(دارفور.. أرض خضراء وجميلة.. في الشهر الماضي زرت دارفور للمرة الأولى.. كان انطباعي الأول كم هي خضراء وجميلة. سافرنا إلى نيالا عبر الجنينة في غرب دارفور، وحينما كنا مُحلقين فوق دارفور اندهشت من الأخضرار الذي يطرأ على الريف في هذا الوقت من العام. خلال الطريق من نيالا نحو جمهورية أفريقيا الوسطى لاحظت تحول التضاريس إلى السافانا الغنية، مع المراعي الخصبة وأشجار التبلدي المميزة. ترى المزارعين في كل مكان هناك (ومعظمهم من النساء) الذين يعملون في الحقول، والحفر، وفي حمل الماء ونقل المحاصيل على ظهور الحمير. أنا أعلم أن هذا الموسم الأخضر قصير نسبيا ولكن رؤية الريف خصباً جداً ومنتجاً ساعدتني على فهم أهمية الأرض لجميع سكان دارفور ولماذا كانت الأراضي والمياه سبب الكثير من النزاعات على مر السنين. لم تعان جنوب دارفور بعد من التصحر الذي يزحف عبر شمال دارفور ولكن عواقب تغير المناخ أثرت على حياة كل من البدو والرعاة وساهمت في الصراع. صندوق سلام واستقرار مجتمع دارفور خلال زيارتي اطلعت على طريقة عمل برنامج الأممالمتحدة الإنمائي الذي يقوم بإدارة صندوق سلام واستقرار مجتمع دارفور (وتُعد المملكة المتحدة أكبر جهة مانحة للصندوق) وكيف يعمل الصندوق مع المجتمعات المحلية لدعم بناء السلام، والمساعدة في تقديم الخدمات المحلية وتعزيز سبل العيش. منذ عام 2008 يعمل الصندوق مع شركاء للمساعدة في إنشاء آليات مُصالحة مجتمعية تتكون من زعماء القبائل ومجموعة تُمثل الشباب والجماعات النسائية. تعمل المشاريع النموذجية الممولة من الصندوق مع المجتمع المحلي في المنطقة التي شهدت الصراع، في كثير من الأحيان بين البدو والرعاة، لتحديد أسباب الصراع والعمل مع أعيان المنطقة للتوصل إلى حلول. غالبا ما تتضمن الحلول توفير خدمات مثل الآبار أو إدخال تحسينات على السدود، والتي تعود بالفائدة على جميع الأفراد.. في منطقة بليل رأينا بئرا استفاد منها كل من المجتمع المحلي ومخيم النازحين المحلي، كما رأينا مدرسة مزودة بمقاعد وطاولات جديدة تخدم أطفالا من جميع القبائل المحلية، ومركزا للنساء – والذي كان يستخدم لدورة تدريبية حول التوعية البيئية عندما قمنا بزيارته – كل هذا بتمويل من مشاريع الصندوق المختلفة.. في ياوياو التقينا لجنة السلام التي تتضمن شيوخ قبائل يمثلون كلا من البدو الرحل والمزارعين. مسار الهجرة تم تحديده حتى أنه أصبح من الواضح المسار الذي يجب أن تسلكه حيوانات البدو، وأين يجب أن يقوم المزارعون بزراعة محاصيلهم. نأمل أن يخفف هذا من المشاكل في المستقبل.. الأمن يتحسن أخبرني آدم الفكي، والي ولاية جنوب دارفور، وبيرهانميسكل ونيجا، رئيس بعثة يوناميد في نيالا، كم تحسن الوضع الأمني في جنوب دارفور في العام الماضي، لا سيما في نيالا. وقد اتفق الطرفان على أنه لم تعد هناك أي جماعات متمردة تعمل في جنوب دارفور. وأكد الوالي على أهمية تنفيذ برنامج نزع السلاح. وقد تم فرض حظر حمل الأسلحة علانية في نيالا على الجميع ما عدا الشرطة والجيش. كما ستُعرض حوافز للأفراد للتخلي عن أسلحتهم. في المراحل النهائية سيتم تفتيش منازل الأشخاص الذين يحاولون الاحتفاظ بأسلحتهم. لكن الوالي أقرّ أن بعض الناس كانوا خائفين بشأن التخلي عن أسلحتهم لأنهم يخشون التعرض للهجوم من قبل الجماعات المسلحة. لكن لا تزال هناك حاجة لليوناميد قالت بعثة اليوناميد إنه لم تكن هناك حالات هجوم على عملياتها في جنوب دارفور في عام 2016، سرقة السيارات في السابق كانت تمثل مشكلة خطيرة، ولكن الوضع الأمني الآن أفضل بكثير، على الرغم من أنها استمرت في توفير الحماية لحركة البضائع في جميع أنحاء الولاية – ولزيارتي كذلك. أكدت المناقشات طوال زيارتي الدور الحيوي الذي تقوم به بعثة اليوناميد في دارفور، لا سيما في حماية المدنيين وتوفير الحماية للعمليات الإنسانية. لا تزال هناك حاجة لليوناميد في دارفور، مدد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع مهمة البعثة وقيد أي تغيير في المستقبل لمعايير تستند إلى تحسن ملموس في ثلاثة مجالات: السلام والتسوية السياسية، حماية المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، ووضع حد للصراع بين المجتمعات. آمل كثيرا أن تتحقق هذه التطورات بحيث يمكن أن تكتمل مهمة يوناميد بنجاح –. وأنا أعلم أن حكومة السودان تريد ذلك أيضاً) أعلاه ليس بروبغاندا حكومية.. بل هي ملاحظات كتبها السفير البريطاني بالخرطوم مايكل أرون.. صحيح أن الدبلوماسي أبدى ملاحظات أخرى حول أوضاع النازحين ورفض بعض المعسكرات لخارطة الطريق ولكنه أيضا لم ينس مناشدة الحركات المسلحة الانضمام لركب السلام .. رأيت أن ما كتبه السفير البريطاني بالخرطوم يصلح أن يقدم هدية لسمو أمير دولة قطر الذي يزور دارفور بعد غد، فرسالة السفير تقول لسمو الأمير أيضا إن جهد قطر قد أثمر اليوم التالي