الحكومه أم الشعب تتربص بأبنائها ولن تترك مصيبة صغيرة ولا كبيرة وإلا إستغلتها أبشع إستغلال ...ولدي مثالين أولا الخريف : كيف إستغل الكيزان أضرار الخريف ؟ يأتي الخريف إلى الإنسان بالفوائد والخيرات بقولُ الله تبارك وتعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ {10} سورة النحل ... وقال تعالى ( الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (22) سورة البقره وفي الخليج عندما يأتي المطر تنشط وسائل التواصل الإجتماعي بهذه المناسبة العظيمه والتهنئيه لبعضهم البعض ويقولون مبارك عليكم المطر ويعم الفرح كل القلوب بهذا الخير ربما حدثت كوارث في الخريف في المملكه ولكنها لن تحدث بصورة متكررة وليست نتيجة فساد في أغلبها بينما نتيجة لقوة الطبيعة ذاتها وفي مناطق بعينها ...وعلى النقيض تماما لدينا تحدث بصورة متكرره وفي نفس المناطق وبنفس الأسباب وتنشط وسائل التواصل الإجتماعي بصور الكوارث والموت وتقطع الطرق والسبل بالمسافرين وكيفية عبور الطرق من نساء وعجائز هذا بدلا عن التهنئية والمباركة على الخير الذي أنزله الله وهو حديث عهد برب السماء وفي داخل عاصمة المشروع الحضاري وتنهار المدارس فوق رؤوس طلابها والمنازل فوق ساكنيها وبعد نهاية الخريف تنتشر الأمراض لتراكم المياه وإنتشار الحشرات بأنواعها وهذا فلم مكرر وهذا يرجع إلى سوء تخطيط وجشع وفساد الحكومه التي عجزت في 27 عاما أن تشيد شبة تصريف مياه الأمطار أو شبكة صرف صحي وهذا لا يصدق عاصمة في هذا العصر لا يوجد فيها شبكة صرف صحي يا للعار ياكيزان ودخلت خزينة الدوله أكثر من 70 مليار دولار قبل إنفصال الجنوب ويا للعجب وكل عام يتلو المواطن الغلبان ( ربنا أفرغ علينا صبرا ) بينما الحكومة تقول ( لا تحسبوه شرا بل خير لنا ) الناس يقضون صيفهم وشتاءهم في التشييد والردم خوفا أن يأتي الخريف فيدمر منازلهم ولكن للأسف الفاعل لهذا الدمار هو فساد الحكومة في عدم وجود مصارف للمياه حتى تجعل الإنسان في ريبة وشك إن من مصلحتها أن يحدث الدمار لتفتح أبواب التبرعات وتستقبل الأموال من الدول المانحة وتدفع للمواطن المسكين مقابل دمار منزل طويل عريض دفع فيه شقى عمره وغربته رطل سكر ودقيق وزيت وكيس شعيريه وهذا ماحدث بالفعل في فيضانات خريف عام 2013 لقد تم بيع الخيام والمكيفات ومولدات الكهرباء والأدويه التي تم منحها للشعب من الدول الصديقه وتحت سمع وبصر وإشراف الحكومه وحتى المواد الغذائيه تم إفتراشها وبيعها في سوق ليبيا وثبت بالجرم المشهود وإعترف بها الوالي آنذاك سي الذكر الخضر بل الأنك والأمر حينما يأتي مسؤول ليخفف من وطأة فشله عندما يقارن بخريف عام 1988 . سؤال : فهل أنتم إنقلبتم على الحكم الديمقراطي لتأتون بأفشل منه ؟ فهذه حجة واهيه وتحسب عليك يافاشل وهذا ضمنا يقر فشلك وإنك أخطأت عندما إنقلبت على النظام القائم .. فهل تناسيتم أنتم في هذه السلطة 27 سنه خلال هذه السنيين قفزت فيها دول وحققت نهضة وبدأت من الصفر وبدون أي موارد أما أنتم حتى شبكة صرف صحي أو شبكة تصريف مياه للأمطار عجزتم في تشييدها في العاصمه ورجعتمونا إلى عصور التخلف وعصور الأمراض التي إنقرضت حتى في أفريقيا . المثال الثاني : الحصار الإقتصادي كيف إستغل الكيزان هذا الحصار : أول ما إنقلبت الإنقاذ على الديمقراطيه تبنت شعارات هوجاء دخلت في عداء مع كل العالم إلا دول الإرهاب والتخلف وكانت هناك خطب عنتريه غير مدروسه وتناقلتها وسائل الإعلام العالميه من رأس النظام وإستدعت الإنقاذ كل الشوارد والإرهابيين والمجرميين في العالم وتم منحهم