كشفت وزارة الخارجية المصرية مؤخراً عن جهود مكثفة يقوم بها سامح شكري وزير الخارجية خلال انعقاد اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وذلك في إطار مساعي مصر لإيجاد حل لازمة جنوب السودان والتقى سيادة الوزير بالنائب الاول للرئيس تعبان دينق قاي الذي قاد وفد جنوب السودان الى اجتماعات الجمعية العامة ، وابلغ وزير الخارجية خلال لقاءه بالنائب الاول أن مصر تتابع الاوضاع السياسية و الامنية في جنوب السودان مؤكداً دعمها الكامل للاستقرار و السلام فيها و أن مصر سوف تضطلع بدورها و اكد شكري استعداد مصر للمشاركة في قوة الحماية الاقليمية المزمع نشرها . و أن مصر ليست لها أي مصلحة في علاقتها مع جنوب السودان سوى دعم الاستقرار فيها باعتبار أن ذلك يعزز من أمن مصر و أمن منطقة القرن الافريقي والقارة بشكل كامل ، وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد اكد استعداد مصر لاستضافة مؤتمر للأطراف المعنية بأزمة جنوب السودان ، ومؤكداً استعداد القاهرة للمساهمة في قوات الحماية الاقليمية التي وافقت جوبا على نشرها بعد أن اعترضت في الاول ، لكنها ابدت استعدادها مؤخراً على تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي رقم 2304 لكن لم يتم الاتفاق بعد على الدول التي ستشارك في هذه القوات الجديدة و من المؤكد أن الحكومة سترحب بمشاركة هذه القوات كما فعلت مجلس الامن الدولي في بيانها الاخير حول الاوضاع في جنوب السودان . و اخطرت مصر إدارة عمليات حفظ السلام بسكرتارية الاممالمتحدة بموافقتها على الدفع بمستشفى ميداني ضمن قوات البعثة الاممية ، كما أنها على استعدد للتنسيق مع " الايقاد " بشان المشاركة في قوات الحماية الاقليمية ، كما اكد الرئيس السيسي اهمية التوصل الى الية فعالة لمساعدة كل الاطراف الجنوبية للتمسك بخيار السلام ومساندتها على تنفيذ بنود اتفاق السلام و إرساء اسس الامن و الاستقرار والنهوض بالوضع الاقتصادي المتردي . أن الجهود الحثيثة التي تضطلع بها الحكومة المصرية ، بالمساهمة في وضع حد لازمة جنوب السودان التي اصبحت واحدة من اكثر المشاكل المستعصية على الحل اليوم بالنسبة للمجتمع الدولي والقارة الافريقية وبالتالي فالحكومة المصرية بحاجة الى بذل جهود حقيقية و الانخراط الحقيقي في ازمة جنوب السودان وهذا لا يمكن أن يتم بالطريقة التي تقوم بها مصر حالياً بإدارة علاقتها مع جنوب السودان وذلك بإدارتها عن بعد و بالريموت وهذا يضعف دور أي مبادرة مصرية ؛ منذ وصول الرئيس السيسي الى السلطة تعززت علاقات البلدين بصورة ملحوظة . وقام الرئيس كير بزيارة الى القاهرة ، وكنا نتوقع أن يتكرم الرئيس السيسي بزيارة مماثلة لكنه لم يفعل رغم أنه زار السودان اكثر من مرة منذ انتخابه ويوم امس كان في الخرطوم مشاركاً في احتفالية المؤتمر العام للحوار الوطني ، فبينما يستمر الرئيسين السيسي و البشير في تبادل الزيارات نجد أن مصر لا تعطي لجنوب السودان مكانة في سياستها الخارجية رغم حديثها المتكرر أن اهتمامها بوضع حد لمشكلة جنوب السودان و ازمتها ؛ وفقاً للكثير من المراقبين المصريين فأن الدور المصري في افريقيا لم تعد كما كانت وقلت المشاركة المصرية في المشاكل الافريقية و غابت افريقيا من قاموس السياسية الخارجية المصرية واهتماماتها الدولية . ويبدوا أن مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي تريد أن تضطلع بدور اكثر اكبر في قضايا افريقيا لكن من المهم القول بأن جنوب السودان هي المدخل الحقيقي لإفريقيا باعتبارها اكثر منطقة حالياً تؤرق مضاجع افريقيا ، فإذا نجحت مصر فستفتح لها ابواب افريقيا واسعاً وستجد حلول للكثير من القضايا العالقة مع اثيوبيا و دول حوض النيل والاهتمامات الامنية المصرية المشار اليها في بيان الخارجية المصرية ، ، في كتاب العلامة بطرس غالي " خمس سنوات في بيت من زجاج " اكد " غالي " ما قدمتها افريقيا من دعم ومؤازرة للدولة المصرية وله في اشد الازمات الذي مر بها مع الادارة الامريكية في عهد كلينتون و ايضاً في كتاب " شهادتي لله " احمد ابو الغيط وزير الخارجية السابق و الامين العام لجامعة الدول العربية اشار ايضاً الى ما عاناه كوزير للخارجية ليجعل الرئيس السابق حسني مبارك يهتم بافريقيا لكن جهوده ذهبت سدى . الحوار الذي اقترحه الرئيس عبد الفتاح السيسي لأطراف الازمة في جنوب السودان يمكنها أن تنجح في حال قررت مصر أن تلعب دور حقيقي وتتحرك بالقيام بتحركات فعلية وليس مجرد احاديث للاستهلاك الاعلامي ونحن نقترح عبر هذا المقال أن يبدأ مصر بالاتصال بالحكومة عن طريق سفيرها وأن يعقبها زيارة لوزير الخارجية سامح شكري للتشارو حول كيفية قيام منتدى الحوار التي اقترحتها مصر ومن ثم الاتصال بأطراف الازمة مثل الحركة الشعبية في المعارضة الذي يقودها د. ريك مشار و الذي دعا للحرب مؤخراً من الخرطوم . و مجموعة المعتقلين السابقين بقيادة الامين العام للحركة الشعبية باقان اموم والمجموعة التي يقودها د. لام اكول والذي اعلنت الحرب مؤخراً ايضاً على الحكومة ، بالإضافة الى الحكومة برئاسة الرئيس كير وشريكها في الاتفاقية الحركة الشعبية في المعارضة بقيادة النائب الاول تعبان دينق على أن يعقب المؤتمر زيارة للرئيس السيسي الى جوبا لتكون اول زيارة له الى جنوب السودان ، أن جوبا ليست بالبعيدة لهذه الدرجة من الخرطوم نريد أن تهتم مصر بجوبا كما تهتم بالخرطوم ، فهل ستفعل مصر ؟ . [email protected]