ست الشاي وست الدكوة وست الكسرة وست البنات وستنا وست المش عارف ايه بالإضافة إلى ماسحي موية الورنيش وماسحي الجوخ .. كلهم قالوا حيرفعوا الأسعار بتاعتهم... ليه؟ قالوا الدولار! .. الدولار؟ .. نعم الدولار الواحد ده، دولار الجن الما عايز ينزل أصلو.. بالطبع ليهم حق!! حيعيشوا كيف؟ وكيلو اللحم أصبح بالشي الفلاني .. واللحوم البيضاء (سمك .. دجاج) التي يُنصح بها من أجل المحافظة على صحة خالية من الكوليسترول والقاوت (النقرس) وأمراض القلب والشرايين والمصارين وهلمجراً أصبحت بعيدة المنال وكده .. أحد الخبثاء قال أصلاً هنالك بعض الفئات من الشعب المكلوم هذا ليست لها علاقة بالحاجات المذكورة أعلاه من بعيد أو قريب، وهذا يعني عدم تأثرهم بارتفاع أو انخفاض الدولار.. أرأيتم؟!! (شفتو كيف الافترا). ولكن .. وفي صعيد آخر (كما يُقال في نشرات الأخبار) الدولار ذات نفسه يتساءل ويستفسر: ما بال السودانيين يربطون مصائرهم به!! لأنه ببساطة لا هو منهم ولا هو منهم !! ثانياً: تاريخياً الجنيه السوداني كان له سمعة طيبة (ده كان زمان) وكان ينافس أعتى العملات الصعبة .. هذا عندما كان لنا صادرات من القطن والصمغ العربي والسمسم (بالذات سمسم القضارف) والفول (قبل أن يصبح دكوة ويتحول إلى قوت الشعب الأوحد) .. وأشياء أخرى كثيرة زي (العقارب المهربة).. سبحان الله لدينا ثروات لم نكتشفها حتى الآن، دعونا من البترول الذي ذهب .. والذهب الذي ذهب أو سيذهب.. ممكن تكون السحالي والضببة والثعابين وما إلى ذلك من ضمن الثروات التي يجب أن لا نفرط فيها ونتركها تتهرب عبر المطارات والموانئ والميناء البري برضو، فنحن أحق بها .. أليس كذلك؟!! نعود للدولار المجنون .. يعني أيها الدولار أنت اقتحمت علينا حياتنا بلا إحم ولا دستور وجعلتنا نهتم بيك للدرجة المزعجة هذه. العمل شنو يا دولار؟!! الدولار أول ما نطق: قال .. العودة للتصدييييييير. وتنقية الضمير.. وموية الزير.. طبعاً دي واضحة مش كده؟!! وثانياً: تخلوا المراجع العام يشوف شغلو ويكشف حال المفسدين والمفسدات (وليس الفاسدات لأنو ده شغل ناس تانيين).. وتستفيدوا من تحويلات المغتربين (وهنا لا بد أن نسأل كيف؟!، لأن المغترب أصبح بقرة حلوب بدون حوافز عشان يقوم بالحكاية دي) لأنه مش ممكن يكون المغترب هو مصدر العملات الصعبة الوحيد.. كما نصح جناب الدولار وقال (لا فُضّ فوه): من أجل أن تصلوا لا بد أن تبدأوا أولاً بتصغير المواسير شوية .. والعودة إلى تأنيب الضمير شوية .. وتغليب مصلحة الوطن أكثر من شوية. بأمانة الدولار عداه العيب ما قصَّر، يا ليتهم يسمعوا ويتعظوا.. محمد عبدالرحمن محمود [email protected]