طالعتنا صحيفة آخر لحظة في عددها الصادر بتاريخ 18 يوليو بعنوان مانشيت رئيسي يقول (ازمة داخل وزارة بالخرطوم بسبب نفقات شهر عسل الوزير) ، ولقد ورد في تفاصيل الخبر: (حصلت (آخر لحظة) على خطاب رسمي صادر من وزارة التنمية البشرية والعمل بولاية الخرطوم معنون إلى فندق فخم بالخرطوم ، تقدم من خلاله المدير العام المكلف بالوزارة د.عبد الرحيم محمد أحمد بطلب مده بفاتورة إقامة وزير التنمية أسامه حسونة بالفندق الذي يمضي فيه إجازة زواجه في الفترة من السبت السابع من يوليو الجاري وحتى الخميس منه، وعلمت الصحيفة أن الخطوة أحدثت أزمة بالوزارة عقب رفض مدير الإدارة المالية بالوزارة استخراج الشيك، بعد مد الفندق للوزارة بتكلفة (أيام عسل الوزير)، بينما أصر مدير عام الوزارة على استخراج الشيك، في وقت أبدى عدد من الموظفين بالوزارة احتجاجهم على الأمر، سيما وأن قيادة الوزارة لم توفِ بالتزامات العاملين خلال شهر رمضان المنصرم. وتشير الصحيفة إلى أن الوزارة شهدت صراعات عنيفة في الآونة الأخيرة بين الوزير حسونة ومدير عام الوزارة، د.عبد العاطي محمد خير حول أموال التسيير مما دفع الأخير للدخول في إجازة). وبصراحة أنا الوم وبشدة الصحيفة التي أثارت هذا الموضوع واخرجته الى العلن بعد أن كان غمتي ومضارى تحت تحت بين مكتب المدير العام المكلف بالوزارة ومكتب مدير الإدارة المالية بنفس الوزارة. ذلك لأنه يبدو ان سعادة الوزير الهمام قد كان قافلا بصفة أساسية على "الختة" لتسديد نفقات شهر عسله ، ولما خستك موضوع الختة-أي صار موضوعا مخستكا- لم يعد لسعادته ما يكفي من مال لمقابلة نفقات شهر عسله حماه الله من بصله والزفت البيكون لابد ليهو تحت ... ولقد حاول سعادته الاستعانة مش بصديق واحد وانما بعدة اصدقاء ، ولكن يبدو أن جميعهم لا ينطبق عليهم المثل الشهير والقائل بأن "صديقك البطل ينجدك يوم العسل" .. وعليه فلقد وجد سعادته نفسه في وضع لا يحسد عليه البتة ، فهو بوضعه الدستوري و الاجتماعي الفخيم لابد وأن يتوج مراسم زواجه بشهر من العسل الزلال وهذا أمر شائع و متاح حتى لمن دونه في المركز والمقام ، فما بالكم بوزير حتة واحدة كدة يهز و يرز .. ولعل هذا الوزير في غاية الزهد و التواضع ، اذ كان يمكنه السفر خارج البلاد ليُعسٍل في احدى المنتجعات الأوربية أو الآسوية ، بل أقلاها أن ذهب متعسلا في أديس أو أسمرة ، وبهذا يحمد له أن رضي بالعسل الداخلي تقديرا منه للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد ، لتأتي فاتورة عسله بالعملة المحلية بدلا عن العملة الصعبة ... ولا شك أن احساس سعادة الوزير بمسئولية التكليف ، هو الأمر الذي حتم عليه أن يعسل بعاصمة البلاد منعا لحدوث أية فراغ دستوري بوزارته ، ويشهد العاملون بفندق عسله كيف أن ساعي الوزارة كان يتردد يوميا على الفندق ، حاملا معه المعاملات الرسمية للبت فيها من قبل الوزير الهمام .. يعني الموضوع برمته لا يعدو عن كون انه عسل عمل ، وليس عسل رايق مصفى كما ظن البعض ... عشان كدة بطلوا حسد يا جماعة .. وجزاكم الله خير !!!! د. محمد ابراهيم قرض [email protected]