على قادة الحركات المسلحة ان يتذكروا دائما ضرورة نقل المعركة إلى الخرطوم معقل الظلم والظالمين وان الأزمة في السودان وليست في فرنسا وان الذي يبيد السودانيين في دارفور وغيرها من اقاليم السودان المنكوبة الجنرال البشير المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي وليس هولاند او ساركوزي. لماذا لا يعترف النظام في الخرطوم بحقوق أهل دارفور الذين دعموه في حملته الانتقامية لتدمير الجنوب وكافاهم بالحرق والتنكيل عندما طالبوا بإنهاء الظلم واشراكهم في صنع القرار؟؟ لقد أثبتت الحرب جدواها في كثير من بلدان العالم التي قررت مصيرها بالاحتكام إلى القتال الذي أجبر الخصم للتفاوض وتقديم تنازلات ولم يتمكن الجنوبيين من تحرير بلادهم إلا بعد قتال النظام الجلابي في الخرطوم طوال نصف قرن إنتهت في خاتمة المطاف باستقلال الجنوب. الحوار لن يجدي مع نظام يؤمن بالجهاد ولايعترف بالهوية الإفريقية بينما يستخدم موارد البلاد في قتل وتشريد المواطنين من أجل توطين الأجانب وفرض ثقافة أحادية. اعتقد أنه من السذاحة بمكان التعويل على دور المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكنا طوال العقد المنصرم لإنقاذ السودانيين من الابادة والتطهير العرقي المستمر حتى الآن. على الحركات المسلحة السودانية التي تقاتل حزب الحركة الإسلامية الحاكم في الخرطوم ان تعلم أنها تعجز دائما في مهمة التغيير ليس بسبب قوة الأخير الذي يعاني بدوره انقسامات عميقة على غرار الحركات المسلحة التي انهكتها القبلية والتنافس العشائري على السلطة. وقد أثبت الإحتجاج فشله كالاية لتحقيق التغيير بالسودان في أكتوبر 1964ف وافريل 1985ف. فهل ينجح المحتجون من اوروبا على بعد آلاف الأميال في الاطاحة بالنظام الذي يسيطر على السلطة في البلاد منذ اواخر ثمانينيات القرن المنصرم؟؟ ما الفرق في إستخدام النظام الابادي الذي يستمد قوته وبقاءه من قتل شعبه الأسلحة الكيماوية او غيرها طالما تحقق هذه الأسلحة نفس الغرض؛ تهجير وتصفية السكان الأصليين مع سبق الإصرار والترصد؟؟ هل السودانيون في الشمال قادرين على تجنب تكرار تجربة الحركة الشعبية لتحرير السودان في الجنوب بتجاوز القبلية والطموحات الشخصية التي أدت الى إنهيار الدولة وتدمير النسيج الوطني ام أنهم يرفعون شعار التحرير من أجل الوصول إلى السلطة واحتكارها في إطار القبيلة والعشيرة، ما الذي يحول دون ذلك والحركات المسلحة تعيش انقسامات ايدلوجية وقبلية عميقة حتى قبل ان تصل إلى سدة الحكم؟؟ [email protected]