وزير الصحة في ولاية النيل الازرق ،وبعد تكتم شديد على مرض الكوليرا ، الذي مر عليه اكثر من شهر ،خرج للعلن قبل ايام بتصريح بائس ، قلل فيه من حجم الاصابات ،بما اطلقه عليها من اسم وهي (الاسهالات المايئة) وذكر لاحدى الفضائيات ، ان الوضع الصحي تحت السيطرة . *بالرجوع لتاريخ اول اسهال مائي بولاية النيل الازرق ،نجد ان التاريخ يحكي تفاصيل الاصابه،منذ شهر اغسطس الماضي ، وبعلم وزارة الصحه الاتحاديه ،والتي ضربت اسوارا من الكتمان ،حول الخبر، ووضعته جانبا ،وواصلت في تفرغها الكامل لصراعاتها الداخليه ، من اجل المزيد من المكاسب والصعود والصعود لسادة مكاتب الصحه المميزه ،التي اصبحت تدار بعقلية الفرد الواحد ،فذاب بين المتصارعين ،اكثر من برنامج كان ناجحا ،تم تجفيفه ،لصالح عيون السباق نحو الكراسي ، والتمتع ببريق المكتب الانيق ،وزهو الانتصار، ومهر الامر والنهي ، على الاوراق اليوميه ...انتهى برنامج التحصين ،وفقدت الملاريا منسقها واصبحت لوزارة الصحة (كيمان) هذا كوم الوزير وذاك كوم المدير .... *في خضم الصراعات ،احجمت الوزارة عن توزيع مادة الكلور ،التي تم استلامها من شهر مايو الماضي ،(ربما تم بيعه ....فكل شىء في وطني يخضع للبيع والشراء ولا استثني الذمم ) *صراعات الوزارةافقدت المواطن حقه ، وهي صراعات الأنا التي تلهث في جمع سلال الاخرين ،في سلة الذات الموصوفه بالانانيه والكذب ، وما ان تسرب خبر الكوليرا ،بتفاصيل صادقه عبر ناشطي النيل الازرق الشرفاء ، حتى ظهر لنا الوزير والوالي فقط لنفي الوباء !!!!! الذي اصاب اكثر من مدينه وقريه ، وصل ود النيل ،الروصيرص وقنيص شرق ،وطيبة البليلاب ، وحمدة وابو زور والطرفه وبدوس واحياء الروصيرص ،سوبا ،الشاطىء الغربي وبلغ منطقة الكروري شمال الروصيرص ... وفي روايات تسربت بالامس (انه تم رصد حالة اصابه في الخرطوم ). *منذ خروج بيان وزارة الصحة الكئيب ،الى العلن مشفوعا بارقام الادارات ، اشتم المواطن رائحة الكذب ،وتيقن تماما بعد مراسلات مع اهله في النيل الازرق ، ان الوضع ليس تحت السيطرة ،وان الاصابات تزداد يوميا ،وان الحاله تحتم اعلان الطواريء ،وتكثيف التوعية ،لكن هل فعلها وزير الصحة الاتحادي ؟ *هل عدل الصورة المقلوبه ؟؟؟؟ هل تذكر انه بالامس فقط كان مواطنا ينادي بحقه في الصحه والتعليم والامان والعافيه ؟؟؟ رمى كل ذلك وراء ظهره ،واستعصم بمكتيه الفخيم ،وانخرط في اداء التمام للوطني الذي كأفأه بهذا المنصب ....فهو لم يلح في تخصيص العافيه للمواطن عبر ميزانية تضمن سسلامته ، فقد ضمن مكتبه وترك العافيه كسيحه ومهملة في زاويه وزارة الماليه ، التي تتجه ميزانيتها نحو الحرب وسفك دماء الاطفال في ذات المنطقة !! *هل يعلم وزير الصحة الاتحادي بما يدور داخل وزارته ؟ هل (يخطف رجله ) احيانا للتجوال داخل مكاتب الادارات وتفقد دولاب العمل ؟؟؟؟ ام يكتفي بتوقيع الاوراق ومهرها باسمه بينما يمهر صحف المواطن بتجاهل تام للوباء ...الكارثه ...المأساة، التي حلت بالنيل الازرق ،فيحسبها ضمن مايحسب من اوراق وقراءات بعد تزايد الاصابات ،انها اسهالات عاديه يمكن السيطرة عليها ؟؟؟؟،وهل فعلا تمكنت وزارته الان من السيطرة عليها ؟؟؟؟؟ *تتكرر المأساة الان ،مثلما حدث عام 2007 ، عندما قضت الحمى النزفيه على الاهل في كادقلي ،والتي واجهتها الوزارة بذات الاداء الضعيف ،عندما اخفت حقيقتها وتركت المواطن ،يتقلب في فراش الوجع ،الذي افضى الى موت اسر بكاملها .... *متى تتعلم الوزارة الدرس ؟ وتستفيد من الاخطاء السابقه ؟؟؟؟ متى تعيش الوزارة في جلباب مواطن ،فترصد بؤسه ومرضه وتعي تماما حالة الاسعاف العاجل لحالته الان في النيل الازرق ؟؟؟؟ متى تتخلى الوزاره عن مساحيق التجميل لوجهها الملىء بالندب والدمامل ؟؟؟؟ متى يعلو صوتها ينادي بحق المواطن في العلاج وفي احترام انسانيته ؟؟؟ متى نسمع بالحقائق تنداح من غير ان نلهث خلفها ونطرق بابها ؟؟؟؟؟ *وزارة الصحه من الخرطوم وحتى النيل الازرق تنأى عن ذكر الحقائق ،وتتمسك بما يحفظ استدامة عمرها ،ولو تم تشييع اخر مواطن في هذا البلد بسبب الكوليرا .. همسه كم صارعت سفينتي الانواء ..... واعلنت احزانها .... باسم الوطن الجريح ...والحق الذبيح ... وامنيات ... .... تقاذفتها الريح ... [email protected]