جوازات سفر سودانيه لتسهيل مهامهم لتصدير الإرهاب خارج الحدود ووصلت بهم العنتريات أن يتآمروا لإغتيال ريئس دوله !!! فوضع العالم السودان في خانة الدول التي ترعى الإرهاب ومنذ عام 1989 وحتى تاريخه وغالبية الشعب يأئن ويعتصر الألم من هذا الكابوس ولكن هناك فئة قليله غلبت فئة كثيرة لأنها مستأثرة بالسلطه والقرار لقد إغتنت لدرجة التخمه , وعليه خسر الإقتصاد السوداني مليارات الدولارات والمؤسسات الماليه والبنوك خسرت راسمالها وأرباحها وبالتالي لا عملاء في الداخل ولا في الخارج وأحجبت البنوك العالميه في التعامل مع بنوك السودان خوفا من العوقبات فقد تأثر القطاع المصرفي وبدلا من أن يتعامل عبر النظام المالي الدولي صار يتعامل مع السماسرة الدوليين والسوق الأسود والوسطاء وتجار الشنطة وغاسلي الأموال العالميين ومن هم هؤلاء الوسطاء لكل هذه التجارة القذرة ؟ هم نفسهم المسؤولين ( الكيزان ) يعني الحكومه هي الوسيط وهي السمسار والتي تدعي إنها أمنا ( طبعا بالتبني لأن جيناتها الوراثيه تختلف عننا تماما ) وهي التي تتربص بنا وعلى ذلك وجدت مبالغ طائلة بملايين الدولارات في حسابات كبار المسؤولين في الخارج وذلك بحجة الإفلات من العقوبات الإقتصاديه والحصار الإقتصادي وقد تتذكرون الفضيحة التي أطلق عليها فساد القرن وهذه القضيه تناولها الصحفي بصحيفة الصحافه محمد وداعه في يوم 28/03/2013 وتناولها كان على طريقة الأسئلة خوفا من الرقابه الأمنيه والتي كان بطلها أسامه عبد الله وزير الكهرباء وضراعه اليمين مديره المالي وكانت التحويلات تتم من غير علم بنك السودان والتي بلغ إجماليها ( 2مليار يورو ) وكانت من ضمنها لشراء محولات صينيه متدنية الجودة , إذا إفترضنا جدلا إن هذا الشخص نظيف اليد لكنه مات أو دخل في غيبوبه طويله ولم يفق منها بسبب حادث قبل أن يكمل مهمة الشراء فكيف يتم إسترداد هذه الملايين إلى خزينة الدوله فأصبحت شرعا من حق الورثه وهي مبالغ يسيل لها اللعاب ومن الصعب تركها أو الإستغناء عنها بهذه السهولة وحينها ستكون الحكومه تحت رحمة الوراث ويبدأ البحث عن الوسطاء والوجهاء لهذه الأسره وقد يتكرموا بمنح الشعب من حر ماله لقيمات يقمنا صلبه ( شئ لا يصدق ولا يدخل العقل ) وحتى أبناء المسؤولين والوزراء يحملون في حقائبهم ملايين الدولارات وبأوراق رسميه من بنك السودان وألغي القبض على بن وزير في مطار دبي في 2013 وفي حقيبته كم مليون دولار, ونتذكر قضية الملحق بالسفارة السودانيه بالقاهره في عام 2014 الذي تم القبض عليه يحمل قرابة المليون دولار في كيس زباله في مطار القاهره وقال في التحقيق إنها مرتبات طاقم السفارة ولماذا لا يتم التحويل عن طريق البنوك والقنوات الرسميه؟ أيضا السبب هو الحصار الإقتصادي والعقوبات الأمريكيه ... هكذا تدار دولة الكيزان ماليا بهذه العشوائيه بغرض شراء قطع غيار أو ماكينات أو بترول أو دقيق أو أدويه أو رواتب سفارة أو... أو ... وبحجة الإفلات من الحصار الإقتصادي ولا ندري كم من العمولات وكم من الملايين ذهبت لجيوب الكيزان بسبب الحصار الإقتصادي وإغتنى كل الكيزان وكل ذلك بسبب الحصار الإقتصادي المفروض على السودان الذي تم إستغلاله أبشع إستغلال , ولهذا صدقوني إن هؤلاء الكيزان يطالبون برفع الحصار الإقتصادي بأفواههم ما ليس في قلوبهم لأنه سيغلق لهم أهم باب للسرقة والمستخدم كقميص عثمان لتبرير الفشل لذلك تراهم يستميتون بعدم تسليم سبب هذه الكارثة للعداله الدوليه الحكومه أم الشعب تتربص بأبنائها .. حسبنا الله ونعم الوكيل ياسر عبد الكريم [email protected]