بسم الله الرحمن الرحيم منذ أن قررت قوى نداء السودان تحت وقع الضغوط الدولية أو القناعة الذاتية التوقيع على خارطة الطريق..فإن كل البيانات الصادرة سواء أكان البيان الختامي لاجتماعات باريس أو بيانات الأطراف المختلفة من جبريل وعرمان والمهدي ..ظلت تؤكد أن خيار الانتفاضة ما زال قائماً .. مع التأكيد على أهمية التوقيع على خارطة الطريق لإعطاء الحوار فرصته .. فإذا بدأنا بالنقطة الأخيرة ..فإن الحديث المتكرر عن أن الحوار قد أنهى معظم مشكلات القرن العشرين..نجد أن التعميم فيه تنقصه الدقة من جانب..ونتائجه لا تعتبر مثالية بالمقارنة مع واقعنا من جانب آخر..ولنبدأ من الجارة مصر..هل تم التغيير في كل مراحله من مبارك إلى مرسي ثم السيسي عبر الحوار ؟ وهل تمت إزاحة بن علي عبر الحوار؟..ولماذا لا يتخذ المخوِفون لغيرهم من مآلات التغير منهما مثالاً بدلاً من الحالة الليبية والسورية واليمنية ؟ ومن حيث النتائج هل تكفي النصوص الدستورية على الحقوق وكفالتها لإزالة المظالم التاريخية ؟ فإذا بدأنا بأنفسنا ..ما الذي حققناه عبر حوار نيفاشا وكل النصوص الدستورية المثالية في دستور 2005 حتى قبل تقطيع أوصاله بالتعديلات الدستورية؟أين موقع جهاز الأمن والحريات الصحفية من التنفيذ وفق الدستور الناتج عن الحوار..وحتى جنوب أفريقيا ..هل تغير الوضع الاقتصادي والاجتماعي لعموم للسود نحو الأفضل ؟ نعم يحق له دستوراً وقانوناً دخول المدارس والمشافي والمطاعم والمحال كما والبيض ؟.ولكن هل يسطيع ذلك من حيث الواقع الاقتصادي ؟ وبالعودة لأحاديث الانتفاضة..دعونا نسائلهم عن عوامل مراكمة أشراطها والتي ستعمل هذه القوى عليها ؟ المتاح الوحيد عملياً هو المماطلة والإصرار على ما سيرفضه النظام عبر الحوار وتحريك العمل العسكري لزيادة أزمته..عندها.. ما المتوقع من المجتمع الدولي الذي يحتاج للنظام في مشاريعه الإقليمية والدولية في محاربة الإرهاب والتعامل مع إشكالات النزوح واللجوء والهجرة غير الشرعية؟ ومبادرات النظام في هذا الاتجاه هي ما قربت رياح المجتمع الدولي من أشرعة النظام ..أم ستعود هذه القوى لفضح جرائم النظام كما قال عرمان في بيانه بعيد قرار التوقيع..والمجتمع الدولي أدرى بها إذ قرر دعم النظام عبر سياسة الهبوط الناعم ؟ عليه فإن فرضية الضغط على النظام عبر احتقابها في المفاوضات منعدمة.. يبقى الاحتمال الثاني ..ذر الرماد في عيون المعارضين هو الأقرب في المحاولة ..لكن ذلك لن يحدي ..لأن المعارضين إن كانوا تكوينات حزبية مثل الحزب الشيوعي مثلاً ..قد بنوا مواقفهم على مرتكزات أيديولوجية وقراءة لتدخلات المجتمع الدولي لدعم النظام عبر الهبوط الناعم..أما بقية الشعب السوداني ..الذي يقابل البلاء والغلاء ويتخوف من السيول والفيضانات وتبعاتها..فعلاوة على أنهم في ذاكرتهم تجاربهم مع النظام ..فإنهم سيكونون بعيدين من هذا العرس الكاذب بشواغلهم..عليه فليوقع المقتنعون دون التلويح بالانتفاضة ..وليجتهد دعاة الانتفاضة في عرض بضاعتهم ..لأن الشعب السوداني في النهاية ..سينحاز إلى خياراته هو..والرابح من القوتين ..من يبث على موجاته . [email protected]