بسم الله الرحمن الرحيم كان التجمع النقابى الذى اشعل نار الاضرابات البطولية والمواقف النادرة لرجال دفعوا ارواحهم فداء للمبادىء النقابية التى هى عصب المواقف الوطنية الصادقة لابطال ذهبوا الى ربهم صادقين العهد والوعد وهذا كان ابان النضال النقابى الذى كان راس الرمح فى اسقاط دكتاتورية النميرى والمايويين بجانب الشعب السودانى وانتفاضته التى اطاحت بنظام مايو الى حين !!! وذلك لان الانتفاضة كانت جنينا فى حقيقته يتيما ولذلك تقاذفته الانتهازية السياسية التى نصبت نفسها والدا شرعيا للانتفاضة التى كان ابوها هم النقابيين وعمها هو الشعب السودانى الذى كان فى الشارع يجوب الازقة والحوارى ليحمى نفسه من امن النميرى ! والنتيجة كانت ان افل نجم النميرى شخصيا وبقيت مايو واخوانها المسلمين (فيما بعد الجبهة الاسلامية القومية )يسرحون ويمرحون بين ابناء الشعب السودانى خاصة الذين يعتنقون الاسلام اعتناقا فطيرا غير مؤسس على تقوى من الله وخوف منه لذلك كان اغلب شباب الحزبين التقليديين فريسة سهلة الافتراس وبالتالى وقعوا اسرى بين فكى الاسلام الجبهوى السياسى الذى قوض الديمقراطية وافشلها بحربه المباشرة ضد النظام السياسى الديمقراطى وبصحافته الحزبية الصفراء التى لم يغمض لها جفن الى ان جاءت بانقلابها الانقاذى(مايو الثانية )!! (والقصة من الالف الى لام الالف معروفة )!لاسيما بعد المفاصلة التى كانت سحابة صيف عابرة !!. الحقيقة ذهبت مايو الاولى بعد نضال مرير ابطاله كان النقابيين الشرفاء ورجل الشارع السودانى المقدام الذى كان يتمتع بشجاعة نادرة قاومت مايو الديكتاتورية الى ان اودت بها مؤقتا, وجاءت مايو الثانية(الانقاذ )! تلبس لباسا اسلاميا التقط قفاز محاكم العدالة الناجزة التى كان عرابوها هم نفس صانعى فرمانات الانقاذ التى تشفت فى البلاد وقسمتها وفرتكتها وفى المواطن السودانى افقرته وجوعته وعطشته واخيرا شرذمته واصبح ولايات لاتحصى ولاتعد لكى يسهل السيطرة عليها والتحكم فى رقاب كل اصوات الحق التى ترتفع تنشد الحق والحرية والعدالة , الحقيقة ولدت المعارضة لاسيما الاسلامية من صلب الانقاذ (لانها كانت بتلعب قيم !!) حيث لايصدق عاقل ان ينصل اللباس من وسط صاحبه حتى لو كان معتوها او مجنونا معترف ! والدليل على ذلك هو الدور البين الذى يلعبه الشعبى اليوم بجانب قوى المستقبل بقيادة غازى صلاح الدين بجانب حزب الاتحادى الديمقراطى ولافتاته المختلفة والمتعددة التى كانت مسمار نعش قد دق فى قلب الشرفاء من المعارضين الاتحاديين الذين مازالوا يعضون على جمر القضية , لامصالحة ولا حوار ولا تفاوض ,اما حزب الامة فحدث ولاحرج بقيادة ابن زعيم الحزب وابن عم زعيم الحزب !!!! بالاضافة الى لافتات حزب الامة التى هى الاخرى لاتحصى ولاتعد !!! وهذا شانهم جميعا. الحقيقة اما نحن الذين على الرصيف نقف لانعرف خارطة طريق وما ادراك ما طريق لان الفرق منعدما بين حوار الوثية وخارطة الطريق لان كلاهما تحت مظلة الانقلابيين الانقاذيين وتحت مظلة الانتهازييين وسدنة الانقاذ وبقايا فتات الحركة الاسلامية التى غابت بين جبروت السلطة والمال واصبحت تبحث عن نفسها ببعض القلة التى تحسب على اصابع اليد , هذا اولا ,اما ثانيا ان حوار الوثبة وخارطة الطريق هما وجهان لعملة واحدة لانهما قد غيبا الحساب والعقاب على الذين ظلموا الشعب السودانى وهلكوا الحرث والنسل وقصدوا عمدا ان تتعدد السيناريوهات وتكثر المساومات وتقرب المهادنات وتباع وتشترى الذمم الى ان اصبح الترغيب والترهيب سياسة واضحة ومكشوفة لتغييب السبع سنين الاولى من الانقلاب 1989 الى1997وتوقيع الحزب الاتحادى الديمقراطى بقيادة الراحل الشريف زين العابدين رحمه الله الى اتفاقية الخرطوم للسلام المزعومة التى كانت خنجرا مسموا قضى على الحزب الاتحادى الديمقراطى الذى اصبح يعانى الامرين وفرقا وجماعات هنا وهناك !!! الحقيقة كان المعتقل عندما يخرج بين الناس وحتى اهله كان كالاجرب وحتى الذين يعرفونك يتغابوا العرفة فيك خوفا من ظلم بنى القربى حيث فى كل بيت مصدر امن او بتاع امن معترف لتوصيل كل صغيرة فى كل حارة وفى كل زقاق وفى كل بيت وفى كل مدرسة !!ولا يرتفع صوت معارضة فى تلك الابام الغابرة الا فى القاهرة التى كانت محطة للهجرة لامريكا واوربا واستراليا !! الحقيقة لم تسلم حتى الاسواق المشهورة والمعروفة فى كل مدن السودان واقاليمه من الدمار والخراب وحتى اسماء الاحياء المورورثة تغيرت وخربت اما البنى التحتية فى مدن السودان المختلفة لاسيما العاصمة هى الاخرى نالت حظها من الخراب بايدى سدنة السلطان ,اما الاقتصاد وعملته الورقية التى ذهبت غير ماسوف عليها بسبب التضخم الذى ازكم انوف الصبية والصغار ,اما الفساد لم يكن فسادا فى المال فقط لان المال بأى حال ربما يأتى, ولكن الفساد كان فساد الذمم وغياب الهمم وخراب الضمائر وذهاب النخوة السودانية المشهودة للسودانيين. الحقيقة لاشأن لنا برأى الاخرين من هنا وهناك فنحن مازلنا على الرصيف نقف لان الامر اصبح شخصى حيث لامعارضة حزبية مدنية موحدة ولا معارضة عسكرية موحدة ولا رأى سياسى مطروح يجمع شمل المعارضات المختلفة مما كان سببا مباشرا ان يظل الانقاذ يحكم ويحكم لا بقوة نظام بل بضعف الطرف المعارض الذى كان سوقا كبيرا يتنافس فيه سماسرة السلطة والحكم والانتهازيين حسن البدرى حسن /المحامى