"بناء الدولة وفق الأسس العلمية".. كامل إدريس يدعو أساتذة الجامعات للاسهام في نهضة البلاد وتنميتها    الجيش السوداني: كادوقلي تصد هجوم متمردي الحركة الشعبية    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    مونديال الأندية.. فرصة مبابي الأخيرة في سباق الكرة الذهبية    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    أكثر من 8 الاف طالب وطالبة يجلسون لامتحانات الشهادة الابتدائية بسنار    كيف تغلغلت إسرائيل في الداخل الإيراني ؟!    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    أردوغان: الهجوم الإسرائيلي على إيران له أهداف خبيثة    المتّهم الخطير اعترف..السلطات في السودان تكشف خيوط الجريمة الغامضة    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يا علي الكنين ... حتى الغنماية لمن تموت يحزن اهل البيت !
نشر في الراكوبة يوم 26 - 07 - 2016

يذهب المناضل والمفكرالشفيع من الحزب الشيوعي السوداني مرغما او طائعا ولا تبدي انت نوعا من الالم والحزن علي ذهاب مناضل وهب الحزب كل حياته . لقد كان الشفيع بأدبه وعلمة وسعة صدره والكاريزما ،خير من يمثل الشيوعي . والآن يرقص البعض طربا ل ,, طرده ,, لقد وجد الكاتب فؤاد مطر جوابا علي عنوان كتابه .... الحزب الشيوعي السوداني نحروه ام انتحر. انكم تنحرون الحزب . ان اللؤم والحقد يمارس ضد من اختلف مع الحزب . ويمارس اغتيال الشخصية والاقصاء والمعاداة . وينسى الجميع الرفقة والزمالة والنضال والتضحيات الخ ، لماذا ؟
اول مرة اقابل الاستاد مكي عبد القادر طيب الله ثراه كانت في منتصف الثمانينا في دار جريدة الميدان . وكنت اريد ان آخذ معي نسخ من الجريدة منذ اصدارها بعد انهيارمايو . وتبسطنا في الحديث الى ان ارتكبت انا جريمة .. تذكير.. الاستاذ بالمناضل مكي فوزي الذي سجن في مصر. ورجع الي السودان وكان يدرسنا الحساب في مدرسة الاحفاد الثانوية . وطريقة كلام وتحريك اليدين ونحافة الجسم والذكاء يربط بين الاستاذين . فقال الاستاذ مكي عبد القادر متأففا ... اعوذ بالله . وبدأ وكأن الجميع يوافقون .
في احد الايام تأفف الموظف في الارشيف من طلباتي للحصول علي عدة نسخ مدفوعة الثمن لاخذها الي اوربا . فقلت له في ايام نميري كنت آخذ الميدان الصغيرة من محجوب شريف طيب الله ثراه واهربها عبر مطار الخرطوم واصورها وارسل النسخ لدول كثيرة من السويد . وكان البعض يقول انني مجنون ، اخاطر بدون سبب . وكنت اقول لهم انه جهد المقل وان الشيوعيين قد وهبوا الوطن مالهم جهدهم ودماءهم . ولهذا لم نكبر اللفة ابدا من الشيوعيين . ولكننا لن نتوقف من انتقادهم وتمنياتنا لهم بالسداد . فالشيوعيون حجر زاوية في النضال السوداني .
الاستاذ مكي فوزي كان نشطا في تحريك ماكينات الكتابة والطباعة . وعندما اقترب منه اثنان من البوليس السري وهو يحمل ماكين كتابة . صرخ بثقة في حارس بوابة مستشفي الارسالية التجاني الماحي الآن ... افتح .. افتح الباب . وعبر كل المستشفي وقفز من فوق السور الغربي واختفي في احد الازقة . وعاد في دقائق وهو يلبس جلابية وعمامة ونظارة شمسية وجلس امام دكان العم علي عثمان الرباطابي والشرطة تبحث عنه وتمشط المنطقة . عندما. كانت الشرطة تبحث عنه ولا تجده في العاصمة كثفوا البحث في الاقاليم . ولفت نظر احد الاذكياء من البوليس ان السقا الذي ينقل الماء بالحمار والخرج لهجته في بعض الاحيان لهجة متعلمين وهو غريب . وقبض عليه .
