اليوم يوم فرحتك يا بلادي .. اليوم نتوحد جميعا تحت راية خيارات الوطني. اليوم يوم عرسك الكبير .. انه الحدث العظيم .. دقي يا مزيكا .. ورفرفي يا اعلام .. وهزي يا ارداف .. والمعي يا وجنات. تقاطري يا وفود وحدانا وجماعات. مرحبا بالسيسي .. مرحبا بدبي .. مرحبا بكل طاغي من كل فج عميق .. لا شك انك – يا سيدي الرئيس – تفتقد في هذا اليوم العظيم رفاق عمالقة امثال عيدي امين, ونول بوت, وشاوشسكو, والقذافي, ومبارك, والمعلم هتلر. ليت رفاقك يترحمون علي ارواحهم الطاهرة البرئية, ويؤكدون لها انهم علي نفس الخطي سائرون, ونفس المصير ينتظرون. هم السابقون وأنتم اللاحقون بمشيئة الله. اليوم تمخض الحوار عن وعود ووعود ثم تكرر نفس الوعود, مجرد وعود. هي وعود باعادة حقوق كانت غائبة عن الشعب. هي وعود باعادة الديموقراطية, التداول السلمي للسلطة, احترام حقوق الانسان كما جاءت في المواثيق الدولية, الاعتراف بالتعددية الاثنية, التنمية المستدامة, وسياسة خارجية مظبوطة. وكم وكم وعدت الانقاذ باعادة هذه الحقوق للشعب .. وكم وكم نكست. قل للمجتمعين - يا مشير – ان دستور البلاد الذي اجيز عام 2005 تضمن هذه الحقوق, وان الانقاذ عدلت الدستور, بل كبلته وقيدته حفاظا للتوجه الحضاري وللعادات والتقاليد السمحة, فلا دغمسة في توجهات الانقاذ. قل لهم يا مشير ان الحاكم المسلم لا تجوز مقاومته ومعارضته, وسنجد من رجال من يؤيدك ̧ رجال الدين تحت الخدمة يا ريس, فافعل ما تشاء, وهم جاهزون. قل لهم انك لترسيخ حكمك اضطررت لركوب الصعاب وبذلت الغالي والنفيس. اضطررت لسق ارواح كثيرة, منهم رفاق سلاح كما كان الحال في حركة 28 رمضان , قتلي البجا ببورتسودان, والمجندين بالعيلفون, قتلي كجبار, اطفال هيبان, حرق القري بدافور وقتل سكانيها, وتجويع سطان الجبال والنيل الازرق, تحديد حرية الصحافة, وسجن المعارضين وانشاء بيوت لتعذيب المتشككين والملاوزاتية. هل بعد هذا يتوقع المحاورون ان تتنازل عن الحكم؟ كلا .. ثم كلا. قل للمجتمعين – يا طول العمر – لا تنازل عن الحكم, وانك علي مواصلة المشوار جاهز, ولن تفرط في المكتسبات, ولوح بعصاك, حينها سيصفقون لك ويبصمون لك لاي فترة حكم تريدها. وهكذا يتحقق الغرض من عملية الحوار, الذي استغرقت هذا الوقت الطويل. رفاقك عيدي امين, ونول بوت, وشاوشسكو, والقذافي, ومبارك, والمعلم هتلر لم يتركوا الحكم بخيارهم, فسر في نفس الطريق. [email protected]