* كوارث الخريف المتجددة كل عام ما بين مناطق (النيل والقاش) وغيرها؛ هي نموذج من عدة (ثوابت!) تظل الكتابة عنها والمناشدات حولها كالحرث في البحر.. والسبب أن المُخاطب في الأمر (الحكومة الواحدة المعروفة!) بنفس شخصياتها التي لا تحسن ولا تتقن (إذا عملت أصلاً)..! وما من جانب محسوس يجعل الناس يؤملون خيراً أو إصلاحاً طالما ظلت وجوه (الموظفين!) الصنمية هي ذاتها وجوه (المواسم الماضية)..! * تقتضي الموضوعية في السودان البحث عن (الفساد) وراء الكوارث؛ سواء كانت (طبيعية) أم غير ذلك..! لماذا؟! لأن الفساد على أقل الفرضيات يتكفل (ببقية الأفعال) في الحدث المعيّن؛ إن لم يكن هو (المبتدأ والخبر)..!! * بإختصار؛ أي خبر يحمل في "جوفه" طامة؛ أبحث عن الفساد في (خلفياته).. حتى لو كان مثل خبر الأمس..! ملخص نبأ الأمس؛ أن السودان حصل على مركزه المُستحق في اللائحة الفضائحية؛ ضمن الدول (المتقدمة!) في كبت الإعلام..! أو كما قال تقرير منظمة مراسلون بلا حدود: (السودان ضمن أسوأ "10" بلدان ترتيباً في مجال حرية التعبير)..! وما كنا نحتاج التقرير (على المستوى الداخلي) لأننا نعلم بما هو أحط من ذلك..! * صحفيون (كبار سن؛ صغار عقول) ينشغلون بالتطبيل؛ وينتظرون السوانح لتجميل كل قبيح؛ حتى ترضى عنهم الدوائر التي ترمي لهم (العلَف)..! أليس هذا أحط من السوء (الخاص بحرية التعبير)؟! * وفي خبر (الجريدة) أمس؛ يفجعنا انتحار طفل (14 سنة) في معسكر الحميدية بولاية وسط الدارفور..! قطعاً الخبر لن يلفت انتباه بعض الصحفيين عبدة الدولار (المتهافتون) نحو موائد السلاطين؛ أي عادي جداً..! (الغير عادي) بالنسبة لديهم؛ أن تتأخر ألسنتهم (المثلجة) بالباطل وأفواهمم المحشوة بجراد النفاق عن فرصة تقديم الولاء (لأصحاب الولائم) متى ظفروا بمناسبة..! * الطفل انتحر بسبب الفقر... وخلف الفقر (يتربص الفساد).. كما يتربص (المنافقون المطبلون)..! * لو سألت (المعنيين) عن أية منجزات حققتها السلطة من أجل كفاية المواطن وكرامته؛ سترهقهم الإجابة؛ إلاّ إذا تذكروا (جسور الأسمنت) المشيدة بعرق المواطن نفسه و(تتكفل الفئران ببعضها!!)؛ في مقابل جسور بلا عدد يتخذها الفقر معبراً نحو كافة البيوت والرواكيب..! وهذه من (منجزات!) السلطة التي لا ينكرها إلاّ حاقد..! أنظروا كيف وصل (الجسر) إلى الطفل..!! * الأطفال والشيوخ والنساء في معسكرات النزوح وصلوا حداً تسودت معه الدنيا.. ليس بيدهم.. بل بأيدي (الفساد) فلولا الفساد وجسوره والفشل وبذوره لاستطابت الحياة بعيداً عن النزوح؛ وكانت أكثر (كرماً) وإنسانية..! خروج: * انتحار (طفل المعسكر)؛ يقابله في الناحية الأخرى نحر قيم كثيرة بسكين النظام الحاكم..!! أعوذ بالله الجريدة