الاستاذ مكي فوزي انقسم مع مجموعة يوسف عبد المجيد واحمد شامي وما عرف بالمجموعة ,, الصينية ,, ولكن يوسف عبد المجيد والاستاذ محمد طه الفيل وزوجته والآخرون الذين سكنوا في بكين في الصين، لم يجدوا العداء و ,, اعوذ بالله ,,التي واجهها الاستاذ مكي فوزي . وآخرين. حتي في الحزب الشيوعي هنالك خيار وفقوس .
الاستاذ الصحفي عبد الله عبيد كاتب عمود طرف الشارع كان اقرب الصحفيين لقلب الناس في السودان . كان لاعب كرة في فريق الموردة ومن سكان المسالمة واحبه الاقباط لان جدته قبطية كان زميل امدرماني آخر في المدرسة هو البروفسر مصطفي خوجلي . ترك الوظيفة وتفرق للعمل السياسي بمرتب هزيل 6 جنيهات وساعد في تجنيد الكثيرين لانه محبوب . اراد ان يبعد الحزب من ظل الاستالينية . في الديمقراطية الاخيرة ذهب الي مكاتب الميدان فقام الزعيم التجاني الطيب بابكر طيب الله ثراه الذي نحبه ونحترمه بطرده . فقال الاستاذ عبد الله عبيد ان عنده موضوع هو رد على ما كتب . فقال الزعيبم التجاني ... خت موضوعك واتفضل . وكان الزعيم التجاني الطيب قد رفض ان يقبل منه الفاتحة في فراش وفاة والد التجاني الطيب . لقد كان عبد الله عبيد في يوم من الايام هو الميدان . لماذا لم يواجه فاروق ابو عيسى ابدا نفس هذه المعاملة . ولقد اخطأ الاستاذ فاروق في حق الحزب ونفسه كثيرا . نعم لقد انتقد نفسة بوضوح وشجاعة وعاد الى الحزب ولكن هنالك دائما خيار وفقوس . وسينتهي علي والديناصورات علي ما تبقي من الحزب الشيوعي .
عندما كثر الهجوم علي خالد الكد والخاتم عدلان استغربت للعداء الشديد لرفاق الامس ومن قدم الكثير للحزب الشيوعي . وكان هذا في منزل الزعيم التجاني في القاهرة ووجدت النظرات النارية . وسمعت بالمفتوح انهم يجب ان يحاربوا . ولهذا نجح الكيزان وفشل الحزب الشيوعي في الحفاظ علي الاعضاء والاصدقاء ، وصار التجنيد بالقطارة .
