يا عيدنا طالت وقفتك .................... حتى الآن ومنذ عامين بالتمام ومن قبلهما ربع قرنٍ من الزمان بالكمال والوطن في نقصان ونظام الإنقاذ لم يزل في حوار ما بين الشخ وحواريه ، والآن في هذه الأيام لم يزل ما سُميّ بالحوار الوطني في حالة خواره التي بدأ بها من سنتين خلت وما خلى قولهم من نفاق وابتثار واكاذيب وتدليس ولم يستجد جديد ، كل ما في الأمر الآن تجري محاولات يأيسة للتمادي في تغييب العقول وذر الرماد في العيون وممارسة المزيد من كبسولات الهيروين التي ربما لم تعد ذات فاعلية تذكر بعد ان اقلع عنها البعض الذين بعض من بعضهم قد انتكس وعاد ليمارس ادمانه بصورة اكثر شراهة لينتقل من خانة الاستعمال الشخصي الى خانة التريج . الشئ الغريب حتى الآن لم يزل الكثيرون يواصلون النفخ في الابواق والضرب على الطبول وهم بالطبع لا يشعرون بالواقع الذي حولهم وهم لا زالوا يعيشون الوهم ، واي وهم اكثر من ان تدعي ادعاءً أشبه بمسألة ( تغطية السماء بالريش ) ، وكاني بهذا الحوار قد اتى بما لم يأتي به الأوائل من زمرتهم الخائبة ، واذا سلمنا جدلاً ان هذه التوصيات التي سميت بمخرجات الحوار انها ناقشت الكثير من المبادئ التي كان غائبة عن الحضور في مسرح الحياة السياسية ، هلا تساءلنا : من غيب هذه المبادئ وقتل الهمم وخرّب الذمم حتى آلت كافة الحياة بكل نواحيها الى خراب ودمار ؟! ومن كرس للقبلية والحزبية المقيتة ومن اغتال الديمقراطية ومن جعل للفساد قوانين ومن افقد كافة مؤسسات الدولة مؤسسيتها حتى أصبحت السلطات الثلاثة ( تنفيذية وتشريعية وقضائية ) في قبضة يد استبدت بها فاعملت فيها معاول الخراب ولم تترك منها الا بقايا قراطيس تحكي عن ماضي وبقايا مداد باهت وقلم مكسور .....!!! أي حوار هذا الذي يُحتفى به ولا زال جوهر المطلب من الحوار معلق ما بين السموات والارضين وتفاصيله في كف عفاريت لا زالت تعمل على سرقة جواهر العرس المؤود ، حاله كحال ما سًمي بعرس الشهيد الذي تبعته تلك الطقوس التي كانت اشبه بطقوس واساطير انتهت الى احباط تجاوز المدى الى عالم الذر تعبت به الأرواح حيث راح الجهد مع الريح واخيراً تمخض الجهاد المفترى عليه بفقد ثلث الوطن (ارضاً وشعباً ) وما تحقق سلام وقد ضاعت قوة الوحدة التي لم تزل تزداد هشاشة يوم بعد يوم . أي مخرجات لهذا الحوار ينتظر منها ان تخرج الوطن من هذا الجب السحيق الغيهب ...!!! الكثير من العبارات تتناقلها ابواق وتضرب لها الطبول والالسنة تطول وتطول والزمن يقصرٍ ويقصر والمسافات تتباعد وما تحقق شيء من امل وليس في الأفق ما يوحي ان العيد قادم بالفعل برغم ان يوم الوقفة قد حلّ ، عيد لطالما طالت وقفته حتى لتجدنا ننادي ونقول : (يا عيدنا طالت وقفتك ...) ويبدوا انها وقفة ستتطول وتطول حتى يأتي العيد الحقيقي ويقهر هذا الزيف . ستظل كل الجهود المبذولة تحت مظلة نظام الإنقاذ مزيفة فلا مخرجات الخوار ستخرجنا مما نحن فيه ولا المحاولات اليائسة من اجل إعادة انتاج نظام الإنقاذ بقادرة على ان تصرف القابضين على جمر القضية عن جادة الطريق المؤدي الى الوصول بالوطن الى مرحلة الخلاص الوطني . انّ الخروج عن هموم الحزب او الجماعة او القبيلة الي هموم الأمة والوطن والشارع العام لن يتأتي ما لم تتأتي في العباد معاني القيم السامية بعيداً عن المتاجرة بالدين والمظاهرة بالقبيلة والركون للحزبية ،* والهمم تشحذها الوطنية الخالصة من اجل الوطن وليس النفخ في الابواق وقرع الطبول .* تسلط الحكام على العباد باسم الدين غيّب الهمم والعقول حتى اصبح الكثيرون ينقادون لأمير الجماعة الدينية او زعيم الطائفة الدينية او شيخ القبيلة لمجرد الاشارة دون اعمال للعقل وهكذا ظلّ السودان محكوماً بإسم الدين بزعماء هم الابعد عن القيم الدينية الحقيقية وهم يكرسون للقبلية والحزبية دون القيم الوطنية لهذا فشل الحكام في السودان ومسخت الصورة في الاذهان ..... ولا مخرج من هذا الوضع الا بالعودة للمعني الحقيقي للوطنية بتكريس الديمقراطية ونبذ القبيلية وصيانة الدين بعدم اقحامه مباشرة في العمل السياسي وترك الامر يأتي من خلال سلوك القيم الدينية وقيم السلوك الديني ( الصدق) ، وما سار امر على صدق إلا وقد توفق للخير ، وهذه مادة لا اخال انها كانت حاضرة عند الاعداد للعيد المزمع حلوله في الغد ى ويوم الوقفة قد طال . . .................... علي احمد جارالنبي المحامي والمستشار القانوني ......... [email protected]