رايتُ أن أردّ علي إسحق ليس دفاعاً عن حزب ما أو موقفٍ ما و لكن علمتني الأيام ألاّ أثقُ بإسلامويٍ حتي و إن تعلق بأستار الكعبة .. هذا أولاً ، و ثانياً بمناسبة عقد المؤتمر العام السادس للحزب الشيوعي رأيت أن أهنِّئهم و أقول مبروك هذا الجَهد وأنّ انعقاد مؤتمركم فيه تطوير للعمل السياسي و يغيظ الكفّار ( يغيظ الكفّار هذه من عندي ) طالما إسلام المؤتمر الوطني إسلامُ نفاق .. يَقتل الشباب و يُثير النّعرات ويُجيز الربا و يغتصب الصغار و يسرق الضّعاف و ينتهك الحرمات و يشعل الحروب و يؤخِّر البلادَ ويؤذي العِباد دون أن يهتزّ لأيٍّ من مسؤولِيهِ ضمير ! و ثالثاً تجاربي و معرفتي بمن أردّ عليه تجعلني أحسبه يقيناً ممن لا ينظر الله إليهم ولا يكلمهم يوم القيامه .. ولِكل ذلك جهِدتُ نفسيَّ أن أتصل أولاً و أسأل ثمّ أتحرى عن كل النقاط التي تناولها المذكور عساها تستظِلُّ بصدقٍ أو حقيقه .. فكان الأمر بمثلِ ظنّي ! أسيفُ سلطانٍ يعتقد أنه صحفي !.. ذلك الإسلاموي بن أمةِ الله إسحق .. له طريقةٌ في الكتابةِ يحسَب وفقاً لأُفقه أو سذاجته أو لكِليهما .. أن ما أغراه و دفعه أو ما أجبره عليها يخفى على الناس .. فالرجل يبدأ بكلمات توحي لمن يقرأ أنه العارف الأوحد بالأمر ثم لا بأس من رسم عبارة أو عبارتين يعطيانك انطباعاً عن قوةِ الفتى أو تمكُّنه .. مَثَلُ ذلك في مقاله المُحرر – عن الشيوعيين - في الأيام القليلة الماضيه وهو يَقحم نفسه بشعاب رجالٍ ليس كمثلهم .. فيكتب : الأستاذ الشيوعي تحية !! و ليتك لم تهبشنا !! و الخطيب .. سكرتير حزبكم .. لعله يحتاج إلى من يقرأ له أوراق التقرير الذي يُعد لمؤتمر الحزب .. بعد غد فالخطيب يحدث الصحف أمس الأول عن أن الحزب يفصل الشفيع لأنه اتهم الحزب باختلاس أموال المرحوم محجوب شريف الخطيب ينفي !! ينفي !! و و الخ . و أقول للمدعو إسحق أولاً : لو كنتُ مُعلِّماً للإنشاء أو اللغة العربية في المرحلة المتوسطة و عرضتَ أنت عليّ مكتوباً بهذا المستوى من الركاكة و عدم الإهتمام بالبيان و التنسيق و قواعد اللغة لأعطيتك صفراً . ثانياً : إصرارك علي إختيار الجمل الإيحائية و عدم وضوح المضمون في الذي تود طرحه و اعتمادُك أن يُكمل القارئ تصوّر ما ترمي إليه .. يعكس عدم الوثوق من المعلومةِ و قِصَرَ تمكُّنِك من الكتابة بأسلوبٍ مباشرٍسلسٍ مُنسّق و هذا يُجانبُ الإعرابَ و توقُ العربيةِ للإفصاح ، فأن لم تفصح – و ذلكم ظنّي - إنفتح بابُك لا ريبَ عن وَلْسٍ و دَلسْ . تحدثت في مقالك أن الخطيب سكرتير الحزب الشيوعي ذكر في الصحف أن الشفيع أُبعِد لأنه اتّهَمَ الحزب باختلاس أموالٍ دفعتها إحدى المنظمات دعماً لأسرة شاعر الشعب بعد وفاته .. وهذا كذب ، فقد نفي الخطيب أن يكون الشفيع قد اتهمهم بذلك . تحدثت ثانيةً أن الحزب تصرف في أموال قدمتها منظمات أجنبيه لصالح أسر المعتقلين و هذا أيضاً كذب صراح .. فلا توجد أسرة تدعي أن لها أموالاً من أي جهة كانت أو أن الحزب قد منعها تلك الأموال . تحدثت عن عشرة الف دولار تبرعت بها جهةٌ ما لدعم أسرة المرحوم محجوب شريف و أن الحزب قد تصرف فيها ، و أيضاً أتاك الرد بياناً مكتوباً من أسرة الراحل أفادو أن لا جهة تدعمهم سوي الأهل و الأحباب و من ناصرهم الشاعر و نصروه من أفراد الشعب السوداني . تحدثت عن ابتعاد خالد المبارك عن الحزب ولم تذكر لماذا و متي .. و هذا نصف الحقيقة ... فاستدلالك بمعلومةٍ ناقصه يندرج أيضاً بعوالم الكذب الذي ينضحُ من ثِنْيِ غرَضِك .. فالإبتعادُ كان قبل سنين عددا .. وفي أيام الإنتفاضة التي سبقت الإنقاذ بعد أن تبين للحزب أن المذكور له علاقات مشبوهة بالأمن و أن الشيوعية ليست مذهبه ، يؤيد ذلك ما أوضحت أنت في اعترافك أنه و زوجته عضوان في المؤتمر الوثني الآنَ و مقرهما اليوم لندن . كذلك العِبَيد الذي ذكرت أنه وكيل بزراعة الأنقاذ اليوم و عبد القيوم و المدعو كبج و غيرهم .. جميعهم إناس ولأسباب تختلف انقطعت مسيرتهم مع الحزب و هذا أمر أكثر من عادي ولا أراه يُنقِص أو يذيد و لكن الغريب في طرحك يا هذا و الغير عادي هو جرأتك علي حزب (عصاميٍ) ليس له قصور و لا يأبهُ للمسكِ و الحورِ و لا لإطلاقِ البخور .. حزبٍ لا يأكل السّحتَ فينتفخُ بالرَبا و حقِ اليتيم .. و لا يسرق مال الله في العمرةِ و الحج و التعليمِ .. و لا يُجنّبُ الأموالَ ويُحِلّ الفسادَ بفِقهٍ عقيم ، فكيف تُعيدها ثانيةً يا رجل ؟ كيف يكون ذلك و لما الإصرار و قد كذبت قبل ذلك و حين زُجِرت بررت كذبك أنّ الكذب حرباً في الإسلام جائز ! قبّح الله قُبُلك يا إسحق و دُبُرك .. فبما تُجيزُ أنت اليومَ قولك ؟ . أكتب هذا و لا رجاء لي أن تستقِم .. فمبلغُ علمي أنّ ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثه .. البَرُّ من الفاجرِ و الشريفُ من الدنيئ و الحليمُ من الأحمق ، و لكنّك قد تحريت الكذب حتي كُتِبتَ عند الله كذّابا ، فشدّتي فيك لتعلَمها .. نِكالُ نفاقِك و مسحُك للجوخِ و نقصانُ عقلك و هوانُ أمرِكْ ، عساها أمورٌ أولي بها ( لمامتك ) من الإسلامويين فاغرِب أو أغرُب عليك إن شئت. عميد/ عبد القادر إسماعيل [email protected]