بمكابرة عجيبة يصر علي والآخرون علي الشيوعية . وبمعنى آخر الاستالينية واللينينية التي ولى زمنها . ويقول الدكتور علي ان الحزب الشيوعي هو حزب ديمقراطي . لا يا علي . كنت اتوقع منك بعض المعقولية . النظريات والكتب لا صلة لها بواقع الحال . هل كانت هنالك ديبمقراطية في براتسلافا او براغ ؟ لقد كانت هنالك دكتاتورية وانظمة قمعية . نحن عشنا داخل تلك المجتمعات وتعرفنا بالجميع في داخل المجتمع بعمق . ولم ينحصر تواجدنا في الجامعات ومسكن الطلبة . لقد لمسنا ذبذبات الشارع واحسسنا بانفاس الناس . واغلبية السودانييت والشيوعيين كان الامر بالنسبة لهم محاضرات ونظريات ، وسياسة الحزب التي توضع في السودان بواسطة بشر ليس عندهم قكرة عن العالم الخارجي .وما كان يحدث لم يكن له صلة بما كان يدرسه الحزب الشيوعي من نطريات وردية للكوادر في ورش عطبرة واندية امدرمان الثقافية والمصالح والوزارات والمدارس الثانوية والجامعات . انها نفس مشاكل الاخوان المسلمين التنظير سهل ولكن التطبيق صعب .وهو احسن تلاميذ الحزب الشيوعي . تعلموا كل تاكتيكاته وتنظيماته وباعوا الناس احلاما بعيدة من الواقع لا يمكن تطبيقها . وتفادوا اغلب غلطات الحزب الشيوعي , اولها عدم التفريط في عضو او متعاطف مهما بدر من ذلك الشخص . والحزب الشيوعي يسعي عن طريق جهاز المراقبة ,, البوليس الحربي ,, لاقصاء خيرة الاعضاء. ولا يقف الامر عند الطرد . ولكن المعاداة والتحرش وقد يصل الامر الي الضرب والشتم والتخويف . لقد استفاد الكيزان من تسرع وسذاجة الشيوعيين في حركة هاشم العطا . فلقد خرجوا بالرايات الحمراء وشعارات سايرين ... سايرين في طريق لينين . وطريق لينين اثبت الظروف انه طريق خطا . ولينين اتت به المخابرات الالمانية في الحرب العالمية الاولي وزودته بعشرة مليون دولار لكي يستلم السلطة وينسحب الجيش الروسي العملاق من الحرب ويخفف علي الالمان ودول المحور الضغط العسكري خاصة بعد دخول امريكا في الحرب . والسلطة التي انقلب عليها الشيوعيون في نوفنبر وليس اكتوبر 1917لم تكن سلطة القيصر الذي سقط في فبراير 1917 بل حكومة ديمقراطية لها برلمان ممثل في مجلس الدوما . وكان رئيس الحكومة ووزير الدفاع زميل طفولة ودراسة لينين ، الاكساندر كيرنسكي . لهذا تخفى الترابي خلف البشير . ولم يظهروا وجههم الكريه الا بعد حين .
الي الآن لم ينتقد الحزب بشجاعة وشرف غلطة مشاركتهم القوميين العرب والبعثيين مؤامرة الانقلاب وهم الامميون علي الديمقراطية ، والتطهير الذي تعلمه منهم الكيزان في شكل الصالح العام . ولم ينتقد الحزب دورهم في التهليل في ضرب الجزيرة ابا ومذبحة ود نوباوي . والشيوعية لا تؤمن ابدا بالانقلابات . لان الثورة هي عملية تفاعلية طويلة . وليست حدثا . لماذا لم يطلب عبد الخالق ومن كان معه من الشيوعيين في انقلاب هاشم العطا من الاحزاب والقوي الوطنية الاخري الانضمام ورفع شعار رجوع الديمقراطية . هل كان الشيوعيون ياعلي من السذاجة بدرجة انهم يقتنعون ان في امكانهم استلام السلطة وحكم السودان لوحدهم؟ وهل كان عبد الخالق طالب سلطة ؟ لقد قال ... انحنا قاعدين ندرس وننظر ...اتاري السلطة دي سهله كدا !!
يا علي انت تعرف ان الشيوعيين قد هللوا لضرب الجزيزة ابا . وكان الاجتماع الموسع في براغ 7 شارع استروينيسكا 7 وخطب فينا الزعيم التجاني الطيب . وقلت انا ان في اي وقت يضرب الجيش المدنيين فهذا خطا . واذا بدات العملية فلن تتوقف . وهاجمني اقرب اصدقائي من القيادات الشيوعية هاشم صالح ومحمود المليجي وآخرون بشراسة , لان الرجعية يجب ان تضرب.
