الندم هو الحالة التي يمكن وصف جماهير ريال مدريد بها إذا تحدثنا عن صفقة البرازيلي ريكاردو كاكا.. والندم أيضا هو نفس الشعور الذي تشعر به جماهير ميلان الإيطالي إذا تحدثنا عن بيعهم للنجم الحاصل على لقب أفضل لاعب في العالم عام 2007. وما بين ندم هنا وندم هناك.. أين كاكا وهل أخفق بالكامل في ريال مدريد أم أخفق في اختياره الرحيل عن ميلان؟ أم أن الإخفاق هو من الآخرين ومازال كاكا كما هو لم يتغير؟! الباحث في الحقيقة سيجد أن النجم البرازيلي منذ قدومه من ميلان إلى ريال مدريد، وتحديدا منذ عودته من الإصابة التي لحقت به وغيبته لفترة عن الملاعب، منذ ذلك الحين، لم يحصل على فرصته كاملة، لم يأخذ الشعور بأن له أهمية في الفريق، حتى عندما ينزل الملعب، لا ينزل والأمل فيه أن يغير نتيجة أو أن يكون له دورا فعالا، كان مجرد كمالة عدد في ذهن البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني الراحل عن ريال مدريد والذي عاد مديرا فنيا لتشيلسي الإنكليزي. وفي وجود كاكا تعاقد مورينيو مع مسعود أوزيل وسامي خضيرة ثم مودريتش فيما بعد، الأمر الذي وضع اللاعب لابرازيلي المهذب تحت ضغط كبير لم يتحمله، ولم يستطع تقبل فكرة أنه أصبح تحت الاختبار.. ورغم تأديته بكد في التدريبات إلا أنه نفسيا لم يكن في حالة تضعه وتجبره على التألق فصار موظفا يؤدي ما عليه فقط.. والحقيقة أن ليس كاكا وحده هو من لم يخرج كل ما عنده في عهد مورينيو، ولكن المدرب البرتغالي كان فاقدا للثقة في لاعبيه، وبالتالي لم يستطع أن يستخرج طاقاتهم وإبداعهم فسقطوا وسقط معهم في نهاية الطريق. مع كامل الاحترام لأوزيل وخضيرة هما لاعبان دوليان في المنتخب الألماني، ولكنهما لم يكن لهما يوما بريق وحلاوة لعب كاكا، حتى على مستوى المقارنة الدولية فلمسة وبصمة البرازيلي تختلف كليا عن الألمانيين، حتى وإن أصبح كاكا الآن بعيدا عن تشكيلة منتخب بلاده الحاصل على بطولة كأس القارات التي أقيمت مؤخرا في البرازيل. مستقبل كاكا في إسبانيا أصبح على المحك، وقد تكون أيامه الباقية في ريال مدريد قليلة، ولكنه لم يحصل على فرصته، ولا يمكن الحكم على النجم البرازيلي في الملكي بالفشل، فشل من لم يختبره ولم يعطه الفرصة، ولو حصل عليها كاكا كاملة كلاعب أساسي ومفتاحي كما كان سابقا فسيعود للنجومية والتألق.. سيعود كاكا الذي يندم الجميع على تركه لا يندم أحد على التعاقد معه!