافي صرف ما يعادل(18) مليون دولار في العامين (2001م 2002م) لتأسيس المشروع، مبيناً أن عدد الآليات العاملة في المشروع في ذلك الوقت يبلغ (370) آلية، بجانب (143) آلية جديدة تم إدخالها إضافة إلى (45) ترلة و(20) جرارًا لضمان استقرار المشروع. في العام 2014 دشنت حكومة ولاية الخرطوم، آليات جديدة لدرء الكوارث وتصريف مياه السيول والأمطار ودعم أسطول النظافة بشراكة مع مجموعة القحطاني السعودية. وقدرت الولاية قيمة الآليات الجديدة البالغ عددها 105 من الآليات الثقيلة بحوالي 130 مليار جنيه سوداني، وقتها قال والي الخرطوم د.عبد الرحمن الخضر، إن الآليات الثقيلة ستعزز قدرات وزارة البنى التحتية والمواصلات ومحليات الخرطوم السبع. . في العام الماضي قدمت حكومة اليابان منحة تكلفتها 18 مليون دولار لتحسين نظم تشغيل النظافة المختلفة؛ والتى تم تدشينها في شهر فبراير 2016 اشتمل الدعم على آليات متطورة لنقل النفايات وورشة متكاملة للتدريب. العام الماضي؛ اللواء عمر نمر عندما عين رئيساً للمجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية؛ قال: لابد من حلول مؤقتة وحلول طويلة الأجل؛ ونحن بصدد شراء أسطول جديد ناقل للنفايات من شركة سعودية وشركة هندية. والجزء الآخر من المنحة اليابانية التي وفرت 100 آلية بقيمة 15 مليون دولار و2 مليون دولار دعم لتأهيل وصيانة العربات. والمنحة اليابانية ستسهم في جمع كمية كبيرة من النفايات بالولاية بصورة يومية، وسيتم فرزها بطريقة علمية وهي شاملة لكل مراحل النظافة. مع قدوم الوالي عبد الرحيم محمد حسين قام بتكوين لجنة عاجلة برئاسة أ.د. مأمون حميدة وزير الصحة بالولاية لإعادة النظر في كل أوضاع النظافة من حيث الإدارة والنظم والقوانين والآليات وتبعية المشروع والخروج بمعالجات ورؤية شاملة، في شهر أكتوبر الماضي أقر مأمون حميدة بفشل مشروع النظافة وأرجع أسبابه لتداخل الاختصاصات والقوانين والترهل الوظيفي بالمحليات، ولفت إلى وجود(8) آلاف عامل بمشروع النظافة، واعتبره عدداً مهولاً، وأقرّ بضعف حوافز العاملين مقارنة بالإداريين مع الاختلال في الاستفادة من الموارد. آخر أخبار نظافة الخرطوم رئيس مجلس البيئة والتنمية الحضرية عمر نمر يبشرنا باقتراب وصول شركات نظافة (مقتدرة) للعمل في نظافة الخرطوم، وهي أيضاً لن تنجح وستهدر ملايين الدولارات بلا طائل مع أن هناك مبادرات وطنية يمكنها أن تحل مشكلة النفايات جذرياً ولكنها لا تجد الفرصة. إن أردنا خرطوماً نظيفة يجب أن ننظفها من هؤلاء المسؤولين أولاً. التيار