يا علي انت تتكلم عن اختراق الامن للحزب الشيوعي . ولقد كان المحامي احمد سليمان طالب سلطة بأي ثمن . وكان متعاوننا مع رئيس البوليس ابارو . ولقد كتبها اباروا وان لم يشر اليه بالاسم . ولم يكن احمد سليمان الوحيد . ولقد ارتكب احمد سليملن كثيرا من الاخطاء. ولكن كان له وضع خاص فهو رجل خفيف الظل ,, ود بلد ,, موائده تطفح بكل ما هو لذيذ . وهو الذي كذب علي محمد محجوب عثمان الملازم ثاني في الجيش وطلب منه المشاركة في انقلاب علي حامد وعبد البديع واشترك فيه الرشيد الطاهر الكوز وبعض الكيزان .... انقلاب لحمة رأس ... وكان وقتها اغلب اعضاء اللجنة المركزية في السجون .ولم يطرد احمد سليمان . وطلب من المعتقلين الشيوعيين عدم التعرض للرشيد الطاهر الكوز في سجن كوبر . بل لقد شملوه في برنامجهم الغذائي والثقافي بالرغم من انه تحول الي شاهد ملك في المحاكمات التي انتهت باعدامات لاول مرة في السودان . والسبب ان المناضل الشيوعي خليل ابن عم الرشيد الطاهر . وخليل مات في ريعان شبابه واطلق المناضل ابراهيم زكريا اسم خليل علي ابنه الوحيد الرحمة للجميع .
تعرض الاخ فارس احمد المصطفي لضرب مبرح في براغ عندما اتى زائرا في السبعينات . ولم يفكر الشيوعيين في انه ابن اخت البروفسر مصطفي خوجلي . وفارس قدم في محاضرة بعد اكتوبر لانه حضر احداث اكتوبر . وشاركني لفترة في السكن في تشيكوسلوفاكية . هل السبب لأن البروفسر لطيف مهذب لايعادي ولا يحتج . واذا كان جعجاعا ومهاجما لعملوا له الف حساب . في نفس الايام تم الاعتداء علي اطيب الناس الاخ محمد بشير الطيب . كان صحفيا بعد ان اكمل الثانوية .وانتظم في الحزب وهو يافع . وكان والدة يرفض انضمامه الي الحزب . وفي احدي خلافاته مع والده سكن معنا في المنزل لفترة . وكان لصيقا بشقيقي الشنقيطي في الوسطي والثانوية . وقام احمد آدم والبعض بدعوة الشنقيطي لعشاء ومبيت في داخلية ياروف . بعيدا عن داخلية بودولي . وغضب الشنقيطي وكاد ان يترك الحزب .
بعد طردي من تشيكوسلوفاكية ضربوا شقيقي منوا بيج الذي يحمل اسمه ابني ورجعت بعد سنة لبراغ كزائر. وشتمه الشيوعي عوض الكريم بوصفه بالعبد . ومنوا من الطف البشر علي ظهر هذا الكوكب . كل ذنبه انه وافق علي رأي ابن خاله مولانا ابيل الير الذي وافق علي اتفاقية السلام ووقف الحرب في الجنوب . والاتفاقية خطط لها جوزيف قرنق وبقية الشيوعيين في وزارة الجنوب منهم الدكتور الطاهر ابو حوة من براغ وبابكر بوب براغ كذال والدكتور الفاضل عباس براغ . بالرغم من اقتناعي الكامل بأن الانسان الذي يضرب شخصا آخر مخطئ الا انن لست بنادم علي ضرب عوض الكريم في يوم من الايام . ولقد وجدت من بعض الشيوعيين احتقارا متأصلا للجنوبيين . ولقد قطعت علاقتي مع البعض من صدرت منهم عبارات مثل ... ديل عبيد معفنين . والزعيم التجاني الطيب كان يقول علي احتجاجاتي على تصرفات بعض الشيوعيين العنصرية ان المناضل جوزيف قرنق كان يتضايق من العبارات العنصرية الطائشة . وكانوا يحاولون تخفيف الوقع . والمفروض هو محاسبة العضو .
