ليس من بين كل اهل الجزيرة من لا يرغب صادقا ان يعود للمشروع مجده- ولكن كل بوسيلته وفكره واغراضه الخاصة- مثلما اننا جميعا نجتهد لنيل الدرجات العلى فى الجنة- منا من ينشده عن طريق الاجتهاد فى العبادة ومنهم من يغرق فى الصلاة اناء الليل واطراف النهار لعله يرضى- ومنهم من ينفق ذات يمينه وشماله ابتغاء رحمة ربه- وهكذا ومع اختلاف الغرض فان باب الاجتهاد مفتوح على كل الاتجاهات-- والعاقل من اتعظ واستفاد وتعلم اين يمكنه ان يجد طريقا يبسا يقوده الى الاصلاح-- فقد ذهبت لاقابل السيد سمساعة محافظ المشروع احكى له بالدموع ماوجدت مزرعتى --حواشتى هليه من بؤس وخراب- وللحق فالرجل طيب الى منتهى الطيبه وتدرك لاول وهله انه يرغب فعلا ان يفعل شيئا يساهم فى تحقيق امال اهل الجزيرة فى عودة حلم مشروعهم من جديد-- حكيت له بالصورة واقع الحال- والرجل استجاب ووجه باهمية عمل مايمكن عمله- وذهبت وفى النفس شى من امل الى الوهة التى وجهها وهى ادارة الرى-- ولم يكن التعديل الجديد على قانون 2005 قد اصبح واقعا-- ومن هناك تم تحويلى الى جهة ادنى منفذة وللحقيقة ايضا فقد جلست واستمعت واستمتعت بالجلوس معه بين المياه والجاول والخزانات الهادرة-- وهواها ذو هوى عجيب--وفى رقة مكسورة الخاطر حكوا عن امكانيات الشح الزهيد- وادركت ان المصيبة اعظم من مفردات واجل واكبر من خواطر تحكى--لا امكانات ولا اليات ولا وسائل حتى مواصلات فاستغفرت وكان الحل ان اشد حيلى واتوكل على ربى وجيبى- لاصلاح حالى-- اوصونى جزاهم الله خيرا ان اشترى بوابتين للقنوات-- نعم بوابتين -هل سمعتم فى الدنيا مزارع يشترى بوابتين-- نعم انا اشتريتها- من بوابات الرى نفسها وسددت قيمتها نقدا ودفعت تكلفة الحداد والسمكرى لتركيبها--- اوصونى ايضا ان اؤجر كراكة لاقتلاع الاشجار التى غطت الحواشة وترددت لكنى ركبت المنايا واجرت كراكة دفعت ثمن ساعاتها ووقودها وزمنها الاضافى وشحومها-وربما جلودها--بخمس ملايين من الجنيهات القديمة-- وخففت عن حزنى بانى توهمت اننى اصلحت حواشتى -لكن مازال فى الغيب شى يتوعدنى-- لابد من لودر لتسوية الارض وازالة الحفر التى خلفتها الكرؤاكة-- ففعلت مجبرا لا بطلا-- بتكلفة الساعة بثلاثمائة وخمسون الف ولكم ان تتخيلوا كم ساعى=ة فى خمسة قصادات--- والصبر دائما اجمل واعظم-- -وبعد كل ذلك - لم تسلم جهودى من الخراب فعلى بعد ايام من فلاحتها تكسرت الترعة فى ستة مواضع بلا حسيب ولا رغيب ولا غفير-- الا غفير عجوز هرم يتوكا على دابة اكل عودها الزمن والفقر-- فغرقت المساحات وانتهى الامل فى اللحاق بالموسم ومازال الحال كما كان بل اسوا واضل --وبينما انا اطوف بالنجوم قررت ان التزم جانب حراك المزارعين فلا يمكن ان يكون اكثر سؤءا من من خبرناهم -وقبل ان التقيهم قراءت عنهم وقلت نعرف من العنوان ان الامل موجود فدعنا نذهب ونرى ونقف على الحقيقة -فهيا بنا كان الله فى عون الجزيرة انسانا ومشروعا ومدنا وقرى وموارد الصادق عبد الوهاب--ابومنتصر [email protected]