القرارات الفوقية كانت تظهر الشيوعيين كبلهاء . عندما كنا مع الافارقة نتحدث عن العنصرية الصارخة في شرق اوربا يتشنج الشيوعيون ويقولون انها تصرفات فردية وان العنصرية سببها الخلفية الاقتصادية التي تجعل الاسود يتلقي اجرا اقل من الابيض لصالح الراسمالية والاستعمار الخ وعندما نقول ان التفرقة لها اسباب نفسية ثقافية وقد تكون جنسية ؟ يصر الشيوعيون علي ما تلقنوه في ادبيات الحزب . لقد تعرض حتي الشيوعيون للضرب والاهانة بدون اي سبب ومنهم من كان متزوجا باوربية ووجوده معها في الطريق كان كافيا لضربه ولم يجد التعاطف من الشرطة . اذكر ان الدكتور محمد محجوب عثمان كاد ان يفقد احدي عينيه بسبب تعرضه للضرب من محموعة من الشيك في الطريق العام بدون سبب . ولم يكن الوحيد . عندما خلعت ثيابي امام الطبيب بشير الياس والد القرشي وقاسم امين ان سألني ضاحكا اذا كنت راعيا بسبب الطعنات في عدة مواقع في جسمي. ولم يستغرب عندما قلت له انها بسبب معارك الشيك . وبالرغم من كل هذا يظن الشيوعيون ان وصف الشيك بالعنصرية هو هجوم علي الاشتراكية ويصب في مصلحة الرأسمالية والامبريالية الخ
لقد طرد احد خيرة البشر الذين قابلتهم في هذه الدنيا . كان يقول عن نفسه صاحب التلاتة شينات . شيوعي وشايقي وشين . قام بتأسيس موقع سودانيات وموقع البركل وهو الذي كان خلف تنظيم وحفظ ارشيف الحزب الشيوعي . وهذا جهد جبار . كان بسيطا ومتواضعا . في مستشفي البركل هنالك عنبر باسم خالد الحاج اليوم من بشر غير شيوعيين . طلب منه ان يسلم الموقع للأساتذ عبد الله بولا وحسن موسي والاستاذة نجاة زوجة عبد الله بولا بعد تغيير الاسم لان اسم سودانيات لا يرقي لمستوي الاساتذة . ورفض خالد طيب الله ثراه . وبدأت حرب ضروس . خاصة بعد ان تعرض خالد الحاج لتغول بعض الشيوعيين وفسادهم فيما يخص قضايا التعذيب . وكان بعض الشيوعيين قد مارسوا الفساد في منظمات حقوق الانسان وتعلق الامر بملايين الدولارات . واستهدف خالد الحاج . واشتكي خالد الحاج لكل منظمات الحزب . وتجاهلوه . وعندما اراد الذهاب الي المؤتمر الذي نظمته الانقاذ للصحفيين والكتاب بالخارج ، طلبت من خالد الحاج ان يتحصل علي موافقة الحزب الشيوعي وان يتصل بفرع هولندة والرئاسة في الخرطوم وان يسجل اليوم والتاريخ والساعة واسم المسئول ومقاس حذاءه اذا امكن لانهم سينكرون فيما بعد . وهنالك الكثير من الامثلة منها البروفسر حسن فرح الذي درس في لينبن قراد ويتواجد اليوم في استونيا مع احفادة . وكان من المتطوعين الشيوعيين للعمل في اليمن الجنوبي مع الشاعر جيلي عبد الرحمن والآخرين .لقد انكر,, التوصيلة,, ، وتعرض الدكتور الفاضل عباس لابتزاز من احد ,, البوليس الحربي,, لان الفاضل المشهود له بالاداء الاكاديمي الجيد منذ ان كان طالبا في حنتوب قد رفض مساعدة الزميل اكاديميا . والفاضل رجل فاضل والزميل شخص مشاكس في براغ وله اتصالات قوية في براغ مع مراكز القوة . وطرد الفاضل .
عندما وصل خالد الحاج الي الخرطوم اجتهد في الاتصال والتبليغ لعلي الكنين وبعد جهد حدث اتصال تلفوني وقال خالد الحاج معاك خاد الحاج وكان رد علي المستهتر ,, معاك حسن موسي ,, . وهذا تذكير لخالد الحاج بان المشكلة مع مجموعة باريس معروفة لعلي الكنين . ولم يقابل علي خالد . ولكن عندما اراد خالد مقابلة الزعيم التجاني الطيب بابكر حدثت المقابلة في دقائق .
رفعت مجموعة باريس قضية اشانة سمعة في باريس . وكان عند المجموعة اصدقاء من المحامين . وذهبت مع خالد الحاج الي باريس من هولندة لمقابلة المحامين والمترجمة والرجوع بالسيارة في نفس اليوم في رحلة طويلة . خالد كان يعيش علي مرتب وله اسرة في السودان وثلاثة اطفال في هولندة وزوجة سودانية . وكان القصد تسبيب اكبر قدر من الدمار لخالد . وكسب خالد المحاكمة . وارتحنا ، وكنت وانا مستلقيا علي الاريكة في بيت خالد الومه علي خوض تلك المعركة وان فرضت عليه ... لان الشيوعيين من الواجب ان يكونوا قدوة حسنة للجميع ؟
والمفاجئة كانت الاستئناف . ووضع هذا الكثير من الاثقال علي علاقة خالد الزوجية . وذهبنا الي باريس مرة اخري وكسب خالد الاستئناف . واقترح المحامون ان يطالب خالد بتعويض للمال والجهد والالم الذي سببه له اساتذة باريس . وهذا . اجراء سليم ومتوقع . ورفضت انا رفضا باتا . لان الشيوعي الجيد وخالد من اجود الشيوعيين لا ينزلق الي مستوي المحاكم والمطالبة بالمال . وذكر خالد طيب الله ثراه يقول لي ,, يشهد الله يا شوقي انا احبك لله ... لكن انت بتظلمني . لقد ادت تلك الضغوط الي انهيار زواج خالد الحاج . ولكن المؤلم ان خالد طرد من الحزب بالتلفون وكأنه البقال. ولقد رددت علي خالد الحاج وحملته جزء من المسئولية وفلت . له ما معناه ,,, يا خالد هذا هو الحزب الشيوعي هنالك لوائح وقوانين وانت قد كنت المسئول التنظيمي . ولا يكفي ان والدك كان شيوعيا وان والدتك كانت توزع المنشورات في الفجر في سوق نمرة تلاته والسجانة . ويمكن ان يجد الانسان هذا الموضوع تحت شوقي بدري خالد الحاج . مات خالد الحاج في ظروف غامضة عند ذهابه الي السودان في اجازة قصيرة وطبعا لا يمكن ان اتهم الحزب الشيوعي الذي نقدره ونحترمو بالرغم من غلطات علي الكنين والآخرين .
ان ما قدمه خالد الحاج و الشفيع لا يقارن بما قدمه علي .وعلي كان وسيظل شخصية باهتة . ومن الممكن انه لم يخطئ ابدا ، لانه لم يقم بعمل شئ ولم يسمع به الناس خارج نطاق ضيق في الحزب الشيوعي. كثبر من الشيوعيين قد سمعوا به اخيرا . لقد اسمع الشفيع العالم كمفكر وقيادي بارع . اكسب الحزب احترام من عارض سياسة الحزب وافكار الحزب . وكان موسوعيا في نقاشة وطرحة في المؤتمرات العالمية . كان بكل بساطة مشرفا جدا .
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.